بعد حكم إعدام قاتل نيرة أشرف.. حكاية الدية وترافع 3 من كبار المحامين أمام النقض في قضية طالبة المنصورة
مازالت قضية مقتل نيرة أشرف المعروفة إعلاميا بـ«طالبة جامعة المنصورة» على يد زميلها محمد عادل الطالب بكلية الآداب أمام جامعة المنصورة تلقي بظلالها، حتى عقب حكم محكمة جنايات المنصورة الأربعاء الماضي، برئاسة المستشار بهاء المري بإجماع آراء هيئة المحكمة بإعدام القاتل شنقا، حتى ظهر 3 من كبار المحامين -من أصحاب الأتعاب بالملايين -متطوعين بالدفاع عن محمد عادل ونيرة أشرف مجانا أو «ببلاش» وفقا لتصريحات كل منهم.
خلال الـ60 يوما القادمة يواجه فريد الديب المحامي بالنقض الشهير، والذي اعلن قبول كتابة مذكرة النقض عن القاتل محمد عادل، كل من مرتضي منصور المحامي المتطوع للدفاع عن نيرة أشرف، والمستشار بهاء أبوشقة وكيل مجلس الشيوخ وواحد من أهم المحامين الجناييين في مصر للدفاع متطوعا عن نيرة أشرف.
فريد الديب وبهاء أبو شقه عملا معانا في قضية شهيرة هي مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت والضابط السابق محسن السكري وكل منهما قدم مذكرة لنقض حكم الاعدام وهو ما استجابت له محكمة النقض وقتها وتم اعادة المحاكمة حتي صدر الحكم النهائي بالمؤبد للسكري و15 عاما على هشام طلعت.
فريد الديب المعروف بـ«الاستاذ» داخل جدران المحاكم وصاحب أشهر«سيجار» والمستشار السابق يدخل قضية نيرة أشرف قائلا: «جاهز ببلاش وأتعابي لا تخص أحد»، في المقابل يردد البعض أن هناك متعاطفين من اليونان سيقوموا بدفع 5 ملايين إلى فريد الديب لقبول هذه القضية.
أما بهاء أبو شقه، المستشار والكاتب البوليسي والمعروف بين الموكلين بصاحب عبارة «اقتل القتيل وروح لابو شقة» يدخل هذه القضية متطوعا للدفاع عن نيرة اشرف، كما ينضم إلى القائم مرتضي منصور صاحب أشهر الجولات داخل المحاكم للترافع عن نيرة أشرف انام محكمة النقض.
مفاجاة بهاء ابو شقة
أعلن بهاء أبوشقة المحامي بالنقض، ووكيل أول مجلس الشيوخ، تطوعه للدفاع عن نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، في كافة مراحل المحاكمة وحتى صدور حكم بات في القضية، بعد الحادث الإجرامي الذي تعرضت له وآثار ضجة واسعة في المجتمع المصري.
وقال «أبوشقة»، في تصريحات له، إنه بدافع من الضمير الإنساني لنصرة الحق والعدل سيباشر كافة الإجراءات القانونية، لحصول عائلة المجنى عليها على كافة الحقوق المدنية والجنائية أمام المحكمة، وصولًا إلى القصاص العادل ـ تحت مظلة الشرعية الدستورية والقانونية- حفاظًا على ثوابت وقيم ومبادئ المجتمع المصري، وتصديًا للظواهر الخطيرة البعيدة كل البعد عن قيم المجتمع، والتي تشكل انحرافًا عن مبادئه وخروجا عن تقاليده وقيمه وتشكل اعتداء على حق المواطن في الحياة الآمنة.
وتابع قائلًا إنه استمع إلى عدد من الأصوات التي أكدت أن مسؤولية الدفاع عن نيرة أشرف، هي مسؤولية المجتمع ككل واستشعاره بضرورة تبني هذه القضية التي شغلت الرأي العام.
ولفت «أبوشقة» إلى أنه طالع مقال الكاتب الصحفي حمدي رزق بجريدة «المصري اليوم» ولامس ضميره ووجدانه عددا من العبارات في دلالاتها خطابًا لضمير المصريين عبارة: «أن دم نيرة أشرف في رقبة الجميع»، مؤكدًا أن المغدور بها لم تجني ذنب ونحرت دون شفقة أو رحمة.
وشدد على أن دفاعه عن نيرة اشرف تطوعًا دون أي مقابل مع تحمله أي أعباء مالية في هذا الشأن، مضيفا أن الخطوة تأتي انحيازا لذمة القانون وانتصارًا للضمير الإنساني وتمسكًا بثوابت المجتمع المصري الذي تمتد في ذمة التاريخ إلى ما يزيد على 7 آلاف عام.
تطوع مرتضي منصور
وتطوع المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، للدفاع عن نيرة أشرف «طالبة جامعة المنصوة» بسبب الشائعات التي أثيرت حولها في مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولات النيل من سمعتها.
يأتي ذلك بعد إعلان فريد الديب، المحامي بالنقض، استعداده للدفاع عن المتهم محمد عادل المتهم بقتل نيرة أشرف، التي قضت محكمة جنايات المنصورة بإعدامه، وتطوعه لكتابة مذكرة النقض في الحكم الصادر.
وقال مرتضى منصور: «نيرة أشرف طالبة المنصورة ذبحت مرتين، المرة الأولى كانت في الشارع أمام حرم جامعتها والمواطنين، والمرة الثانية عندما خاض البعض من الأفراد في سمعتها وعرضها».
وتابع رئيس نادي الزمالك: «هناك مشبوهون يقومون بجمع الأموال من المواطنين بحجة الدفاع عن قاتل نيرة أشرف، طالبة المنصورة، معلنا خوضه الترافع عنها في القضية بدون أي مقابل مادي».
فريد الديب والقاتل
كان فريد الديب المحامي بالنقض قد قال إن لدينا 60 يومًا للاطلاع على أوراق الدعوى والحكم الصادر بحق محمد عادل، في واقعة مقتل «نيرة أشرف» المعروفة إعلاميًا بـ«طالبة جامعة المنصورة»، والتي أرسلت محكمة جنايات المنصورة أوراق الدعوى إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي في إعدامه، وحكمت المحكمة الأربعاء بالإعدام شنقا.
وأضاف «الديب» عقب صدور الحكم: «أنا لا أفضل الحديث الآن، ولكن لدينا 60 يوما لاتخاذ الإجراءات القانونية عقب الاطلاع على أوراق الدعوى وكتابة مذكرة الطعن على الحكم القضائي الصادر وإعداد مذكرة بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض».
وتابع: «أرفض الرد على أمور يتم تداولها عبر السوشيال ميديا.. مثل أتعابي».. قائلا: «يا جماعة والله دي أمور مش مهمة.. هاخد القضية ببلاش مثلا.. دي أمور لا تخصكم ولا تهم أحدا».
فيما قال فريد الديب أيضا، إن «حكم الإعدام يجب أن يكون بإجماع الآراء من هيئة المحكمة، وإذا تم تكليفي بكتابة مذكرة النقض في الحكم الصادر سأتولى ذلك، دون النظر إلى أنها قضية رأي عام».
الحكم على محمد عادل قاتل نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة.. (بث مباشر - فيديو) - صورة أرشيفية
وتابع: «في حالة تكليفي بكتابة مذكرة النقض عقب صدور الحكم لن أتردد عن أداء واجبي في إسناد كل الدفوع والأسباب وتقديمها إلى محكمة النقض في المواعيد القانونية».
حكاية الدية
قال الإعلامي مصطفى بكري، إن الحديث لم ينتهي بشأن القضية الخاصة بمقتل الطالبة نيرة أشرف فتاة جامعة المنصورة، مشيرا إلى أنه محكمة جنايات المنصورة قضت بالإعدام شنقا على المتهم محمد عادل، أمس الأربعاء، ومن بعدها انطلقت الأخبار عن إعلان المحامى فريد الديب الدفاع عن القاتل، وأتعاب القضية هيتم دفعها له من أسرة لم يعلن عن هويتها في اليونان.
وأضاف مصطفى بكري خلال تقديم برنامج حقائق وأسرار المذاع عبر قناة «صدى البلد»: مين الأسرة دى اللى عاوزة تدافع عن القاتل وتطلعه وتدفعله ملايين؟، طبعا الكلام ده كان بعد الكلام ما انتشر من أسبوع عن محاولات إقناع أسرة الضحية نيرة أشرف، بالتنازل عن القضية مقابل ملايين الفلوس من أسرة أيضا مجهولة ليس لها أي صلة بالمتهم، وقالوا إنهم هيدفعوا دية لأهل نيرة ويتنازلوا عن القضية.
وتساءل بكري: «هل الدم أصبح رخيص بهذا الشكل؟، هل هذه الدعوات تهدف لأن يكون القتل عادى في الشارع بعد؟، أقتل عادى وأدفع كام مليون وأهل الضحية يسامحونى وأطلع من السجن؟، من وراء هذا الحديث؟، ومين اللى بيعرض العروض الشيطانية دى؟». وأضاف «بكري»، قائلا: «فريد الديب كمحامي من حقه يقبل أي قضية ده أكل عيشه.. لكن مين اللى هيدفعله أتعاب القضية دى؟».
القاتل بالبدلة الحمراء
كشفت مصادر أمنية بقطاع الحماية المجتمعية «السجون سابقا» عن ارتداء المحكوم عليه بالإعدام محمد عادل- قاتل نيرة أشرف المعروفة إعلاميًا بـ«طالبة جامعة المنصورة»- «البدلة الحمراء»، ملابس الإعدام، عقب وصوله إلى مركز الإصلاح والتأهيل بجمصة.
وقالت مصادر إن المحكوم عليه محمد عادل وصل إلى قطاع الحماية المجتمعية بالمنصورة وسط حراسة أمنية مشددة عقب النطق بالحكم، وعلى الفور قام الضباط بفحص وتفتيش النزيل وفقا للوائح القطاع، وصرف ملابس الإعدام له «البدلة الحمراء».
وأضافت المصادر أن المحكوم عليه كان ثابتا ولم يكن مصدوما من الحكم عقب وصوله السجن، إلا أنه لم يتحدث مع أحد وظل صامتا عقب استبدال ملابس الحبس الاحتياطي بملابس الإعدام وتم إيداعه في «زانزنة» بالعنبر المخصص للمحكوم عليهم بالإعدام، وتم تعيين الحراسة المشددة عليه.
كانت محكمة جنايات المنصورة قضت اليوم بإجماع الآراء بإعدام محمد عادل شنقا عقب وصول رأي فضيلة مفتي الجمهورية بالموافقة على إعدامه وحكمت المحكمة اليوم الأربعاء بالإعدام شنقا
تحقيقات النيابة
أمر النائب العام بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته بتهمة ذبح طالبة المنصورة نيرة أشرف عمدا مع سبق الإصرار.
وذكرت النيابة، في بيان، أن المتهم بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها.
جاء قرار الإحالة بعد 48 ساعة من وقوع الحادث، كما تم التنسيق مع محكمة الاستئناف المختصة وتحددت أولى جلسات المحاكمة يوم الأحد المقبل الموافق السادس والعشرين من الشهر الحالي.
كانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم من شهادة خمسة وعشرين شاهدا منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحال بمحيط الواقعة، أكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابه الجريمة، وفي مقدمتهم زميلات المجني عليها اللاتي كن بصحبتها حينما باغتها المتهم، وآخرون هددهم حينما حاولوا الذود عنها خلال تعديه عليها، وكذا ذوو المجني عليها، وأصدقاؤها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء لرفضها الارتباط به بعدما تقدم لخطبتها، ومحاولته أكثر من مرة إرغامها على ذلك مما ألجأهم إلى تحرير عدة محاضر ضده.
وأكدت النيابة أن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها للوقوف على توقيت استقلالها الحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، ورفضها إجابته، مؤكدين جميعا تصميم المتهم على قتل المجني عليها، كما أكد صاحب الشركة مالكة الحافلة علمه من العاملين بها تتبع المتهم المجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة.
وشهد رئيس المباحث مجري التحريات من تطور الخلاف الناشئ بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها، حتى عقد العزم على قتلها، وتخير ميقات اختبارات نهاية العام الدراسي ليقينه من تواجدها بالجامعة موعدا لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت ركوبها، وقتلها لدى وصولها للجامعة.
كما أقامت النيابة العامة الدليل قبل المتهم مما ثبت من فحص هاتفها المحمول الذي أسفر عن احتوائه على رسائل عديدة جاءتها من المتهم تضمنت تهديدات لها بالقتل ذبحا، وكذا ما ثبت من مشاهدة تسجيلات آلات المراقبة التي ضبطتها النيابة العامة بمسرح الجريمة الممتد من مكان استقلال المجني عليها الحافلة حتى أمام الجامعة، حيث ظهر بها استقلال المتهم ذات الحافلة مع المجني عليها، وتتبعه لها بعد خروجها منها، ورصد كافة ملابسات قتلها عند اقترابها من الجامعة، وإشهار السلاح في وجه من حاول الذود عنها.
كما استندت النيابة العامة في أدلتها إلى إقرار المتهم التفصيلي بارتكابه الجريمة خلال استجوابه في التحقيقات، والمحاكاة التصويرية التي أجراها في مسرح الجريمة وبين فيها كيفية ارتكابها، فضلا عما أسفر عنه تقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليها من جواز حدوث الواقعة وفق التصور الذي انتهت إليه التحقيقات.