حياة بائسة ونهاية صادمة بمرض الإيدز.. مأساة فاطمة في الحي الشعبي
بين ترك متكرر للبيت وتعنيف من قبل الأسرة عاشت سيدة حياة بائسة دفعتها للوقوع في براثن الشيطان. علاقات متعددة وإدمان لمسحوق الهيروين عجلا بنهاية الأربعينية لتعطي درسًا قاسٍ لمن أراد التدبر وأخذ العبرة.
داخل مكتبه بالطابق العلوي لقسم شرطة الوراق تلقى العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم إشارة من أحد المستشفيات بوصول سيدة جثة هامدة وبها آثار تعاطي للمواد المخدرة.
توجيه سريع من المفتش للمقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق، بفحص البلاغ. انتقل فريق إلى المستشفى وآخر إلى محل إقامة المتوفاة لجمع التحريات.
داخل ردهة المستشفى المؤدية إلى ثلاجة الموتى جلس ذوو المتوفاة بقلوب تعتصر حرصا على رحيل "فاطمة.ا.ك" وتبلغ من العمر 42 سنة؛ إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية جراء تعاطيها جرعة زائدة من الهيروين.
تتذكر الأخت اللحظات الأخيرة في حياة أختها "تعبنا معاها وخلت سيرتنا على كل لسان.. لكن في الآخر دي لحمنا ودمنا منهم لله اللي كانوا السبب" في إشارة إلى رفقاء جلسات السوء.
تحريات الرائد محمد حربي والنقيب أحمد ماهر معاوني مباحث الوراق، بينت أن "فاطمة" اعتادت ترك المنزل بشكل متكرر غير عابئة بتعنيف الأهل من جهة وتلاسن الجيران بالحديث عليها من جهة أخرى حتى أضحت لا تقوى على الحياة دون تلك الجرعات تاركة آثار في اليد والساق نتيجة الحقن.
مفاجأة صادمة حملها تقرير الصفة التشريحية للجثة، تبين إصابة المتوفاة بمرض الإيدز "نقص المناعة"، فجرى إيداعها المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن.