بسبب عجزه.. صابر أنهى حياة زوجته بـ100 طعنة وضربها بـ«شاكوش» وسلّم نفسه للشرطة
خوف «صابر» من أن تخلعه زوجته «سهام» بعد إصابته بعجز وعدم قدرته على الحركة، كان سببًا لأن يقتلها بـ100 طعنة بمقص، ويهشم رأسها بشاكوش، بعد أن رفضت منحه 10 آلاف جنيه ليشترى شقة بالطابق الأرضي.
أنا قتلت مراتي
الزوجة «سهام» قدمت العشاء للزوج وخلدت إلى النوم تحت قدميه، بحجرة ضيقة بمنطقة الأميرية البلد في القاهرة، لينقض عليها فجأة كأنها فريسة وبشكل عشوائى، لم يترك مكانًا بجسدها إلا وسدّد به طعنات بالمقص، قبل أن يهشم رأسها بالشاكوش، وخبأ الجثة تحت السرير، وبهدوءٍ تام تحرك إلى قسم شرطة الزاوية الحمراء وتقابل مع ضباط المباحث، واعترف أمامهم: «أنا قتلت مراتى».. وفقًا لرواية أسرة المجنى عليها والمتهم.
المنطقة تحولت لثكنة عسكرية، والشرطة والنيابة العامة وجدتا جثة «سهام» على النحو الذي أشار إليه زوجها: «قطعتها ومخلتش حتة فيها سليمة خالص».
فزع «عزمى»، شقيق المجنى عليها، من منظر جثتها وأخذ يلطم وجهه والأهالى يحاولون تهدئته، لكنّهم سرعان ما انهاروا في حالة بكاء: «دى ست بـ100 راجل.. طول عمرها شقيانة على زوجها وعيالها».
شافت 22 سنة عذابًا مع زوجها
لم يكن أولاد المتهم والمجنى عليها الـ3 متواجدين بالحجرة محل الجريمة، بل كانوا نائمين لدى جدهم لأمهم، حيث أعدت المجنى عليها هناك وجبة العشاء لزوجها وتوجهت بها لمسكنها، وقُتلت أثناء نومها. يحكى «عزمى» أنّ شقيقته طول عمرها شقيانة كانت تبيع الجُبن والسمن والبيض للأهالى بعد إصابة زوجها بعجز إثر سقوطه من الطابق الرابع، وقبل إصابته كانت تبيع معه «السمين» على عربة، وتحضر وتغسل له البضاعة قبل إعدادها على مدار 17 عامًا، مرددًا: «أختى شافت 22 سنّة عذابا مع زوجها، وفى الآخر رد المعروف بقتلها بطريقة بشعة».
«سهام» وأولادها الثلاثة ذاقوا المرّ مع ربّ الأسرة الذي عاقب أولاده بقص شعرهم بالموس حين طالبوه بلبس العيد، قبل إصابته التي أعجزته عن الحركة، واضطرت والدتهم للعمل إلى جانب مساعدتها للزوج: «علشان توفر احتياجات العيال الثلاثة، ومحدش فيهم يبقى نفسه في حاجة».. حسبما يروى شقيق المجنى عليها.
نظر «عزمى» إلى أخته نظرة الوداع وهى بالمشرحة، نظر إلى قدميها المتورمتين من «كتر الشقا واللف بالشوارع»، بكاها وقال: «طول عمرك تعبانة على عيالك»، يلوم نفسه: «إحنا على طول كنّا بنيجى عليكِ ونقول لكِ: ارجعى لزوجك».. يتذكر أن أخته أصيبت بـ12 غُرزة في رأسها إثر اعتداء بسكين على يد زوجها علشان عاوز منها فلوس، مطالبًا بالقصاص لشقيقته.
خدنا الكرسى المتحرك منّه
فزع الأخ وهو يرى بقايا المقص الذي قُتلت به شقيقته، والطبيب الشرعى يؤكد له: «خرجناه من صدرها كان داخل جوا»، يشرح أنّ الضرب كان بانتقام وغلّ: «مضروبة من أول ضفر رجلها لحد منبت رأسها». باكيًا يقول: «كل ده علشان فلوس، طول عمرها بتديه، قبل إصابة زوجها بعجز، كان أبويا طلع على المعاش وأختى خدت منه 8 آلاف جنيه واشترى تروسيكل وباعه بعدها بيومين بُرخص التراب، وقبل قتلها زوجها طلب منها 10 آلاف جنيه قالت له: هجيبهم منين، كان عاوز يشترى شقة بالدور الأرضى».
كاميرات المراقبة أظهرت نزول «صابر» من مسكنه قبل الواقعة، متجهًا إلى صيدلية ليشترى «مقصًا وشاشًا»، ما يدّل وفقًا للأهالى على أنّه كان مدبرًا ومخططًا لكل شىء، واندهشوا حين حضر برفقة النيابة العامة لتمثيل الجريمة وكأنه لم يقترف ذنبًا، يقولون: «كان بيسلم علينا واحد واحد، كأنه جاى فرح»، ولشدّة غضبهم واستنكارهم للجريمة قالوا: «خدنا الكرسى المتحرك منّه، وصممنا يظل على كُرسى خشب، وقلنّاله إنت تستاهل كده».
أحد أقارب «سهام» حكى أن زوجها المتهم «كان يخشى دائمًا أنها ممكن تخلعه علشان هو قعيد، ويقول لها: هتخلعينى، وفى الآونة الأخيرة اكتشفت أنه بيتحرك ويستطيع أن يسند نفسه ويمشى ونسبة العجز ليست بالكبيرة، وكان بيمثل علشان بتيجى له تبرعات من النّاس».
عاوز أشوف ماما وأنام في حضنها
الأهالى حكوا أنّ «سهام» كانت تطلب دائمًا وتقول: «محدش يدى صابر فلوس في إيديه مش بيعطى عياله، وبيشترى مخدرات»، فيما قالت «ياسمين»، شقيقة المتهم، إن زوجة أخيها «متستاهلش منه كده»، ودائمًا ما كانت تشتكى معاملته لها، وأنّها تحملت عجزه وجلوسه على كرسى متحرك، وفضلت جنبه، وواحدة تانية كانت سابته وتزوجت في عز شبابها».
انفطر قلب شقيقة المتهم، حين شاهدت ابن الضحية، 8 سنوات، ممسكًا بنعش والدته متوسلًا للنّاس: «عاوز أشوف ماما وأنام في حضنها».