مصادر تحسم الجدل.. حقيقة خطف البنات بعد تخديرهن بشكة دبوس
انتشر خلال الساعات الماضية عديد من التحذيرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من سرقة أعضاء الفتيات عن طريق وخزة إبرة "شكة دبوس" في المواصلات العامة، وتسببت تلك الرسائل المتداولة في حالة من الهلع لدى بعض المواطنين.
وانتشرت الرسالة بشكل كبير لتثير جدلًا في الشارع المصري، ما دفع بعض المتخصصين للتأكيد أن ما تردد عن عصابة تقوم بوخز الضحية بإبرة وتغيب بعدها عن الوعي إثر هذه الوخزة وتقوم العصابة بخطفها، هو عبارة عن لجان إلكترونية تهدف لبث الرعب والخوف لدي المواطنين.
وفحصت الأجهزة الأمنية على مدار الأيام الماضية الادعاءات المتداولة حول خطف الفتيات للوقوف على مدى صحة تلك، وما إذا كانت هناك بلاغات في أي من المحافظات بشأن وقائع خطف مماثلة لتلك التي يتم ترديدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فما هي حقيقة تلك الوقائع ومدى قدرة تلك الإبر عن تغييب المواطن ذهنيًا خلال دقائق؟.
الأطباء: غير منطقي
الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، قال عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن تلك الادعاءات مجرد شائعات يتم تداولها، موضحًا أنه داخل غرف العمليات يقوم أطباء التخدير بحقن المريض مباشرة في الدم بجرعات غير قليلة وفي أحيان كثيرة يستعصي فقدان الشخص للوعي.
أضاف الدكتور جمال شعبان "دا إيه المادة السحرية دي اللي تفقد الشخص وعيه بشكة تحت الجلد" مستنكرًا حقيقة تلك الحقن المخدرة، موضحًا "فتشوا عن الأقراص المخدرة والمخدرات التي يتعاطاها.. الشباب كأنها بونبون بلاش ندفن رؤوسنا في الرمال والأمور واضحة كالشمس والأولاد مخطوفون ذهنيا وعاطفيا واجتماعيا".
فيما أوضح بعض المتخصصين أنه عندما يقرر طبيب التخدير تخدير شخص عن طريق الوخز العضلي أو الوريدي يبدأ بالتخطيط لتخديره، وذلك بمعرفة عمر المريض ووزنه لحساب الجرعة المناسبة لتخديره، وليس مجرد وخز الشخص من أعلى الملابس كما أثير مؤخرًا.
لا صحة للبلاغات
من جانبه أفاد مصدر أمني، عدم صحة ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن خطف البنات بالمحافظات وخزًا بالإبر المخدرة، محذرة بعدم الانسياق وراء الشائعات لأنها تكدر السلم والأمن الإجتماعي.
وأوضح المصدر أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي يلجأون إلى حيل جديدة لجذب الاهتمام ومواكبة "التريند"، مستغلين التحذيرات المنتشرة مؤخرا على جروبات الفيس بوك، من استغلال البعض لوجود فتيات بمفردهن ومحاولة تخديرهن بـ "إبرة" تحوي مادة مخدرة، وتعرضهن للاختطاف.
من جانبه قال محمد سالم المحامي، إن مواقع التواصل الاجتماعي ليست المناخ الصالح لتداول ما قد يحصل عليه البعض من أخبار بسبب مخاطر ما يتم نشره من أخبار مغلوطة.
أوضح أن مثل هذه الشائعات تُربك الأجهزة الأمنية في عملها بأمور لا يعي المواطنين عنها أي شئ من أدلة أو قرائن أو دلائل حول الوقائع المبلغ عنها وسعيًا لجمع معلومات عنها أو عن المتهمين فيها، بل إن من شأن ذلك تمكين المتهمين من الإفلات من الملاحقة القانونية، والإضرار بسلامة حسن سير التحقيقات.
ونوه أن من يسعى لنشر هذه الوقائع لن يفلت من المسألة والمسؤولية القانونية، مؤكدًا أن وحدات الرصد تتبع تلك الصفحات الوهمية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك.
المترو: لم نرصد أي حالات
وبخصوص مترو الأنفاق، فقد كشف أحمد عبدالهادي، المتحدث الرسمي باسم شركة مترو الأنفاق، عن تواجد كاميرات مراقبة داخل جميع المحطات وعربات القطارات، لضبط الخارجين عن القانون.
أوضح أن هناك شرطة سرية تستقل القطارات لحماية وتأمين الركاب المسافرين، موضحًا أن ما تردد عبر السوشيال ميديا من رسائل تحذيرية بشأن وجود محاولات اختطاف لبعض الفتيات بمحطات وقطارات المترو، بشكة دبوس غير صحيح، ولا أساس له من الصحة.
لفت إلى أن ما أثير حول "شك" البنات في مترو الأنفاق بدبوس حتى يغمي عليهن لاختطافهن غير صحيح، وذلك لوجود كاميرات مراقبة بجميع مداخل ومخارج المحطات، وعلى الأرصفة.