قطعوها بمنشار..حكاية جريمة بدأت داخل ملهى ليلي وانتهت بمقتل فتاة ريكلام
لم تدر "شيماء"، الفتاة العشرينية أن الفصل الأخير من حياتها سيكون على يد زميلتها التي تعمل معها كمضيفة "ريكلام" داخل ملهى ليلي بالعجوزة شمال الجيزة، بعدما دبت الخلافات بينهما فتغيرت النفوس مع اشتعال نار الغيرة والحقد لتقرر حينها صاحبة الـ28 ربيعا التخلص منها.
في 17 يوليو من العام الماضي بدائرة قسم شرطة ثاني أكتوبر بمحافظة الجيزة، اتفقت السيدة مع زوجها بقتل المجني عليها "شيماء. س"، عمدا مع سبق الإصرار بدافع الانتقام، إذ إمتلأ الغل المتهمة الأولى على إثر خلافات بينها والمجني عليها تأججت نيرانه بمحل عملهما "ملهي ليلي"، فبيتت النية وتفكرت بروية وصممت على تحقيق المنية فلم تجد سبيلا إلا قتلها، فأخبرت زوجها، برغبتها في الخلاص من المجني عليها، فأعدا مخططا إجراميا محكما أنفذته المتهمة الأولى بإيهام المجني عليها برغبة أحد الأشخاص ممارسة البغاء معها بمقابل مادي "ألفين جنيه".
طوال الطريق من بولاق الدكرور -محل إقامتها- إلى شقة زميلتها بأكتوبر، حرص الزوجان على متابعة الضيفة المنتظرة والتأكد من حضورها، فاستدرجتها إلى محل إقامتها وزوجها المتهم الثاني الذي اصطحبها إلى غرفة النوم وإبان تجالسهما بتلك الغرفة، باغتها بضربه استقرت بمقدمة رأسها، وقام بالضغط بأصابع يده على عنقها لسد المسالك الهوائية.
حاولت المجني عليها المقاومة والاستغاثة، فقام المتهم الثاني بإلتقاط قطعة قماش والتي قد أعدها سلفا ولفها حول عنقها وكتم أنفاسها بمساعدة المتهمة الأولى، حتي أفقدا المجني عليها توازنها وسقط أرضا وما أن أيقنا بمفارقتها للحياة.
مع مفارقة الفتاة العشرينية للحياة شرع الزوجان في تنفيذ الخطوة التالية من خطتهما الشيطانية. أحضرا ساطورا ومنشارا لفصل الرأس عن الجثة ثم تقطيعها لأجزاء ووضعها داخل حقيبتين تخلصا من إحداها بمنطقة تحت الإنشاء بطريق الواحات.
البداية عندما تلقى اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة إشارة من شرطة النجدة بالعثور على جثة فتاة داخل حقيبة ملقاة بطريق الواحات، وانتقلت قوات الشرطة إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة لفتاة في العشرينات من العمر مفصولة الرأس ومقطعة إلى أجزاء، وعثر على الرأس والجزع بالحقيبة.
المعاينة الأولية لرجال الأدلة الجنائية بالتنسيق مع المباحث كشفت عن أن الجاني ذبح الضحية ثم قطعها لأجزاء.
الجاني فضل التخلص من أشلاء القتيلة بأكثر من مكان، فتخلص من الرأس وبعض الأجزاء داخل الحقيبة التي عثر عليها في ظل اختفاء أجزاء أخرى من جسد المجني عليها.
وشكل اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة فريق بحث رفيع المستوى بقيادة اللوء عاصم أبو الخير وبمشاركة العميد علاء فتحي؛ لتحديد هوية الفتاة.
ونشرت الشرطة أوصاف القتيلة لتحديد هويتها فضلا عن مراجعة بلاغات التغيب في الأقسام المحيطة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام.
جهود البحث والتحري للعقيد فوزي عامر مفتش قطاع أكتوبر، والمقدم مصطفى كمال رئيس مباحث ثاني أكتوبر، توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة زميلة الضحية وزوجها "لديهما طفل"، وأنهما ارتكبا جريمتمها داخل مسكنهما.
عقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية بقيادة الرائد محمد فودة والنقيبين محمد العادلي ومحمد رحيم، معاوني مباحث قسم ثاني أكتوبر، من ضبط المتهمين وأقرا بارتكاب الواقعة وأرشدا عن مكان الحقيبة الثانية التي تحوي باقي أشلاء المجني عليها والأدوات المستخدمة أيضا.
وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبد العال مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
وفي النهاية قضت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في الكيلو 10 ونص، اليوم الثلاثاء، بإحالة أوراق المتهم وزوجته إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما.