القصة الكاملة.. الحكم بالحبس سنة للمتهم بالتعدي على ملكة جمال الوراق
عاقبت محكمة جنح الوراق في الجيزة، المتهم بالتعدي على فتاة اشتهرت بـ«ملكة جمال الوراق»، بالحبس سنة.
وننشر قصة «ملكة الوراق».. تخفى وجهها، تجلس في المنزل، ترفض الخروج، وتخاف لما تتذكره من اللحظات القاسية حين أمسك جارها «عاطل» برأسها على السلم بالعقار محل سكنها، «وقطع وشى وكتفى بسلاح أبيض»، لتصل إلى المستشفى ودمها كاد «يتصفى»، إذ كان يتربص بها لاعتراضها على وقوفه على السلالم أثناء صعودها.
مروة عادل، 19 عامًا، طالبة بكلية الآداب، كانت تمتلك وجهًا جميلًا تعتنى به، وتفتخر بحصولها على «توب موديل»، ملكة جمال بنت النيل 2022، الآن ترفض أن تنظر في المرآة، إذ تطالع «25 غُرزة بالطول والعرض، وجُروحًا بالرأس والكتف»، وبينما تحاصرها آلامها، تزورها صديقاتها وتحكى لهن: «المتهم قفل الباب الحديد عشان ما افلتش من إيده».
وقبل توجهها إلى الشارع، سمعت شجارًا بين «عادل» وأفراد أسرته، وقوله لهم: «هعَوَّرها.. هرَبِّيها.. هوَرِّيها».. لم تأخذ «مروة» تلك التهديدات على نفسها، وتروي أن جارها، قبل أيام عدة، استوقفها على السلالم، وهى وقفت مكانها معترضةً على أسلوبه، وتطلب منه أن يفسح لها طريقًا: «وكان واقف مكانه، بيقولِّى: (عدى.. أنا مش بخوِّف ولا بخاف)، وطريقته كانت غريبة، لحد ما حطنى في دماغه لما شكيت لأهله، خصوصًا انه ماحصلش خلاف بينّا وبينه قبل كده».
«مروة» تكمل الحكى: «حاولت فتح باب البيت، فلم أستطع، وخوفى زاد لما رأيت الجانى يمسك بسلاح أبيض، ويستمر في ضربى في رأسى ووجهى وكتفى».. وواصلت صراخها: «أنا عملت لك إيه؟!»، وتتابع: «لقيت الجيران بدأوا يتجمعوا حولى».
الأهالى كسروا باب العقار، ووالدة «مروة» هرولت إلى ابنتها بعد وقت من التعدى عليها: «كانت فاكرة إن الصراخ جاى من بره البيت لأنها طلعت من الشرفة فلم تجد أحدًا أمام العقار»، وتقول المجنى عليها إن «المتهم أول لما عرف بنزول والدتى جرى هرب على شقته بالطابق الأول».
الأم حملت ابنتها إلى المستشفى، وحين طلبت تضميد الجروح تجميلًا أخبرها الأطباء: «دى دمها بيتصفى»، فاستلزمت جروحها بالوجه 3 غُرز بالخد الأيمن ومثلها بالأيسر، و3 بالكتف، و7 أعلى الرأس، و11 أخرى بأنحاء متفرقة من جسدها، وتستطرد «مروة» كلامها: «المتهم أذى قبلى ناس كتيرة، لدرجة إنه ضرب إخواته وزوج أخته بأسلحة بيضاء، وحرروا محاضر ضده وبعدها تنازلوا»، وتدمع عيناها، مرددةً: «عاوزة حقى، مش عاوزة حد تانى يتأذى، خايفة أنزل الشارع». والد «مروة» يحاول طمأنتها ولا يستطيع: «خايفة تبص من الشباك من كتر الرعب، وما بتروحش الكلية، حياتها بقت كابوس».
تحريات أجهزة الأمن توصلت إلى صحة أقوال المجنى عليها بمحضر الشرطة، وضُبط المتهم، واعترف بارتكابه الواقعة، مبررًا: «البنت وقفت في طريقى وأنا طالع على السلم، حلفت إنى هضربها»، وأمرت النيابة العامة بحبسه لمدة 4 أيام احتياطيًا وقرر قاضي المعارضات مد فترة الحبس الاحتياطي لـ15 يومًا.
كان اليوم الرابع من رمضان الكريم، و«مروة» تستعد للنزول مع صديقتها «فاطمة» بعد الإفطار، لتفاجأ بإغلاق باب العقار، والظلام يسود السلالم، ووسط هذه الأجواء، تباغتها يد جارها «عادل»، الشاب العشرينى: «ماحسيتش بنفسى، افتكرته رمى مية على وجهى، وبعدين بحط إيدى أمسح لقيت دم، بقيت مرعوبة، وبصرخ بأعلى صوتى»، وتكشف المجنى عليها ما حدث لها: «عادل كان متربص لى لأن اخواته البنتين نزلوا قبلى، وباب البيت كان مفتوح».