حالة نادرة..رجل يرى كل شئ بالمقلوب بعد نجاته من رصاصة في رأسه
بعد إصابته برصاصة في رأسه أثناء الحرب الأهلية الإسبانية عام 1938، بدأ رجل يبلغ من العمر -حبنها- 25 عامًا يرى أجزاء من العالم مقلوبة رأسًا على عقب.
والآن في 2023، وبعد 85 عامًا من تلك الحادثة، يعيد الباحثون الآن النظر في هذه الحالة العصبية الفريدة وفقا لموقع indiatoday.
الجندي الذي نجا من إصابته بالرصاص، أطلق عليه الطبيب جوستو جونزالو البالغ من العمر حينها 28 عامًا والذي عالج جراحه في المستشفى العسكري اسم المريض إم.
ما جعل هذه الحالة فريدة من نوعها هو أنه بعد إصابته، بدأ في رؤية الأشياء التي أمامه رأسًا على عقب عندما كان جسده في وضع معين، وكشف التحليل أن الرصاصة دمرت نتوءات القشرة الدماغية المسؤولة عن المشاعر والوعي والوظائف المتعلقة بالحواس، لكن المريض نجا بأعجوبة.
وأعاد الباحثون الآن النظر في الحالة العصبية الغريبة عندما بدأ المريض في رؤية الأشخاص والأشياء رأسًا على عقب عندما يكون في وضع معين، وتم نشر التفاصيل في مجلة Neurologia.
عندما يكون جسد المريض M في حالة راحة، دون أي حركة، فإنه يبدأ في رؤية عالم مقلوب، تم أيضًا قلب تصوراته السمعية واللمسية، مما يعني أن الأصوات التي يسمعها والأشياء التي يشعر بها كانت تسمع ويشعر بها في اتجاهات معاكسة للمكان الذي أتت منه أو مكانها.
وعلى الرغم من خطورة إصاباته، لم يحتاج المريض M إلى تدخل جراحي أو رعاية خاصة أخرى، تم تشخيص حالته بانعكاس الرؤية وحالة غريبة تمكنه من قراءة الحروف والأرقام، سواء في الوضع الطبيعي أو المقلوب، تم تغيير كل من الرؤية واللمس والسمع بشكل ثنائي وفي جميع وظائفها، من الأبسط إلى الأكثر تعقيدًا.
بعد 85 عامًا من لقاء الخبير العصبي مع المريض M، أعادت ابنته إيزابيل جونزالو، وهي فيزيائية وأستاذة فخريّة في جامعة كومبلوتنس بمدريد، الاطلاع على الوثائق الأرشيفية من والدها لإعادة اكتشاف المريض M والتفسير الفسيولوجي لديناميكيات دماغ جونزالو.
إعادة زيارة ديناميكيات الدماغ
تشير ديناميكيات الدماغ التي قدمها جوستو إلى أن الدماغ منظم في طبقات متعددة من المعالجة، كل منها يلعب دورًا مختلفًا في فهم اللغة وإنتاجها، ومع ذلك، في ذلك الوقت، كان يعتقد إلى حد كبير أن الدماغ يعمل كوحدة واحدة، وانقسم المجتمع العلمي حول وظائف الدماغ.
لاحظ جونزالو أن المريض M كان قادرًا على التواصل من خلال وسائل غير لفظية، مثل الإشارة والإيماءات، لقد افترض أن هذه القدرة كانت ناتجة عن مناطق تحت القشرة الدماغية السليمة، وهي المسؤولة عن الوظائف الحركية والحسية الأساسية.
أثبت عمله كذلك أن معالجة اللغة ليست موضعية في منطقة واحدة من الدماغ، ولكنها تنطوي على طبقات متعددة من المعالجة التي تعمل معًا لإنتاج اللغة وفهمها.
"لعدة قرون، استندت المعرفة حول التنظيم الوظيفي للدماغ إلى دراسة الحالات الفردية، والمريض M هو مثال آخر لهذا التقليد، حيث يساعد على إرساء أسس نظرية ديناميات الدماغ التي طورها جونزالو".