ابنك مدبوح في الشارع.. كيف أنهى صاحب مقهى حياة سائق بسبب أغنية في القليوبية؟
لم ينسى "أحمد " صاحب مقهى، ما دار بينه وبين" حسن" سائق توكتوك من تشابك بالأيدي منتصف رمضان الماضي؛ بسبب أولوية المرور، وما أن شاهد الأخير حتى انقض عليه ضربًا بألة حادة "كتر" أرداه قتيلًا متأثرا بإصابته بجرح ذبحي بالرقبة.
"ألحق ابنك مدبوح" بتلك الجملة أخبر أحد الأهالي، "إبراهيم فوزي" والد المجني عليه بالجريمة: "حد كلمني ألحق يا عم إبراهيم ابنك حسن مذبوح والناس نقلوه على المستشفى.. جريت عشان أشوف ايه اللي حصل لقيته غرقان في دمه".. يقولها والد المجني عليه.
المجني عليه "حسن" (يُقيم في قرية زاوية بلتان بمركز طوخ بالقليوبية، ويعمل سائق توكتوك)، أما المتهم "أحمد " يُقيم في قرية مجاورة لمحل إقامة المجني عليه، ويعمل في مقهى بموقف سيارات القريتين، قبل غروب شمس ليلة الثاني عشر من رمضان الماضي؛ وقعت مشادة كلامية بين سائق توك توك "حسن" و"أحمد" (صاحب سيارة ملاكي)، بسبب خلاف على أولوية المرور بموقف زاوية بلتان المزدحم، ما أن انتهى الأمر دون تعدى أي طرف عن الآخر:" الناس صالحوهم على بعض".
الأسبوع الأول من شهر مايو الماضي، خرج "حسن" بدراجته النارية "توك توك" تلبية لطلب صديقه لتوصيل والدته لإحدى العيادات الطبية القريبة من القرية؛ لحظات قليلة انتظرها صاحب الـ 19 ربيعًا لكنه لم يدري أن تشغيله "كاسيت أغاني" داخل مركبة نارية "توك توك" سيكون بداية النهاية لحياته طعنا بآلة حادة "قطعة سيراميك": "ابني كان مشغل أغاني زي أي حد من صحابه".
صوت الأغاني كان مزعجًا لـ "أحمد"؛ خرجا مفزعا من بيته يعاتب الشاب: "إحنا مش عارفين نقعد في بينتا من صوت الأغاني" لكن "حسن" قابل طلب الثلاثيني بالرفض، حتى أن وقعت بينهما مشادة كلامية مرة أخرى بعد قرابة شهر على خلافهما الأول؛ تعدى كل منهما على الآخر إلا أن بعض السائقين فضوا الخلاف: "أنا بعد المشكلة الأولى قلت لابني لو اتعرض لك تاني... تعالي أنا هجبلك حقك منه.. وابني عشان كدة مرضيش يكلمه"...على حد قول الأب.
"انت سبته كده يضربك".. جملة قالتها والدة صاحب المقهى حينما رأت ملابسه ممزقة، أثارت غضب ابنها ما أن استل آلة حادة "كتر"، تعدي بها على "حسن"، أصابه بقطع غائر في الرقبة نُقل على إثرها للمستشفى:" أول ما رحت المستشفى قالوا ليا عايزين دم عشان ابنك نزف كتير".. يكمل والد حسن في حديثه.
نحو 7 ساعات قضاها "حسن" داخل غرفة العمليات بمستشفى طوخ العام يصارع الموت نتيجة قطع ذبحي بالرقبة، ظن "إبراهيم" أن نجله سيخرج سالما، إلأ أن مساعي الأطباء باءت بالفشل عقب تعرض المجني عليه لهبوط حاد بالدورة الدموية فقد حياته على إثرها.
المجني عليه "حسن إبراهيم" لم يُكمل عامه العشرين، قضي 4 سنوات بإحدى مدارس "السياحة والفنادق" بمنطقة شبرا الخيمة، كان أمله أن يلتحق بوظيفة جيدة إلا أن الفرصة لم تتح له بالعمل داخل أحدى الفنادق، الأمر الذي دفعه للعمل في ورشة تصليح سيارات: "ابني كان بيعتمد على نفسه وكان بيشتغل أي حاجة".
فترة طويلة ظلها "حسن" داخل الورشة وبعدها ترك عمله من أجل معاونه شقيقة الأكبر "حسين"، عقب افتتاحه مطعم مأكولات: "ساب الشغل علشان يساعد أخوه" يقولها الأب.
موت "حسن" كان فاجعة لأسرته وأصدقائه، خاصةً أنه لم يكن له صله بالمتهم أو يعرفه من قبل، إلا في مشادة حصلت بينهما في شهر رمضان:" هو كان مرتب يقتل ابني واتحجج أنه مشغل أغاني في التوك توك".
وتطالب أسرة المجني عليه بالقصاص العادل وتطبيق العدالة:" المتهم معروف بالمنطقة بتاع مشاكل وابننا اتقتل غدر في رقبته وكان رايح يوصل والدة صديقة للدكتور".
وجدد قاضي المعارضات بمحكمة طوخ الجزئية حبس المتهم صاحب مقهى 15 يوما على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل شاب بآلة حادة "كتر" ذبحا في الرقبة بسبب قيامه الأخير بتشغيل" أغنية" داخل "توك توك" كان يقوده.