المواطنون يدفعون التكلفة..حركة الجهاد تورط سكان قطاع غزة في الحرب
خرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، في مؤتمر صحفي من طهران، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ليحذر من أنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، فسوف "تستأنف الحركة القتال مرة أخرى".
أضاف النخالة قائلًا أن إسرائيل هي من سعت بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ونحن مَن اشترط الإفراج عن بسام السعدي وخليل العواودة، مضيفا: "إذا لم يلتزم العدو بشروطنا فسنعدّ أنّ الاتفاق لاغ، وسنستأنف القتال مرة أخرى". في تهديد واضح يطلقه قائد حركة الجهاد من عاصمة إيران، كلمات ربما تشعل رماد الحرب مرة أخرى، حرب ذاق ويلاتها المواطنين بغزة كثيرًا.
القتال الذي حصل مؤخرا بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، سلط الضوء على دور هذه المجموعة وعلاقتها مع طهران. ويرى مراقبون أن الحركة تشن حربا بالوكالة على إسرائيل وتسعى إلى تحقيق أهداف مرتبطة بصانع القرار الإيراني.فالحركة تتلقى الأوامر من طهران وتنفذ على أرض الواقع.
الجهاد الإسلامي وإيران
قبل اندلاع المواجهات الأخيرة في غزة بأيام،التقى زياد النخالة الذي كان يزور إيران التقى بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تلاه لقاء مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وبعد يومين، اندلع القتال بالفعل، حيث ظهر النخالة بجوار قائد الحرس الثوري الإسلامي، حسين سلامي، والذي وضح موقفه على الفور وقال مخاطبا نخالة، "نحن نرافقكم على هذا الطريق حتى النهاية - ولتعرف فلسطين والفلسطينيون أنهم ليسوا وحدهم". وأضاف أن "الإسرائيليين سيدفعون ثمنا باهظا لجريمتهم الأخيرة"، وفقا لوكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية. رسالة صريحة واضحة تعبر عن مدى قوة العلاقات بين الجماعة المسلحة التي تعمل داخل غزة والنظام الإيراني.
تحت قيادة نخالة، تطورت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية إلى "مؤسسة تابعة بنسبة 100 في المائة" لإيران، وفقًا لتعليق في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. في الواقع، قال نخالة العام الماضي إن حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين تتلقى "أوامر مباشرة" من الحرس الثوري الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، قال نخالة، إن إيران زودت قطاع غزة بصواريخ استخدمت لشن هجمات على تل أبيب.
الحركات المسلحة تشعل الحرب والمواطنون يدفعوا التكلفة
اتضحت الصورة بعد تحركات حركة الجهاد الأخيرة في غزة، وهي أن السلاح أصبح يحكم غزة، فمع وجود أكثر من 50 فصيلا مسلحا يفرضون كلمتهم على القطاع بمليون قطعة سلاح دون أي رقابة. يتضح أن الخاسر الأول هي القضية الفلسطينية، والمواطن الفلسطيني. فالآن أكثر من نصف سكان غزة تحت خط الفقر، فغزة تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم، وتعتبر غزة ثانى أكبر المدن الفلسطينية بعد القدس.
يعج قطاع غزة بالعديد من الميليشيات والفصائل المسلحة التى تحمل فكرا أيديولوجيا مختلفا يحصل على دعم من دول إقليمية بعينها، وتهيمن حركة حماس وجناحها المسلح كتائب عز الدين القسام على الأوضاع فى غزة على كافة الأصعدة منذ عام 2007.
ويعانى أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من بطش الحركات المسلحة وتقاسم السلطات بينهم،وتحكم القطاع بالحديد والنار، وأدى هذا النهج المتبع فى حكم وإدارة قطاع غزة لتعزيز الانقسام الفلسطينى وتوظيف هموم الشعب المطحون لتحقيق مصالح حزبية ضيقة تضر بالقضية الفلسطينية وتتاجر بهموم أشقائنا الأبرياء فى قطاع غزة.
يحتاج قطاع غزة إلى (450) ميجاواط من الكهرباء حتى تعمل الكهرباء (24) ساعة.يعد قطاع غزة من أكثر المناطق فى العالم المرتفعة فيها معدلات البطالة إذ تصل إلى أكثر من 47%، وتمثل المرأة ما يصل إلى نصف العاطلين عن العمل، ويقدر عدد العاطلين نحو 230 ألف عاطل عن العمل أى ما يقارب ربع مليون فلسطينى. 65% من سكان غزة تحت خط الفقر، منهم نحو 25% يعانون من الفقر المدقع، وجميعهم يتلقون مساعدات من مؤسسات دولية، ويقدر نصيب الفرد من الناتج الإجمالى أقل من 2 دولار فى اليوم. يوجد فى قطاع غزة 690 مدرسة وحوالى نصف مليون طالب وطالبة. وفق وزارة الصحة الفلسطينية يوجد 13 مستشفى و43 مركز رعاية أولية.
أرقام تعد بالغة الخطورة في ظل انعدام الموارد الاقتصادية الحقيقية، وتسخير كافة الموارد المتاحة للمجهود الحربي،مع زيادة في عدد السكان بنسبة مرتفعة. الأمر الذي يتطلب التخفيف عن المواطن الغزاوي ومساعدة القطاع اقتصاديًا، لي إدخاله في المزيد من الحروب والنزاعات العسكرية، التي لا تزيده سوى قتلى ومفقودين ومصابين.