الإفتاء تحسم الجدل.. هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وآل البيت بدعة؟
يحتفل المسلمون في شهر ربيع الأول من كل عام بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث سيوافق المولد النبوي 2022 هذا العام يوم السبت 8 أكتوبر المقبل، ومع حلول هذه المناسبة يتجدد الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهل ذلك بدعة أم أنه من الأمور الجائزة وهو ما حسمته دار الإفتاء.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
وأكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أن الاحتفال بهذه المناسبة هو تعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك فإن الفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.
وأوضحت أشكال والأفعال المستحبة بالمولد النبوي الشريف، وأن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك إطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام.
وأكدت أن ذلك يكون إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا، موضحة أن الاحتفال بهذه المناسبة مشروع بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، كما أنه مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان.
واستشهدت الإفتاء بما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
حكم الاحتفال بموالد آل البيت
وعن حكم الاحتفال بموالد آل البيت، فقد أجازت دار الإفتاء الاحتفالَ بموالدِ آل البيتِ وأولياء الله الصالحين وإحياءُ ذكراهم؛ مؤكدة أن ذلك فيه من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكُّر الصالحين.
واستشهدت الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: 16]، ومريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد لأنه حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشُكر نعم الله تعالى على الناس.