عاد بعد غياب22 عاما واحتجزها.. تفاصيل خطف فتاة المعادي على يد والدها
دائما يكون الأب هو السند والداعم لأبنائه، خاصة الفتيات اللائي يشعرن بالأمان مع وجود الأب، لكن أن يتحول الأب الى وحش مخيف وكابوس جاسم على صدر ابنته، فهذا هو غير الطبيعي، وهو ما حدث مع أب ترك ابنته لوالده وزوجته، وعاد بعد أن أصبحت شابة ليختطفها بسبب الميراث.
نورا علي عصام، 22 سنة، فتاة تقيم في المعادي، اختفت يوم السبت 4 يونيو، والدتها روسية كورية، ووالدها مصري، هكذا بدأت المنشورات على «فيسبوك».
تزوج على عصام من والدة نورا، ثم هرب بها إلى مصر، وهي في عمر 7 أشهر، وعهد إلى والده وزوجته تربيتها، وبالفعل بدأ الجد وزوجته في تربية نورا التي وجدت فيهما العوض عن الأب والأم، حيث تكفل الجد بنفقات نورا الدراسية ولم يحرمها من شئ.
وعقب وفاة الجد، استكملت أرملته ما بدأ الراحل، من مالها الخاص، في ظل غياب كامل للأب، الذي كان يعيش في اليابان ولا يعرف شيئا عن ابنته، حتى علم أن والده كتب ثلث ثروته باسم نورا، لتستكمل تعليمها وتستطيع العيش حياة كريمة، ليعود من اليابان ويختطف ابنته، التي أصبحت شابة 22 عام.
بلاغ لسفارة كوريا
وتقدمت أرملة جد نورا ببلاغات للشرطة، وسفارة كوريا الجنوبية لحمل نورا الجنسيتين المصرية والكورية، والمجلس القومي للمرأة، إلا أن أحدا لم يساعدها، خاصة أن المختطف والدها في نظر القانون، وبالتالي لا يعد اختطافا.
وغابت نورا عن امتحانات جامعتها يوم 10 يونيو الماضي، بسبب حبس والدها لها في مكان مجهول، وهو ما دفع صديقاتها وأرملة جدها لكتابة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لعلهن يجدن من يساعدهن.
تحرك سريع من مكتب النائب العام
رصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام، تداول عدة منشورات بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن اختطاف أب لابنته المدعوة نورا بمنطقة المعادي، واحتجازها، والتعدي عليها ضربًا، بالتزامن مع مباشرة النيابة تحقيقاتها منذ إبلاغ زوجة جدِّ المجني عليها في الرابع من شهر يونيو الجاري بالواقعة.
واستمعت النيابة العامة لأقوال المبلِّغة، والتي شهدت بحصول زوجها جدِّ المجني عليها على حكمٍ قضائيٍّ بحضانة المجني عليها وولايتها التعليمية حتى وفاته، ونشوب خلافات بين الأب وابنته بعد وصية جدها بثلث تركته لها، وأنه يوم الواقعة حضر لمسكنها وتعدى على ابنته ضربًا واصطحبها كرهًا عنها على مرأى من أفراد أمن معينين لتأمين إحدى المنشآت على مقربة من المسكن.
وبسؤال فردين من أفراد الأمن المشار إليهم أكدا إبصارهما حضور المتهم يوم الواقعة واصطحاب ابنته كرهًا عنها وتعديه عليها.
استدعاء والد نورا
وقررت النيابة العامة إحضار المتهم والد المجني عليها، فامتثل بالحضور، ونفَّذ قرار النيابة العامة الصادر بإحضار ابنته لسماع شهادتها، حيث شهدت بإقامتها برفقة جدها وزوجته المبلغة منذ أن كان عمرها خمسة شهور، حين كان والدها يقيم باليابان، وأنها لرفضها طلب والدها استكمال دراستها بالخارج استصدر جدُّها الحكمَ القضائيَّ المشار إليها، وانقطعت صلتها به حتى وفاة جدّها.
وأضافت أنه نشبت بعد ذلك خلافات بينها وبين والدها بسبب التركة التي آلت إليها من جدها، حتى حضر والدها لمسكن جدها وتعدى عليها ضربًا وجذبها كرهًا عنها إلى خارج المسكن واصطحبها عَنوة لمسكنه، وهناك واصل التعدي عليها بالضرب، واحتجزها بغرفة بالمسكن، فضلًا عن سرقة هاتفها المحمول، وأنها قد حاولت الفرار من المسكن دون جدوى.
حبس المتهم وعرض الفتاة على الطب الشرعي
وناظرت النيابة العامة إصابة بعينها قررت بأنها من جرَّاء تعدي والدها عليها، مؤكدةً عدم رغبتها في إقامتها معه، وباستجواب المتهم فيما هو منسوب إليه من اتهامات بخطف ابنته المجني عليها بطريق الإكراه وحجزها دون أمر من أحد الحكام المختصين، وفي غير الأحوال المصرح بها قانونًا، والتعدي عليها ضربًا، وإحداث إصابتها، وسرقة هاتفها، أنكر ما نُسب إليه من اتهامات.
وأمرت النيابة العامة بعرض المجني عليها على مصلحة الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات، وحبس المتهم احتياطيًا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة الكائنة بمحيط مسرح الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.