رصاص وضحايا بنهار رمضان.. مشاجرة بين أطفال تتحول إلى مأساة في بنها
«إطلاق رصاص، وجثة طفل فوق السطوح، ونساء يصرخن، وأطفال يبكون مفزوعين».. كان هذا هو المشهد في مشاجرة بين جيران، بدأت بـ«هزار عيال» بمنطقة الحرس الوطنى في بنها بالقليوبية، وانتهت بسقوط «عامر»، 17 سنة، قتيلًا وإصابة عمته وجدته برش خرطوش، فيما أصيبت سيدة و3 فتيات من الطرف الثانى واتهمن عائلة القتيل بتجريدهن من ملابسهن ما أثار غضب «السيد» المتهم بقتل الطفل والمقبوض عليه والمحبوس احتياطيًا على ذمة الواقعة.
قتل الطفل «عامر» بطلق في الرأس
قبل صلاة المغرب وفى نهار رمضان كانت الشوارع هادئة، توجه «عامر» لمنزل خالته لتناول وجبة الإفطار، شاهد مشاجرة بين ابن خالته الطفل «صلاح»، 7 سنوات، مع جاره «حماصة»، 14 سنة، والأخير كان يعتدى على «الأول» بالضرب.
ثوانٍ معدودات وحضر «السيد»، خال «حماصة»، وصوب عيارًا ناريًا برأس «عامر» بينما يطل من فوق سطوح منزل خالته التي تقول: «طلّعنا ابن أختى البيت لما اتخانق مع الولد اللى ضرب ابنى، الجانى قام نادى على (عامر) فبص له فقال له: خد دى.. فمات على طول».
هرج ومرج.. حدث بالمنطقة إطلاق نار كثيف ورعب بين الأهالى، عمة الطفل «عامر» وجدّته أصيبتا بخرطوش. وتقول أسرته إن الجدة أصيبت بعمى بينما بقية الطلقات تركزت بجسد المجنى عليها الثانية، وتنفى حملهم السلاح وضرب الرصاص منه، في الوقت ذاته يحكون تطور المشاجرة، مع عتاب الضحية صاحب الـ17 ربيعًا للجار «حماصة» وقوله له: «اللى بتضربه ده عيل صغير»، ورده عليه «إحنا كنا بنهزر مع بعض، بس هو ضربنى بالقفا»، حتى حضر المتهم مطلقًا الرصاص من فرد خرطوش.
أسرة المتهم بإنهاء الطفل «عامر»: «شاف حريم البيت بتتعرى»
من بين صراختها، تولول خالة «عامر»: «ده العائل الوحيد لأسرته، أمه ماتت وأبوه عاجز عن العمل، والطفل كان بيشتغل ليل نهار ليكفى متطلبات إخوته الثلاثة، ده مات وهو صائم، شهيد عند ربنا، بس عاوزين حقه، أختى تركته لى أمانة وكنت بربيه».
شهود عيان بالمنطقة حكوا وجود خلافات بين طرفى المشاجرة منذ سنوات، و«خناقة العيال» الأخيرة كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت النيران من جديد.
الطرف الثانى من عائلة المتهم بقتل الطفل يقدمون رواية مُغايرة.. تحكى «أرزاق»، شقيقة «السيد»، أن خالة المجنى عليه «نزلت من بيتها ماسكة (خنجر)، وابن أختها كان يحمل شفرة (موس) ويحاول ضرب (حماصة) بوجهه، وفوجئ أخى بنزول أولاد شقيقه الكبير للشارع لفض المشاجرة، و(إبراهيم) ابن عمومة (عامر) تعدى عليهن وجردهن من ملابسهن بمعاونة سيدات، فَجُن جنونه ودارت المشاجرة».
«أرزاق»، حين اتهم الأهالى أخاها «السيد» بأنه قتل «عامر»، سلمته لأجهزة الأمن- وفق كلامها- «واثقة إنه مكانش معاه سلاح، والناس روجت إنه هو اللى كان معاه فرد الخرطوش وضرب رصاص منه، وخشية على حياته قدمته للشرطة لحين إثبات برأته أو إدانته».. لكنها تعود وتقول: «حتى لو أخويا ضرب نار، ده من حقه، لأنه شاف حريم بيته بتتعرى، وهو مكانش في دماغه خناق، لأنه بيبربى طفليه بعد وفاة زوجته، ولديه بنت مصابة بالعمى».
المتهم بقتل طفل بنها يسلم نفسه
بعد إخطار مدير أمن القليوبية بالواقعة، وجه بانتقال قوة أمنية لمكان الحادث، وتبين وجود جثة لطفل يُدعى «عامر»، 17 عاما مصابا إثر رش خرطوش بالرأس، كما تبين إصابته بقالب طوب بالرأس، وبإجراء التحريات تبين أن المتهم «سيد»، مسجل خطر، أطلق النيران على المجنى عليه وتوفى متأثرا بإصابته، ولاذ بالفرار ثم سلم نفسه لأجهزة الأمن، وجرى عرضه على جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، والتى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.