ولادة على باب اللجنة.. حكاية مسعف أنقذ طالبة مغتربة من آلام الوضع المفاجئ
كعادة كل مرة، استعدت «خلود» جيدا لمراجعة المادة قبل دخول لجنة الامتحان، إلا أن آلام الوضع أثرت على تركيزها، إذ اقترب موعد وضعها لمولودها الثاني، إلا أنها أصرت على الحضور، لذا اصطحبت والدتها معها لتطمئن بها، وبينما كانت تفصلها خطوات عن باب اللجنة حان موعد ولادتها في وسط الطريق، لتحضر سيارات الإسعاف سريعا وبداخلها المسعف علي محمد الذي دوّن اسمه في سجلات قائمة الشرف بهيئة الإسعاف المصرية بحسن تصرفه.
ولادة على باب لجنة الامتحان
في الحادية عشر صباحا، الإثنين، كان الهدوء يخيم على محيط نقطة الإسعاف المتمركزة عند بوابة محافظة بني سويف، حينها تلقى المسعف علي محمد حسن، بلاغا حول طالبة بالفرقة الرابعة في كلية التجارة جامعة بني سويف، بأنها في حالة وضع وتحتاج نقلها إلى مستشفى بني سويف العام، فأعد سيارته وانطلق بها نحو مكان الحالة، وحين التقى بالحالة وجدها في مرحلة الوضع وبصحبتها والدتها: «أول ما وصلت الحالة كانت خلاص في حالة وضع ومش هتلحق كمان نوصل بيها للمستشفى»، بحسب رواية المسعف.
علامات الخوف بدت جيدا على ملامح الطالبة المغتربة من محافظة المنيا، رغم وجود والدتها معها، كما أن فكرة الولادة المفاجئة داخل سيارة الإسعاف أفزعتها، وهنا جاء دور المسعف في تهدئتها وإزالة القلق والفزع من داخلها: «حاولت أطمنها وفضلت جنبها رغم أني كمسعف مش دوري توليد أي سيدة أنا بس بنقل الحالة للمستشفى، أتولد الطفل في عربية الإسعاف ملحقناش حتى نوصل بيها المستشفى».
العلامات الحيوية للطالبة ومولودها
وضعت الطالبة «خلود» مولودها الثاني، واطمئن المسعف على صحتها هي وصغيرها، ليتولى قياس العمليات الحيوية لها وللمولود: «الحمدلله كانت صحتها هي والمولود كويسة، اطمنت عليهم لحد ما وصلنا مستشفى بني سويف العام»، وهنا انتهت مهمة المسعف بنجاح بعد أن وصلها إلى المستشفى لاستكمال رعايتها: «مسيبتهاش غير لما اتطمنت عليها».
تجربة ولادة طالبة على باب لجنة الامتحان هي الأولى من نوعها منذ عمل المسعف «علي» في هيئة الإسعاف قبل نحو 13 عاما، وبحسب قوله، كثيرا ما ينقل سيدات إلى المستشفى للولادة ولكن تلك المرة تختلف لكونها طالبة على باب لجنة الامتحان، ولذلك حاول دعمها نفسيا إلى جانب قيامه بدوره كمسعف