حكاية بيت الكريتلية.. هل عاش فيه ملك الجان وشهد كرامات سيدي هارون؟ | شاهد

 حكاية بيت الكريتلية..
حكاية بيت الكريتلية.. هل عاش فيه ملك الجان وشهد كرامات سيدي

«والحكايات التي تنتهي لا تنتهي ما دامت قابلة لأن تروى».. تلك الكلمات التي اعتدت قرائتها في رواية «ثلاثية غرناطة» تتجسد هنا في إحدى ضواحي حي السيدة زينب وعلى بعد خطوات من مسجد أحمد بن طولون في «بيت الكريتلية»، إذ تتحدث الجدران لتروي الحكايات.


حكاية بيتي الكريتلية والحداد

بدأت الحكاية عندما قرر عبد القادر الحداد، بناء بيتًا فوق الجبل في حي السيدة زينب عام 1540، ليأتي الحاج محمد الجزار بعدها بقرن ويقرر بناء بيتًا آخر أكبر حجمًا وأجمل في المعمار، ولم يكن الرجلان وقتها يتخيلان إنهما لا يبنيان مجرد بيوتًا فحسب، وإنما أثرًا مهمًا سيبقى قرونًا عديدة، رحلوا هما وبقى الأثر، وفي بداية القرن الـ19 تم بيع بيت الحداد لآمنة بنت سالم، وبيت الجزار لسيدة من جزيرة كيريت ولذلك سمي ببيت «الكريتلية»، حسب ما جاء بموقع وزارة السياحة والآثار.


القنطرة والبئر المسحور

كان يعيش في البيت في البداية، شاب يأبى الزواج من كل فتيات الأرض، حتى سكنت البيت الثاني فتاة قالوا في جمالها الحكايات، وتدعى لطيفة، وذات يوم خرجت «لطيفة» تنظر إلى بئر المياه القابع في بيت الكريتلية ويُحكى أن البئر- من فرط جمالها - فاض، وهناك حكاية أخرى تُروى عن ذلك البئر وهي أنه يمكن للفرد الذهاب إليه في الليالي القمرية ليرى صورة حبيبته فيه، لذلك أطلقوا عليه «الـ بئر المسحور».

المؤكد حسب ما جاء في «الأسطورة الثامنة»، المنشورة بموقع وزارة السياحة، أن الشاب وقع في غرام الفتاة منذ تلك الليلة وتزوجها وتم الربط بين البيتين بقنطرة أطلقوا عليها قنطرة العشق ليصبح بذلك بيتًا واحدًا.

جاير أندرسون.. الضابط الانجليزي الذي أوفى بالعهد

أندرسون الضابط الطبيب الإنجليزي الذي وقع في حب مصر منذ اللحظة الأولى، ذات يوم كان في زيارة إلى مسجد أحمد ابن طولون، فتخيل فتاه مصرية تقف بالبرقع في مشربية بيت «الكريتلية» فوقع في حب المنزل والفتاة، وظل هذا الحب قابعًا في قلبه حتي سمع قرار الحكومة المصرية بهدم البيتين «الكريتلية» و«الحداد»، وضمهما في أعمال توسعات مسجد أحمد ابن طولون، فتقدم «أندرسون» للحكومة المصرية بعرض، وهو أن يقوم بترميم البيتين ويسكن بهما ويمدهما بمجموعته الأثرية التي ظل يجمعها طوال حياته، على أن يكونا بعد وفاته متحفًا مفتوحًا.

وهكذا وفى «أندرسون» بوعده ورمم البيتين على نفس طرازهما المعماري ونقل مقتنياته الأثرية فيهما، وأعاد بناء القنطرة ليجمع شمل البيتين وتدب فيهما الروح من جديد، وفي عام 1942 توفى الطبيب الإنجليزي وتسلمت الحكومة المصرية المنزلين بمحتوياتهما، وأصبح المنزلين متحفًا مفتوحًا.

أساطير بيت الكريتلية

«اسمع يا صاحبي حكاية البيت العتيق بيت الكريتلية».. بهذه الكلمات افتتح أندرسون كتابه الشهير «أساطير بيت الكريتلية» الذي ألفه من وحي حكايات عم سليمان الكريتيلي الخادم العجوز الذي كان يعمل لدى السيدة الكريتلية وعاش بعدها مع أندرسون في المنزل، وحكى له الكثير من القصص الشيقة عنه، ما أثار خيال الطبيب الإنجليزي ودفعه لتأليف الكتاب، الذي حكى فيه عددًا من الحكايات مثل «ملك الجان الذي أمر الجزار أن يبني البيت هناك لتعيش به بناته السبع في أمان، الثعبان الطيب، كرامات سيدي هارون، البئر المسحور، الفداء العظيم، ورسو سفينة نوح فوق جبل يشكر».

وعن أساطير بيت «الكريتلية»، أكد الدكتور ممدوح الششتاوي أمين عام متحف أندرسون أن الأساطير ما هي إلا حكايات توارثتها الأجيال ولا نعرف مدى صدقها، وأنه لا يوجد دليلًا واحدًا يثبت صدق حكايات عم سليمان الكرتيلي.