بيان رسمي..نقابة الأطباء تكشف مفاجأة بشأن وفاة مارينا صلاح
قالت نقابة الأطباء إنها تابعت الجدل المثار حول وفاة مريضة بأحد المستشفيات الخاصة المتخصصة في أمراض العيون من جراء الحقن بمادة صبغية لتصوير قاع العين.
وأثارت وفاة مارينا تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد الحديث عن وفاتها إثر مضاعفات طبية تعرضت لها جراء إجراء أشعة صبغة على عينيها، وسط مطالبات بتحقيق في الأمر.
وقالت النقابة، في بيان، الخميس، إنه انطلاقًا من واجباتها نحو حماية المهنة والأطباء ورعاية مصالح المريض على حد سواء، فإنها فضلت أن تتوخى الدقة في البحث واستطلاع آراء الخبراء المتخصصين قبل إعلان موقفها على الرأي العام، مطالبة وسائل الإعلام والرأي العام بعدم تداول أو نقل معلومات طبية عن غير متخصصين، وعدم إصدار أحكام مجتمعية مسبقة في قضايا الضرر الطبي حرصًا على استقرار المنظومة الصحية.
وشددت على أنها لا تقبل اتهام الأطباء بالتقصير دون تحقيق، كما لا تتهاون عند ثبوت التقصير والإهمال.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى هاشم، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، ورئيس قسم الأشعة التشخيصية بكلية طب أسيوط، إن صبغة الفلورسين التي يتم حقنها لتصوير قاع العين لا توجد لها اختبار حساسية متعارف عليه على مستوى العالم قبل إعطائها.
وأضاف هاشم أن حدوث الحساسية من هذه الصبغة يتوقف على الجهاز المناعي للمريض ولا علاقة للطبيب أو المنشأة بحدوثها من عدمه، مشددا على أنه في كثير من حالات حقن الوريد بالصبغة لتشخيص بعض الاعتلالات للمريض التي لا تظهر بدون صبغة مثل الالتهابات والأورام وأمراض الأوردة والشرايين.
وأوضح أنه أحيانا يصاحب الحقن بالصبغة بعض أنواع الحساسية الطفيفة مثل الطفح بالجلد أو ضيق التنفس، وفي حالات نادرة جدا يحدث نوع خطير من الحساسية للصبغة يستلزم معه نقل المريض إلى العناية المركزة وتركيب أنبوبة حنجرية له، وحدوث الوفاة وارد في هذه الحالة.
وأضاف عضو مجلس النقابة أن هناك عشرات الآلاف من الحالات يتم إجراء الفحص بالصبغة لهم في مختلف محافظات الجمهورية ولم يتم رصد حدوث مضاعفات خطيرة من الصبغة إلا فيما ندر على مدى سنوات طويلة.
وقالت النقابة إنها تقلت خطابا من الجمعية الرمدية المصرية أشتمل على تقرير حول ما أثير مؤخرًا عن مضاعفات تصوير العين بالصبغة.
وقالت الجمعية الرمدية في خطابها إنها تسعى من خلال هذا التقرير إلى توعية جمهور المرضى ببعض الحقائق العلمية الخاصة بهذا الموضوع وكذلك الرد على ما نشر من إدعاءات بشأنه من غير المتخصصين.
وأوضحت في تقريرها عن تأثير حقن صبغة الفلورسين بالوريد لتصوير قاع العين، أن تصوير قاع العين بالصبغة هو أحد أهم الأبحاث التي تجري على العين في حالات مضاعفة السكر على الشبكية وارتشاحات مركز الإبصار وجلطات أوردة وشرايين الشبكية والتهابات الأوردة المناعية وتقييم التدفق الدموي في الشبكية، مؤكدة أن هذا الفحص ليس له بديل حتى الآن وأنه آمن بنسبة كبيرة.
وأضافت الجمعية أن معدل حدوث حساسية عالية من صبغة الفلورسين لا يتعدى حالة لكل 200 ألف مريض، ومع ذلك يتم الاحتياط لها من الأطباء بأخذ تاريخ مرضي وافٍ من المريض كما يتم حقن مادة الكورتيزون قبل إعطاء الصبغة، ويتم متابعة المريض بعد الحقن لمدة تصل إلى نصف ساعة.
وأكدت الجمعية أنه لا يوجد إطلاقا اختبار حساسية معروف لمادة الفلورسين تحت الجلد أو ما شابه على مستوى العالم، لأن مادة الفلورسين تسبب تلفا للأنسجة الجلدية فضلًا عن أن الاختبار السلبي لا ينفي حدوث حساسية مناعية، وأضافت الجمعية الرمدية في تقريرها أن الوقاية للحساسية من الصبغة هي الاستعداد بأدوية ضد الحساسية ومراقبة المريض بعد الحقن بالصبغة وسرعة القيام بإنعاش القلب بواسطة أطباء مدربين لإنقاذ المريض في حالة حدوث مضاعفات خطيرة، وأضافت الجمعية الرمدية المصرية أن المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث من الحقن بالصبغة يمكن حدوثها أيضًا نتيجة حقن أي مادة في الجسم مثل المضادات الحيوية أو اللقاحات ودللت الجمعية على امصال كورونا التي يتم الحقن بها ولم يوصي بعمل اختبار حساسية لها.