حطتها في الغسالة ورمتها من الشباك.. تفاصيل الحكم بالمؤبد للمتهمة بقتل الطفلة ساندي
قضت محكمه جنايات جنوب الجيزة، اليوم السبت، بمعاقبة «دنيا.م»، المتهمة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ«قتل الطفلة ساندي»، بسبب خلافات مع والدتها في إحدى قرى مركز الصف جنوب الجيزة، بالسجن المؤبد، خلال الجلسة الأولى لنظر القضية.
وفى السطورالتالية نرصد تفاصيل الواقعة الصادمة.
«آه يا ساندى حرقتى قلبى!».. كلمات رددتها «دنيا.م»، ربة منزل، وهى تمسك بقدم الطفلة ذات الخمس سنوات، بعد العثور على جثمانها مُلقى أمام العقار محل سكنهما بقرية الشرفا بالصف في الجيزة، وكانت تبكى الطفلة وتناجيها: «يا حبيبتى»، بعدما قتلتها، غيرةً من أمها واعتقادًا بأن «حماتها بتحب عيال ابنها الكبير ومش بتحب عيالها زيهم».
حيرة وقلق انتابتا «سمية»، والدة الطفلة، التي كانت تعد الطعام لحماتها بالطابق الأرضى، وصعدت ابنتها أمامها فوق السطوح «علشان تلعب مع أولاد عمها»، لتختفى ساعات طويلة، ما استدعاها تسأل «سلفتها» «دنيا»: «البنت عندك بتلعب؟!»، فأجابتها: «دى نزلت»، الأم قالت لـ«سلفتها»: «ساندى طلعت والبيت مقفول ومحدش دخل ولا خرج».
حتى مطلع الفجر، استمرت رحلة البحث عن «ساندى» التي شارك بها الأهالى بالشوارع والبيوت دون جدوى، وبينما يخرج أحد الجيران في طريقه للعمل «اتكعبل» في جوال كانت داخله جثة صاحبة الـ5 سنوات، فزع وصرخ: «الحقوا.. إلحقوا البنت مرمية قدام بيتها».
أول من خرج من بيت عائلة «ساندى» كان عمها «فتحى»، هاله المشهد، أمسك بقدمى الصغيرة الظاهرتين من الجوال، باكيًا: «يا حبيبتى مين عمل فيكى كده؟!»، زوجته «دنيا» أبعدت يده لتمسك بجسد الطفلة وهى تكرر: «يا حرقة قلبى عليكى يا ساندى».
«إسماعيل»، والد الطفلة، كان يظن أن «توك توك جه قدام البيت ورمى الجثة»، لكنه صُدم وهو يطالع مقطع فيديو مدته 30 ثانية، التقطته كاميرات مراقبة بعقار الجيران: «لقيت الجوال محدوف من بيتنا على الأرض، وبعدين لقيت بنتى حولين رقبتها خنق، وجسمها وهدومها مبلولين ميه، وشعرها زى ما هو معمول ضفافير زى ما أمها عملته لها».
أهالى القرية أجمعوا أنّ «الجانى واحد من البيت»، وحكت أسرة «ساندى» ملابسات الواقعة لفريق البحث الجنائى حتى اعترفت زوجة عم الطفلة بـ«قتلها علشان أحرق قلبهم عليها»، ثم مثّلت جريمتها وحكت: «خنقتها بإيدى بشقتى بعد ما قلت لها تعالى كُلى كيكة، وبعدين خنقتها داخل الغسالة بفوطة وسط ميه».
والدة «ساندى» تتذكر لحظات الرعب والحيرة، حين نزلت «سلفتها» من البيت تبحث عن الطفلة معهم، رغم «إننا مبنكلمهاش من 3 أشهر»، وكانت تشق ملابسها وتلطم خديها وبشكل درامى تنادى على الصغيرة: «يا ساندى.. يا ساندى فينك؟!»، وبعد العثور على جثتها تناجيها: «قلبى اتحرق عليكى!».
الأم المكلومة، التي اعتزلت النّاس حزنًا، وهى تحتضن صورة ابنتها، تشرح: «المتهمة حرقت قلوبنا، وقاصدة توجعنا في البنت، لأنها حبوبة البيت كله»، تبكى وهى تضيف: «بنتى كانت سند أخوها سيف، 8 سنوات، المصاب بمرض التوحد، وكانت بتروح معاه المدرسة وتلعب معاه وتقضى له كل احتياجاته».
زوجة عم «ساندى» كانت تشتت انتباه العائلة، وتقول لهم ابحثوا فوق السطوح «دا في صوت غريب»، وحين طلبت طفلة من الجيران أن تبحث داخل شقة زوجة العم: «دورنا في كل حتة فيما عدا عندك»، نهرتها الأخيرة قائلة: «هتكون عندى إزاى»، وحينها لاحظت طفلة الجيران أن «طنط دنيا كانت حاطة حاجات فوق الغسالة كتيرة وعليها مياه».
جدة الطفلة «ساندى» لأبيها، من بين دموعها، تقول: «المتهمة بنت عمة ابنى، يعنى إحنا أقارب، وكنت بعمل أكل وأطلعه لها كانت بترفضه وتجيبهولى على السلالم، وابنى كان بيقولّى: يا ماما خلاص أبقى أكلى عيالى لما ينزلوا يلعبوا عندك»، قبل أن تضيف منهارة: «دا بنتى جابت هدوم لعيال ابنى، زوج المتهمة، قامت حرقتها ورمتها في الشارع».
«جنى» ابنة المتهمة، في موقف أبكى الجميع، قالت لزوجة عمها أم «ساندي»: «أنا ممكن أقول لك يا ماما»، فيما كانت المتهمة تمثل جريمتها، وأمرت النيابة العامة بحبسها احتياطيًا 4 أيام بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وحين كانت أسرة «ساندى» مشغولة بالبحث عنها، ألقت زوجة عمها جثتها داخل جوال من شرفتها، ما زاد حيرة الأسرة والأهالى، حتى اكتشفوا أن زوجة العم وراء قتل الصغيرة، واعترفت بأنها «عاوزة أحرق قلوبهم عليها، بيحبوا عيال سلفتى أكتر منى».
«فتحى»، زوج المتهمة، انهار وبكى: «كنت أتمنى متبقاش هي.. كنت خايف إخواتى يشكوا إنى شاركتها في الجريمة»، ويكمل: «مراتى كانت مخلية حياتى جحيم، دائمًا كانت تطالبنى بأخذ موقف مع إخواتى والاشتباك معاهم بسبب العيال، وظنها أن أهلى يعاملون أولادى معاملة سيئة خلافًا للحقيقة».