طبيبته دخلت الإسلام أثناء علاجه.. صديق الشيخ عبد الله كامل يروي تفاصيل لحظاته الأخيرة
فاجعة ألمت بمحبي ومتابعي الشيخ عبد الله كامل عبد المهدي ابن قرية المشرك بمحافظة الفيوم، والذى ينتمى لقبيلة الهنداوي المنتشرة بالعديد من محافظات الوجه البحرى، عقب الإعلان عن وفاته، ليرووا بعدها كواليس وصفحات من حياة الفقيد الذي جاب العالم حالمًا لكتاب الله
الشيخ عبد الله كامل وافته المنية في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، أثناء رحلة دينية لإحياء ليالى شهر رمضان بأحد المراكز الإسلامية بالولاية "التوحيد"، حيث كان يؤم المصلين خلال صلوات التراويح والتهجد، وقد وارى جسده الثرى بعد صلاة الجمعة بالمكان الذي توفي فيه.
تامر الصائم مدرس الفلسفة وعلم النفس في مدرسة الشواشنة الثانوية وابن عم الشيخ الراحل، قال إن الشيخ النابغة تخرج فى كلية دار العلوم فى جامعة الفيوم عام 2006 وذاع صيته في أركان الأرض قارئا لكتاب الله على وجه فريد لم يتحقق لقارئ غيره بعد أن حصد الجائزة الأولى في المسابقة العالمية (المزمار الذهبي) التي جرت تصفياتها في مكة المكرمة، وبعدما أذهل لجنة التحكيم حين أبكاهم وأضحكهم في مجلس واحد.
وقال إن ابن عمه كان نابغة منذ الصغر، حيث حفظ القرآن وهو فى سن مبكرة، على يد الشيخ سمير عبد الكريم فى كتابه، متابعًا: "كان الشيخ يفضله علينا نحن الذين نلازم الشيخ فى حفظ القرآن الكريم".
وذكر ابن عم الشيخ الراحل، أنه كان يقوم بتسجيل الشرائط للشيخ عليها شرح لمادة المنطق والفلسفة، وكان الشيخ يسمع الشريط لمرة واحدة، ويستوعب المادة العلمية، قبل ظهور وسائل التعلم الحديثة لفاقدى البصر.
ويضيف أن ابن عمه نشأ وسط أسرة بسيطة، حيث والده الحاج كامل المهدى كان فلاحا بسيطا يمتلك مساحة صغيرة من الأراضي الزراعية، وله أشقاء هم: محمد الأكبر ويعمل فلاح عمره – 50 عاما، ثم محمود، ثم عبد المهدى الذى توفي فى سن صغيرة، وشقيقه الأصغر وهو كفيف من ذوى الهمم.
وأضاف: الشيخ تزوج الأولى من مدينة الفيوم، وأنجب منها فاطمة 15 عاما، وحدث انفصال وتزوج بعدها سيدة من صعيد مصر وأنجب منها فتاتين وطفل عمره 21 يوما اسماه سفيان، وهو الطفل الذى لم يشاهد والده حيث ولد يوم 15 من شهر رمضان.
وأوضح "الصائم" أن الشيخ كانت لديه موهبة الإنشاد الدينى، حيث كان يحول أغانى المصريين إلى أناشيد دينية، مثل أغنية حكيم "افرض مثلًا" حيث حولها إلى أنشودة "افرض مثلا أنك صمت فى يوم" ثم أنشودة "قالوا مات" بعد شائعة وفاته قبل 7 أشهر.
واستطرد ابن عم الشيخ الراحل، أنه كان يتبنى، ومجموعة من أصدقائه، مبادرات سرية فى الخفاء لسداد ديون الغارمات، وتزويج أبناء الأرامل والمطلقات، وصرف مبالغ مالية لليتامى والأرامل دون أن يشعر به أحد.
واسترسل ابن عم الشيخ عبد الله كامل أن ابن عمه كان مريضا أثناء زيارته لإحدى الدول، ودخل المستشفى هناك، حيث كان يشرف على علاجه طبيبة وممرضة من غير المسلمين، وأثناء التحدث معهم وتلاوة القرآن على سريره، كانت الطبيبة والممرضة تنصتان بكل اهتمام، وقبل خروجه دخلت الطبية والممرضة الدين الإسلامي على يد الشيخ عبد الله كامل.
وأشار إلى أن ابن عمه كان يحب ركوب الخيل، والذهاب للأراضي الزراعية.
وحول واقعة أخرى قال: قبل 7 سنوات كانت هناك واقعة قتل فى مركز إطسا، حيث رأى أحد أفراد عائلة القتيل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوصاه الرسول بالصلح، وأن عليه أن يذهب لشيخ اسمه عبد الله كامل، وبما أن الرجل لم يعرف الشيخ ولم يسمع عنه، وعندما سأل عليه بناءا على رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، أخبره البعض بأن الشيخ يؤم المصلين فى مسجد مجمع بدر بمنطقة الحادقة بمدينة الفيوم، وذهب وقص على الشيخ الرؤيا، فذهب معه وأتم الصلح لتنتهي خصومة ثأرية بين العائلتين بمبادرة من أهل القتيل.
وأكمل الصائم موضحًا أن دخل ابن عمه كان من خلال كتاب تحفيظ القرآن وسهرات رمضان فى الكويت، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية والتى كان دائم السفر لها منذ 7 سنوات لإحياء ليالي الشهر الكريم، والعودة بعد عيد الفطر المبارك، لكن لم يعد الشيخ هذا العيد وجرى دفنه بعد صلاة الجمعة الماضية في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
واختتم حديثه بأن الشيخ مصطفى أبو سيف مرافق الراحل، أخبرهم بأن وفاة الشيخ عبد الله كامل طبيعية نتيجة إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، كما أن الشيخ الحويني طالب مرافقي الشيخ بالولايات المتحدة الأمريكية، بدفن الشيح هناك.