أفلس والدها وماتت بسرطان الأمعاء.. أسرار من حياة نعيمة عاكف في ذكرى ميلادها
بخفة وأنوثة على المسرح، تتحرك وتستعرض موهبتها، وترتكز على طلتها الخفيفة وهي تؤدي أدوارها وأعمالها الاستعراضية أمام جماهيرها، خلقت لنفسها قاعدة جماهيرية كبيرة، ورحلت وهي تترك خلفها إرث لا يمكن نسيانه.
نعيمة عاكف التي وُلدت في 7 أكتوبر عام 1929 في مدينة طنطا، اختار لها القدر أن تولد في حياة مليئة بالفنون، لتضع أقدامها داخل السيرك الذي يمتلكه والدها، وتجد منه مأوى لها تتعلم كافة الفنون، وتعمل به هي ووالدها الذي يقدم عروضا داخل السيرك بطنطا، وسائر العائلة، إلا أن تلك الحياة الوردية انقلبت رأسًا على عقب فالفنانة التي أسعدت الملايين لاحقها الحظ العثر، تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد، وهاجمها المرض الذي أنهى حياتها في سن مُبكر، لا يتعدى الـ 36 عامًا، تاركة مشوارا فنيا دام لـ 17 عاما.
«لهاليبو السينما»، و«صاحبة رقصة الكلاكيت»، أشهر لقبين عرفت بهما الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، ويتزامن يوم 7 أكتوبر، ذكرى ميلاد الفنانة، ونقدم لقطات من حياتها خلال السطور التالية.
بدأت في سيرك قبل إعلان إفلاسه
التحقت الفنانة الشاملة، بسيرك «عاكف» العائلي وهي في الرابعة من عمرها وباتت تقدم فقرات استعراضية، قبل إعلان إفلاس السيرك، لتنتقل إلى القاهرة، تحديدًا في شارع محمد علي، وتلتحق بعدد من الفرق الاستعراضية وتقدم العديد من الرقصات، الفتاة خفيفة الظل، الصغيرة التي لم تتمكن من إتمام تعليمها كانت هي مصدر رزق أسرتها من موهبتها، لتشارك في السينما بفيلم «ست البيت» أمام فاتن حمامة وعماد حمدي، عام 1949، وتقدم رقصة استعراضية كانت هي مفتاح تأهيلها لبطولة فيلم «العيش والملح».
تزوجت مرتين وأنجبت ولدا واحدا
لم تبتسم الحياة لها كثيرًا، وفقًا لكواليس مثيرة تحدثت عنها الفنانة هند عاكف، ابنة شقيق الراحلة في لقاء تلفزيوني سابق، مشيرة إلى أن الفنانة جمعها قصة حب بالمخرج حسين فوزي، الذي مضى معها عقد احتكار، وتزوجا عام 1953، وبالفعل تغيرت حياتها المادية لتنقل في إحدى فيلل مصر الجديدة، وتستعين بمدرسين للغة العربية والإنجليزية والفرنسية في منزلها وأجادت اللغات الثلاث، إلا أن دبت الغيرة في قلبه لانشغالها بالفن خاصة إنه رفض الإنجاب منها، ويمنعها من العمل مع غيره، حتى تفاقمت المشكلات بينهما وأدت للطلاق لتتزوج من بعده من المحاسب صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد «محمد».
إصابة نعيمة عاكف بسرطان الأمعاء
لم تستمر الحياة طويلًا، ولم يلهمها القدر فرحة طويلة بنجلها، فالموت كان يدق بابها مرارًا وتكرارًا، حيث شعرت ببعض الألم أثناء عملها في فيلم «بياعة الجرايد» عام 1963، لتكتشف بعد إجراء الفحوصات أنها مُصابة بداء سرطان الأمعاء، حتى وافتها المنية عام 1966، عن عمر 36عامًا إثر مشوار فني استمر لـ 17 عامًا.
الجدير بالذكر إن نعيمة عاطف، حصلت علي لقب أفضل راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ضمن 50 دولة مشاركة بالمهرجان.