الطيران الإسرائيلي يقصف ليلًا عناصر في الجهاد الإسلامي، هل تتورط حماس في معركة غير محسوبة؟
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 من قيادات حركة الجهاد في غارات على قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي اغتيال قائد المنطقة الشمالية في الجهاد، خليل البهتيمي، الذي كان خلف إطلاق الصواريخ صوب مناطق غلاف غزة خلال الأشهر الماضية. واغتيال أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس، جهاد غنام، إضافة لاغتيال طارق عز الدين، المسؤول عن توجيه عدد من العمليات في الضفة الغربية، بحسب البيان. وقال إن قصف غزة كان عملية مشتركة مع جهاز الشاباك الإسرائيلي. وقال الجيش الإسرائيلي إن 40 طائرة إسرائيلية شاركت في غارات غزة، مشيرًا إلى أنه يرصد قيادات الجهاد منذ شهر رمضان الماضي، فيما قالت حركة الجهاد إن ردها "لن يتأخر" على غارات إسرائيل على غزة ومقتل عدد من قادتها ومدنيين.
تأتي هذه العملية العسكرية بعد أقل من أسبوع على إعلان هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بعد تصعيد أشعلته وفاة خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، داخل سجن إسرائيلي بعد إضراب عن الطعام استمر لمدة 86 يوما.
ووفقا للتقارير فقد استمرت الغارات الجوية، التي بدأت بعد الثانية صباحا بتوقيت غزة، قرابة ساعتين، مع سماع دوي انفجارات جديدة جهة الشرق.
ويذكر أن إسرائيل دخلت في مواجهات عسكرية مع قطاع غزة، بعد أن قتلت قائد الجبهة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري، في الخامس من أغسطس/آب 2022 بقصف على برج سكني في غزة، وأيضا بعد قتل سلفه القائد السابق للمنطقة الشمالية في سرايا القدس بهاء أبو العطا مع زوجته في غارة بحي الشجاعية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019.
هل تشهد غزة تصعيد محتمل
أبلغت الفصائل الفلسطينية مصر أنها سترد على الهجمات الإسرائيلية على غزة، مضيفة أن مصر فتحت خط اتصال مباشر مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية للتهدئة. مصادرنا أضافت أن القاهرة حذرت إسرائيل منذ أسبوع من عمليات تستهدف قادة الفصائل الفلسطينية، فيما ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن تل أبيب تجري اتصالات مع مصر واليونيفيل للتهدئة في جبهتي غزة ولبنان.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى إلى 13 شخصا، بينهم 4 أطفال و4 سيدات، فيما أصيب 20 آخرون جراء القصف. وأفادت مصادر طبية أن 5 مدنيين فلسطينيين بين ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة.
قالت حركة الجهاد إنها ستقوم بالرد على الضربات الإسرائيلية، وحملت إسرائيل كامل المسؤولية عن ما وصفته بـ"المجزرة الإرهابية" والتي أكدت أنها تشكل "انتهاكًا خطيرًا" لوقف إطلاق النار. فيما توعدت كل من حركة الجهاد الإسلامي، وحماس "بتدفيع الاحتلال الثمن" في بيان مشترك لهم.
تحسبا لنيران الصواريخ بعد مقتل قادة الجهاد، حث الجيش الإسرائيلي من يعيشون في بلدات تقع في محيط 40 كيلومترا من غزة بالبقاء قرب الملاجئ اعتبارا من الساعة 2:30 فجر اليوم الثلاثاء وحتى الساعة السادسة مساء يوم الخميس.
حماس يجب ألا تتورط في القتال المحتمل
على قادة حركة حماس عدم الاستجابة لدعوات التصعيد المستمرة من قبل باقي الفصائل المسلحة، حيث أن لو اندلعت حرب مرة أخرى في غزة فإن الأهالي سيعانون أشد معاناة في وضع اقتصادي معقد وبنية تحتية متهالكة.
أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيان تقزل فيه، إنها ستستمر في مقاومة إسرائيل، وإن كل السيناريوهات مفتوحة،
فيما حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية التبعات، وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية: "إن العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".
غزة التي تعاني لا تحتمل حرب جديدة
تعد منطقة قطاع غزة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، وفي نفس الوقت أكثرهم حرمانًا من البنية التحتية الجدية والتعليم ومياه الشرب والمنافذ التجارية. وضع صعب يعيشه سكان القطاع في ظل حصار شبه كامل، بالإضافة لجروب متتالية وتصعيد عسكري مستمر مع القوات الإسرائيلية.
هذا الوضع يفرض على قادة حماس تغليب صوت العقل، وعدم الانجرار وراء دعوات التصعيد، فالقطاع لا يتحمل أي حروب جديدة، كذلك السكان يقدموا كل يوم قتيل أو أكثر. وضع يعاني منه سكان غزة يفرض على جميع الحركات المسلحة تغليب صوت العقل ويوجب على حماس الانصياع لقرارات هادئة تحافظ على الوضع القائم وتجنب القطاع مزيد من الخسائر.