12 شخصا ماتوا من الصدمة.. مستريح كرداسة يستولي على 288 مليون جنيه
رغم سقوط مئات المتهمين بالنصب على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفها وإعطائهم أرباحا طائلة، إلا أن البعض ما زال يستخدم هذه الحيل ليحقق حلم الثراء السريع على حساب أحلام آخرين ممن جمعوا أموالهم بكد وتعب على مدار سنين طويلة، ورغم كل التحذيرات التي تنطلق إثر سقوط «مستريح» جديد، إلا أن البعض ما زالوا يقعون في هذا الفخ.
288 مليون جنيه.. ووفاة 12 شخصا
وخلال الساعات الأخيرة ظهر مستريح جديد في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، حيث استولى على ما يقرب من 288 مليون جنيه من 2320 شخصا، ليعيشوا في صدمة كبيرة بعد هروبه، وصلت تداعياتها لوفاة 12 شخصًا، ومنهم من مات بالجلطة، وكان آخرهم أمس.
وروّى الضحايا تفاصيل الواقعة، وكيف نصب المستريح عليهم لدرجة أن هناك أشخاصا توفوا بالجلطة من أثر الصدمة، بعدما نصب عليهم في مبالغ مالية كبيرة. وقال مراد الصيفي، المتحدث باسم ضحايا مستريح كرداسة، إن المهتم خالد السمان جمع منهم 288 مليون جنيه بعدما نصب على 2320 شخصا، «الناس دي منهم أرامل وأيتام وناس غلابة على أد حالهم، وكلهم ضحايا لنصبه».
الضحايا يرون تفاصيل الواقعة
وأشار «الصيفي» إلى أن المستريح وضع الأموال في قطع أراض، منها قطعة أرض هي أرض «ناشد» سعرها 15 مليون جنيه، وحسبها عليهم بـ21 مليونا، وبحسب آخرين قيمتها الحقيقية 2 مليون جنيه فقط، وقطعة أرض أخرى هي «أرض الرشاح»، وقال إن هذه الأرض لأشخاص معينين، وبعدها جاء أمر ضبط وإحضار له ولم ينفذ.
وذكر «الصيفي»، أن أحكاما عدة صدرت ضد المستريح، لافتا إلى أن الضحايا لا يريدون أن تصل حالتهم لمأساة ضحايا «مستريح أسوان».
1000 جنيه أرباح لكل 50 ألفا
وعن الحيلة التي استخدمها مستريح كرداسة حتى يستولى من ضحاياه على 288 مليون جنيه، قال أحمد السمكري أحد الضحايا، «فيه حد قال لي إن خالد السمان بيشغل الفلوس في مجال العقارات، والأراضي، وبيشتري الطوب والأسمنت، وبعدها كنت بعمل جمعيات بـ30 ألف جنيه وحطيت 20 ألف منهم معاه، وكان بيديي على كل 50 ألف جنيه، كل شهر أرباح 1000 جنيه، وقبل هروبه، كنت عايز أسحبهم، قالي اصبر عليا كام يوم، ولما هرب روحنا للمحامية، فاقترحت عليا إن الحل هو 10% من الفلوس، وهو مظهرش من وقتها، وبعدها روحنا للمحكمة من سنة و8 أشهر».
باع العربية عشان يشتغل مع «المستريح»
وقال أحد الضحايا إنه كان يعمل سائقا، وبعد بيعه للسيارة أعطى الأموال بحسن نية للمتهم خالد السمان، وعمل معه نحو عامين أو 3 أعوام، وكانت نسبة الأرباح 1000 جنيه لكل 20 ألفا، وأنه ليس بمفرده الذي أعطى أمواله له، بل زوجته، وحماته، وأخت زوجته، كما دفع ابنه وصهره 250 ألفا، ولم يعرف بأمرهم إلا بعد هروب المتهم.
استولى على 800 ألف جنيه من شخص وعائلته
وتحدث آخر من ضحايا مستريح كرداسة، وقال: «خد مني أنا وأخواتي ونسايبي أكتر من 800 ألف جنيه»، لافتا إلى أنه كان يودع أمواله في البريد، وكانت نسبة الفائدة أقل من النسبة التي يعطيها لهم المتهم خالد السمان، وعند اتخاذ الإجراءات القانونية أخفى المتهم ومن معه الدفاتر التي كانت تُكتب بها النسب والأرباح، وقبل هروبه كان يتهرب منهم ومن الدفع بطرق عدة.
وذكر، أن المتهم قبل هروبه بدأ يقلل نسبة الأرباح، واقترح عليهم أحد الحصول على نسبته في شكل أراض بمبالغ خاسرة، وبعدها اختفى هو وأسرته، مشيرا إلى «من تبقى من أهله تبرأوا منه، وكأنهم لم يعرفوه من قبل».
موت أحد الضحايا أمس
وذكر أحد الضحايا أن أحد الضحايا توفاه الله، أمس، بسبب حسرته على أمواله، إذ كان يودع شقى عمره عند المستريح، لافتا إلى أن كثيرين كانوا يعتمدون اعتمادا تاما على الأرباح التي كانوا يأخذونها منه، ومنهم من باع مصوغات زوجته، حتى تساعده الأرباح على متاعب الحياة.
وأضاف، أن هناك ضحايا كُثر آخرين للمستريح من خارج كرداسة، وذلك من مناطق الهرم، والسمان، وناهيا.