حصار وقذائف فوسفور ومقبرة جماعية.. ماذا حدث لـ 100 جندي مصري غرب القدس في حرب 1967؟
تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء الاحد، اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، تناول الاتصال بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وتم التوافق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية اتصالًا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام ١٩٦٧ حول الجنود المصريين المدفونين في القدس، حيث أكد لابيد أن الجانب الإسرائيلى سيتعامل مع الأمر بكل إيجابية وشفافية وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول إلى الحقيقة.
التحرك الإسرائيلي السريع جاء بعد بيان من الخارجية المصرية مساء الأحد، نشر على صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالت فيه إنه «ردًا على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية إتصالًا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميًا، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة». أضاف البيان أن «السفارة المصرية تواصل في إسرائيل متابعة الموضوع».
كانت وسائل إعلام إسرائيلية زعمت في وقت سابق وجود عشرات الجثث لجنود مصريين من الذين استشهدوا خلال حرب عام 1967، مدفونة في مقبرة جماعية لجنود مصريين غرب القدس، وقالت صحيفة هآرتس، إن جثث الجنود تعود إلى وحدات في الجيش المصري، مضيفة أن عددهم يقدر بـ 80، حسب شبكة «BBC» البريطانية.
وذكر التقرير الذي أعدته الصحيفة أن عددًا من الجثث المدفونة يعود إلى جنود من الوحدة ماتوا حرقا: «بعد إشعال النار في الحقول، حيث كانوا محاصرين»، حيث جرى التقرير بناء على شهادات جمعتها الصحيفة عبر مقابلات امتدت لأسابيع.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجرافات دفنت الجثث في مكان قريب من مستوطنة نحشون وهو «الاسم الذي يطلق على المستوطنات الزراعية التعاونية التي أقامها المهاجرون اليهود قبل وبعد إقامة دولة إسرائيل»، ليتم بعدها زراعة بعض الأشجار في المنطقة لكي تغطي على رائحة الجثث.
فيما نقلت هآرتس عن المؤرخ الإسرائيلي زائيف بلوخ، الذي تزعم الصحيفة أنه كان حاضرا وقت دفن الجنود المصريين، قوله إنه تمكن من تحديد موقع تقريبي لمكان دفن الجنود، مستعينا بصور الأقمار الصناعية، حيث يفترض بحسب بلوخ أن يكون موقع المقبرة في الجانب الشرقي من منتزه «ميني إسرائيل» أو إسرائيل الصغيرة، الذي يعد موقعا سياحيا.
كما أضاف بلوخ للصحيفة إنه «غير متأكد تماما مما حصل للجثث في السنين التي تلت دفنها، إلا أنه يستبعد أن يكون قد تم نقلها إلى مكان آخر»، كما أضاف أن أحد سكان المستوطنة حاول الوصول إلى موقع الدفن الجماعي للجنود المصريين وكسر الصمت بشأن الواقعة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الرقيب العسكري الإسرائيلي، الذي يمتلك سلطة منع نشر مواد حساسة تتعلق بالشؤون الأمنية، لم يسمح بنشر المعلومات وقتها.
في السياق نفسه، نشر الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان بعض التغريدات باللغة العبرية، بشأن الكتيبة المصرية التي ضمت حوالي 100 جندي، واشتبكت مع القوات الإسرائيلية في مستوطنة نحشون، الواقعة بالضفة الغربية المحتلة، وفقا لوكالة «euronews».
قال ميلمان إن «حوالي 25 جنديًا مصريًا قتلوا حرقًا بنيران اشتعلت في حقول المنطقة، نتيجة إلقاء القوات الإسرائيلية قذائف الفوسفور»، مضيفا أنه «قُتل جنود مصريون آخرون في تبادل لإطلاق النار ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 80»، كما أوضح أن «القوات الإسرائيلية حفرت مقبرة طولها 20 مترًا ودفنت جثث الجنود المصريين معًا دون وضع شواهد على قبورهم أو التحري من أي معلومات للاستدلال عن هوياتهم في وقت لاحق». واستطرد ميلمان: «في اليوم التالي، جاء جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتراب».