حُرقة المعدة.. متى تكون ناقوس خطر ودلالة على الإصابة بسرطان المريء؟
تعد حُرقة المعدة من المتاعب الصحية الشائعة، التي تحدث خلال الأعياد والمناسبات بصفة خاصة، وذلك بسبب تناول وجبات دسمة وثقيلة. وتدق حرقة المعدة ناقوس الخطر، إذا صارت مزمنة؛ حيث إنها ترفع حينئذ خطر الإصابة بسرطان المريء.
وأوضح المركز الاتحادي للتغذية أنه بعد تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة قد ينتاب المرء شعور بحُرقة المعدة، والتي تظهر على شكل حُرقة بالمريء مع تجشؤ مصحوب بمرارة، بالإضافة إلى الشعور بالانتفاخ والامتلاء والغثيان والقيء.
وأضاف المركز الألماني أن حُرقة المعدة تحدث نتيجة عدم عمل السدادة العضلية الميكانيكية بين المعدة والمريء بشكل صحيح. ويرجع هذا الخلل إلى أسباب مختلفة: فأحيانا تتضرر آلية مقاومة الارتجاع بشكل مؤقت على سبيل المثال عن طريق الوجبات الثقيلة والدسمة أو النيكوتين أو التوتر.
وقد يكون السبب عضويا أيضا، على سبيل المثال عن طريق أمراض الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء) أو ضعف العضلات. كما أن زيادة الوزن قد تتسبب أيضا في حُرقة المعدة.
وينبغي أن تدق الإصابة بحُرقة المعدة المزمنة ناقوس الخطر؛ حيث إنها قد تتسبب في تلف الجدران الخلوية للمريء مسببة التهابات أو حتى الإصابة بسرطان المريء.
استشارة الطبيب
وشدد المركز على ضرورة استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين أو ظهرت آلام مفاجئة أو استمرت طوال الليل. وفي الغالب يتم علاج حُرقة المعدة بالأدوية، التي تحد من الارتجاع.
ويعد شرب كوب ماء كبير من الطرق البسيطة لمواجهة حُرقة المعدة؛ حيث إنه يعمل على إخراج عصارة المعدة من المريء وإرجاعها إلى موضعها الأصلي.
ويتعين على الأشخاص، الذين يعانون من حُرقة المعدة، تناول أربع أو ست وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلا من الوجبات الكبيرة قليلة العدد، وخاصة في وجبة العشاء؛ لأن الاستلقاء أثناء النوم يعزز من عملية الارتجاع، مع مراعاة ألا تقل الفترة الفاصلة بين وجبة العشاء والذهاب للنوم عن ثلاث ساعات قدر الإمكان، كما يلزم الابتعاد عن الأطعمة المقلية أو الأطعمة الغنية بالدهون.
تجنب هذه الأطعمة!
وأشارت المركز الاتحادي إلى أن الأطعمة المسببة لحرقة المعدة تشمل الأطعمة الغنية بالتوابل والبصل النيئ والقهوة، كما أن المشروبات الغازية قد تعزز من أعراض الارتجاع، وهو ما ينطبق أيضا على الحلويات، وخاصة الشوكولاتة. كما ينبغي أيضا الابتعاد عن المشروبات الكحولية والنيكوتين.
ومن ناحية أخرى، يعزز التوتر النفسي أيضا من فرص الإصابة بحُرقة المعدة؛ حيث إنه يؤدي إلى زيادة إفراز حموضة المعدة، ومن ثم التجشؤ المزعج. ومَن يلاحظ زيادة حُرقة المعدة بسبب الضغوط، ينبغي عليه الابتعاد عنها والاسترخاء عن طريق تقنيات الاسترخاء كاليوجا والتأمل.