اشتغل عشان يوفّر 200 جنيه.. تفاصيل جديدة في واقعة وفاة مدير مدرسة المنيا
مازالت تسيطر حالة من الحزن على أهالي قرية صفط الشرقية بمركز المنيا، ومراكز المحافظة، على رحيل سليمان محمد عبدالحميد، 55 سنة، مدير مدرستهم الابتدائية رقم 2، التابعة لإدارة المنيا التعليمية، والمقيم بالقرية، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثر بهبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف بالقلب، أثناء العمل كـ«بناء»، أي أنه يشرف على عملية البناء، وليس عامل يحمل الطوب والأسمنت، حسب توضيح نجله.
يروي هيثم، 22 سنة، الطالب بالمعهد العالي للعلوم الإدارية، نجل مدير المدرسة، تفاصيل جديدة حول واقعة رحيل والده، إذ قال: «والدي يعمل مدير مدرسة ويعول أسرة مكونة من 6 أفراد، الزوجة، و5 أبناء بينهم 3 من الذكور، واثنين من الإناث، جميعهم بمراحل التعليم المختلفة، لذلك كان يسعي دائما لتحسين دخله من خلال العمل (بناء)، وعقب قضاء العيد قرر استأنف العمل بعد انتهاء الامتحانات وخلال اجازة العيد، فقرر العمل ثاني أيام العيد، وفي يوم العيد بالليل، جلس معي وأكد لي أنه مرهق لكنه ملزم بالعمل لسد احتياجاتنا اليومية في ظل ارتفاع الأسعار، وحاجة أشقائي للمصروفات اليومية».
ويضيف «هيثم»، طلبت من والدي عدم العمل، لكنه رد «أنا هاشتغل عشان أوفر 200 جنيه، قيمة أجري اليومي». وفي الصباح اصطحب أحمد فوزي محمد عبدالحميد، 28 سنة، عامل، ونجل شقيقه، للعمل بإحدى المنشآت، وعقب العمل بساعات قليلة، تعرض لهبوط. نقل على إثره للمنزل، كان والدي في حالة قئ وهبوط في الضغط.. وطلب مني الإسراع بإحضار سيارة، والانتقال للمستشفى الأميري بمدينة المنيا.
ويقول «هيثم»، بالفعل تم إحضار السيارة لكن والدي فارق الحياة عقب خروجنا من القرية، لكني واصلت الذهاب للمستشفي، وفي الاستقبال، أبلغوني بأنه جثة هامدة، وأنه توفي إلى رحمة الله، فعدنا للمنزل حيث تم تكفين وتشييع الجثمان إلى مثواه الأخيرة، وسط حشود من أهالي القرية والقري المجاورة، حيث دفن بمثواه الأخيرة بمقابر الأسرة بجوار القرية.
ويؤكد«هيثم»، حرص والدي على التقاط الصور التذكارية أثناء صلاة عيد الاضحي المبارك، وتوزيع الألبان على الأطفال، واللحوم على الأسر الأولي بالرعاية، فكانت حسن الختامة.
أما اشرف محمد عبدالقادر، 38 سنة، مدرس، احد أصدقاء «مدير المدرسة» فقد أكد انه كان يمتاز بحسن الخلق وخدمة الناس، حيث كان عضوا بجمعية تنمية المجتمع بالقرية، وأمين العضوية بحزب حماه الوطن، بالإضافة إلى انه كان حريص على عمل الخير، حيث قام بتوزيع الحليب والهدايا على الأطفال، أثناء صلاه العيد، ولحوم على الفقراء، يوم العيد، وكان يتكفل بإفطار المعتكفين ليلة القدر.
ويؤكد خالد عصام، 30 سنة، مكوجي، من أبناء القرية، الأستاذ سليمان، كان عندي يوم الوقفة، من أجل كي وتجهيز الملابس البيضاء له وأبنائه، كما التقيت معه يوم العيد، لتبادل التهاني بالعيد، حيث كان يحرص على الود وحب الناس وتقديم الخدمات لهم، وخبر رحيله أصاب أهالي القرية بالحزن.
ويقول احمد ضاحى، 37 سنة، صاحب محل بقاله بالقرية، الفقيد، كان يتردد على المحل لشراء طلباته، وأخر مره حضر لشراء مستلزمات منزلة، وسجائر، وكان لقاء الوداع، حيث البسمة على وجه، ووقف يداعبني، ويحاول رسم الضحكة على وجهي، وقد أصابنا خبر رحيله بالفزع.
ويقول الحاج احمد بشر، عمدة القرية، «الأستاذ سليمان» كان شخص محترم، يمتاز بحسن التعاون، والعلاقة مع أهالي القرية، وكان يعمل لزيادة دخله، وهو من الشخصيات المتميزة، وكان يشغل عدة مواقع خدمية، منها الجمعية الأهلية.
يذكر أن سليمان محمد عبدالحميد، من مواليد 11 مايو 1968، وحاصل على بكالوريوس التربية، ويعمل مدير لمدرسة صفط الشرقية الابتدائية رقم 2، ويعول أسرة مكونة من 6 أشخاص بينهم الزوجة، و5 أبناء، 3 ذكور و2 إناث، وكان يعمل في بناءً في أوقات الأجازات وغير أوقات العمل لتحسين دخله.