فراعنة النصب.. القصة الكاملة لمقبرة بني سويف المزيفة | شاهد
في منطقة أثرية يطلق عليها الحيبة الكائنة شرق النيل بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، اصطنع عدد من الخارجين عن القانون مقبرة على الطراز الفرعوني، وزخرفوها بالنقوش التي برع فيها المصريون القدماء بطريقة متقنة، لاستخدامها في النصب على بعض ضعاف النفوس من الراغبين في تحقيق الثراء السريع.
وتعد الحيبة من المناطق الأثرية المهمة في مصر، لاحتوائها على عدد من الآثار الثابتة، منها ما يمثل العمارة الدينية متمثلة في معبد "آمون"، وعمارة مدنية عبارة عن أبنية المدينة الأثرية، وعمارة عسكرية تتمثل في قلاع وحصون، لكون هذه المنطقة بوابة مصر الجنوبية في العصر القديم.
كما تضم أيضا هذه المنطقة جبانات أثرية للعديد من الأسر الفرعونية المتعاقبة، وهي عبارة عن مكان مرتفع بجوار منازل أهالي المنطقة، كما يوجد بالمنطقة بقايا معبد الملك (شاشنق) من الأسرة 22 الذي بناه للإله (آمون)، وأهم ما خرج منها مجموعة أوراق البردي، التي تحوي القصة الشهيرة لمغامرات البحار (ون آمون )، ويوجد العديد من الآثار المكتشفة فيها قديمًا وضعت بالمتحف المصري ومتحف برلين، ومتحف هيلدسهايم.
شهرة هذه المنطقة كانت دافعا للمجموعة الإجرامية لاستغلالها في النصب بطريقة جديدة وحيلة ماكرة، من خلال اصطناع مقبرة فرعونية مقلدة وصناعة سراديب ورسم أشكال فرعونية على الحوائط بطريقة متقنة، وشراء تماثيل وتابوت من خان الخليلى ووضعها داخل المقبرة لتصويرها على أنها أصلية، مستغلين تصاعد وتيرة هوس التنقيب عن الآثار لدى راغبي الثراء السريع.
كان اللواء أسامة حلمي مدير أمن بني سويف، قد تلقى إخطارا بقيام متهمين هاربين باستخدام حيلة ذكية للنصب، عن طريق تجهيز مكان عبارة عن شكل مقبرة أثرية أسفل الأرض منقوشة، وجدرانها مرسومة بالكامل، وبداخلها تابوت من الجبس، وتماثيل مصنوعة يدويًا، وكميات من السبائك المطلية بشكل الذهب مصنوعة من الجبس، وذلك للنصب على الطامعين في تجارة الآثار.
وكشفت لجنة الآثار التى جرى انتدابها بمعرفة النيابة أن المقبرة مزيفة وأن الرسومات الموجودة بها مرسومة من الكتب الفرعونية، وبداخلها كمية من التماثيل المصنوعة يدويًا وتابوت من الجبس وعليها نقوش وأشكال تشبه تماثيل الحضارة المصرية القديمة ولكنها مزيفة.