موسى أبو مرزوق يثير الجدل بشأن موقف حماس من الدول العربية المطبعة مع إسرائيل
في مقابلة أجراها (المركز الفلسطيني للإعلام ) التابع لحركة حماس تحدث عضو المجلس السياسي لحماس موسى أبو مرزوق،حول موجة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وما تلها من نشاطات عربية إسرائيلية.
فقال أبو مرزوق إن أي حلف على مستوى المنطقة، سيفشل حال كانت دولة إسرائيل جزءا منه، ورأى أن سياسات الدول العربية وقوانينها، تعارض إقامة أي حلف من هذا القبيل. كما أضاف أبو مرزوق، في رده عن نظرة حماس لما يقال عن إنشاء أحلاف أمنية وعسكرية في المنطقة "إن هناك حرصا إسرائيليا وضغطا أمريكيا على تعاون أمني وعسكري في المنطقة ".
وفي رده على سؤال حول التطبيع الذي تشهده الدول العربية مع إسرائيل، ومعايير درجة تقارب أو ابتعاد حماس من التحركات الإقليمية الجارية، قال أبو مرزوق يجب ألا تكون حماس بعيدة عن التحركات الجارية في المنطقة، وهي كذلك، وعندنا قدر من التواصل الرسمي مع عدد من دول المنطقة، والتعاون معها لمواجهة الأخطار المحتملة ضد قضيتنا وشعبنا. أثار الجدل أبو مرزوق عندما تحدث حول كيفية سعي حماس لمعارضة التطبيع، وفي الوقت ذاته عدم الوصول إلى قطيعة مع الدول المطبعة.
حيث صرح قائلًا ليس من الضرورة تطابق مواقف الحركة مع مختلف الدول، وبالتالي فلا يعني تطبيع أي نظام عربي مع إسرائيل وقف العلاقة مع الحركة.. في الوقت ذاته، فإن التطبيع الرسمي قد لا يلحق به التطبيع الشعبي، كما هو الحال في مصر. أي أن تطبيع دولة عربية مع إسرائيل لا يستوجب من حماس مراجعة علاقتها مع هذه الدولة أو حتى مقاطعتها.
وأشار إلى أن حماس تعمل على مقاومة التطبيع على كل المستويات الوطنية والرسمية والشعبية والأمة والهيئات، لكن ظروفنا الصعبة، وحجم العداوة للحركة، والضغوط عليها من الغرب، تؤثر على فعالية برامجنا وسياساتنا وخططنا في هذا الصعيد على حد قوله.
أبو مرزوق الذي يشغل منصب رئيس ملف العلاقات الدولية في حركة حماس،أثار الجدل بتصريحاته الأخيرة التي لاقت استهجان إيرانيًا ومعارضة داخل الحركة نفسها حيث قال أن حماس حريصة كل الحرص على تعميق علاقاتها بحاضنتها العربية والإسلامية، مع الجانبين الرسمي والشعبي، والحركة ما انفكت تحرص على التواصل مع الأنظمة في المنطقة، كما التواصل مع الأمة بكل تياراتها ومذاهبها وأعراقها ومكوناتها من أحزاب وهيئات ومؤسسات، ولا تعادي أيًّا من الدول والمكونات، وإذا ما اتخذت أي سلطة كانت سياسات بحقنا، نصبر ونحاول وندافع عن أنفسنا، ولا نقطع معهم من جانبنا.
هل تغير حماس موقفها من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ليصبح أكثر براجماتيه؟
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت 25 يونيو/حزيران 2022، إن التطبيع مع إسرائيل لن يفيد الدول المطبّعة، بل سيضر بفلسطين لصالح تل أبيب، محذرًا من تبعات دمج إسرائيل في المنطقة عبر تحالفات أمنية وعسكرية.تصريح مناقض تمامًا لما أعلن عنه القيادي بالحركة موسى أبو مرزوق، مما يظهر تناقض في المواقف المعلنة بين قادة حماس وتصارع التيارات المختلفة داخلها.
بينما أعلن أبو مرزوق عن نية حماس عدم قطع علاقتها بالدول العربية التي شرعت في تطبيع علاقتها بإسرائيل، فيما يعد تجول مرن وبراجماتي في فكر واتجاهات حركة حماس. حيث قد أعلنت حماس من قبل رفضها المطلق لأي اتفاق يقضي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وأي دولة عربية، وأنها ستقيم علاقتها الثنائية بينها وبين أي دولة تطبع مع إسرائيل. تغير تدريجي داخل الحركة ظهر جليا في تصريحات أبو مرزوق يسمح بقبول الدول العربية المطبعة وعدم قطع العلاقات الثنائية حرصًا على مصلحة حماس.
لكن تصريحات هنية برفض التطبيع العربي مع إسرائيل ورفض العلاقات بين حماس وهذه الدول يظهر تناقض وجهات النظر بين قادة الحركة وصراع التيارات المستمر داخل الحركة وبين قادتها. فبين مؤيد ومعارض وبين موالي لتيار إيران داخل الحركة ومعارض له، تشتت آراء قادة الحركة وتناقض الصوت الواحد الخارج من حماس