حصار العشوائيات.. تحرك جديد لتطوير 3 مناطق غير مخططة وهذه أشهرها
تبدأ الحكومة مرحلة جديدة من إعادة تطوير وتأهيل بعض المناطق العشوائية وغير المخططة التي تقع في نطاق القاهرة الكبرى، وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية رسميا خلال اجتماعه الأسبوعي الأخير على ذلك.
إعادة تخطيط 3 مناطق بالقاهرة
ووافق المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على إعادة تخطيط بعض المناطق على مستوى الجمهورية، وتشمل المناطق المستهدف إعادة تخطيطها:
منطقة كورنيش النيل بحي الساحل، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 154.5 فدان.
منطقة ميدان رمسيس والسبتية وكوبري الليمون، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 14.62 فدان.
منطقة كورنيش النيل بالمعادي ودار السلام وأثر النبي، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 1642.75 فدان.
وقال المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية "تطوير العشوائيات سابقا"، إن مفهوم إعادة التخطيط بشكل عام ينطبق على المناطق العشوائية أو غير المخططة التي تستهدف الحكومة إعادة تخطيطها وتطويرها.
وأضاف صديق ـ في تصريحات له ـ أن مفهوم إعادة التخطيط يعني رفع كفاءة كاملة للمناطق المستهدف إعادة تخطيطها، بما يشمل فتح شوارع جديدة وإقامة محاور أو كباري وإعادة تأهيل المرافق الأساسية والخدمات بالمنطقة.
وأوضح رئيس صندوق التنمية الحضرية أن إعادة التخطيط قد تشمل أيضا إزالة عقارات ومنازل متعارضة مع المحاور الجديدة، مثلما حدث مع محور شينزو آبي الجديد في محافظة القاهرة.
تزويد كفاءة الخدمات بالمناطق
من جانبه، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المستدامة والمناطق العشوائية، إن ما يحدث من إعادة تأهيل المناطق العشوائية في القاهرة، لأن القاهرة كانت من أكثر المناطق العشوائية بشكل كبير، فما يحدث الآن هو إعادة تخطيط تدخل تحت معادلة تزويد كفاءة الخدمات وتوسيع الميادين ورفع الكفاءة الخاصة بالبنية التحتية وتغيير الشكل والمخططات القديمة التي كانت متواجدة عليها هذه المناطق.
وأوضح حسان أن تأهيل القاهرة هو تمهيد لأشياء كثيرة قادمة، فالقاهرة أنفقت معدلات ضخمة للتطوير، مثل نموذج الفسطاط وكيف تحول المكان العشوائي من سور مجرى العيون والمدابغ التي تم نقلها وتطويرها في هذا الإطار، فمصر تستكمل مخطط القاهرة الجديدة أو القاهرة الخديوية.
وتابع: “بالفعل المناطق العشوائية كانت تعاني من ستينات القرن الماضي من عدم التطوير وكانت تزداد العشوائية، لذلك مصر في هذا التوقيت تهتم بفكرة إعادة بناء القاهرة بشكل يليق بالجمهورية الجديدة، مع الحفاظ على الشكل الجمالي الذي كانت عليه من الأساس بشكل مطور على عكس العشوائية في ستينات القرن الماضي”.
وأضاف أن الدولة أعادت تأهيل مبانٍ ومناطق وتحسين الأوضاع المعيشية للمنطقة، وجدت فكرة التصميم الحضري من هذه المناطق من خلال وضع مخططات والاهتمام بالخدمات العامة بشكل كبير، فالقادم بالنسبة للدولة هو دعم التطوير الحضاري بشكل مفتوح وإحياء تاريخي لثقافة وتراث المدن التاريخية.
وأكد أن اليوم مصر تعالج مراحل الغفلة لدور التخطيط الحضاري للحفاظ على القاهرة التاريخية، فكان هناك عدم اهتمام بالبعد الاقتصادي للمدينة التاريخية وللعاصمة، سواء من فعاليات ثقافية وفنية وغيرها، أما اليوم فيتم إحياء هذه المباني بإعادة التخطيط بما يتلاءم مع الطابع المعماري المميز، وفي نفس التوقيت حماية المباني التراثية.
واختتم تصريحاته قائلا: "مصر تخطط لأن تكون من أكبر المدن الاقتصادية التي تضم أكبر شركات ناشئة سوف تكون مدينة تكنولوجية ومتحفا كبيرا لتليق بمكانة الجمهورية الجديدة".
مناطق ومدن متكاملة الخدمات
وقال الدكتور أحمد درويش، النائب وزير الإسكان للتطوير الحضاري السابق، إن ما تشهده مصر حاليا من طفرة عمرانية، هو نتاج من العمل المتواصل للتخلص من مشكلة العشوائيات المناطق غير المخططة، وهو نتيجة وجود إرادة سياسية لم تكن متوفرة في الـ 40 عاما الماضية، ولكن طول الـ 6 سنوات الماضية وضعت الدولة خطة للانتهاء من تطوير والقضاء على المناطق العشوائية وغير المخططة.
وأوضح درويش، أن مصر تعمل على إنشاء مناطق ومدن متكاملة الخدمات والمرافق، وأبرزها المدارس والوحدات الصحية، وبالتالي ترتقي بدرجة وعي المواطنين في المناطق العشوائية عندما تنقلهم إلى المدن الجديدة، ويدخلون النظام الاجتماعي.
ونستعرض أهم المشروعات التي قدمتها الدولة للمواطن المصري للقضاء على العشوائيات:
تطوير منطقة سور مجرى العيون
كانت منطقة سور مجري العيون تعتبر من أكثر المناطق العشوائية خطورة في مصر، ورغم قدم المنطقة وأثريتها، ولكنها لم تكن واجهة مناسبة للدولة ولا مكان يسمح بالعيش به، لذلك كان قرار القيادة السياسية بتطوير المنطقة ككل وإزاله كل العشوائيات بها وبناء مناطق سكنية تليق بالشعب المصري وأهالي المنطقة.
ويعد مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون من أهم مشروعات تطوير القاهرة التاريخية التي تم تنفيذها، والتي تهدف للارتقاء بمستوى إحدى أهم المناطق بمدينة القاهرة، وذلك تزامنا مع النهضة العمرانية التي تشهدها مصر خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء من خلال توسيع الرقعة العمرانية بإنشاء المدن الجديدة، أو تطوير العمران القائم.
تطوير منطقة مثلث ماسبيرو
ومن المناطق التي كانت تعد الأخطر من حيث العشوائية وعدم التخطيط، كانت منطقة مثلث ماسبيرو على الرغم من أن بجانبها مبني التليفزيون والإذاعة المصري الذي يعتبر الأعرق في الشرق الأوسط، وأيضا مبنى وزارة الخارجية، لذلك لم تكن هذه المنطقة واجهة مناسبة للدولة المصرية.
وتدخلت الدولة بها وتمت إزالة جميع المناطق العشوائية وبناء مناطق سكنية مجهزة وكاملة التشطيب.
تطوير منطقة بحيرة عين الصيرة
ومن بين المشاريع التي تقوم بها الدولة أيضا في ملف تطوير المناطق العشوائية، مشروع بحيرة عين الصيرة، والتي كانت عبارة عن بحيرة مهملة ومنبع للحيوانات الضالة، إضافة إلى تهالك الصرف الصحي وما حولها من الطرق.
وقامت القوات المسلحة بتطوير الطرق الرئيسية حول البحيرة وإحلال وتجديد لشبكة الصرف الصحي، ومكونات المشروع عبارة عن منطقة بحيرة كبريتية بمساحة 23 فدانا، إلى جانب المناطق الخضراء والمتنزهات بمسطح 13 فدانا، وأماكن للجلوس وكافيتريات ومطاعم.