بعد التحذير من أكل المانجو بدري.. تعرف على علامات المكمورة والسقط
تسببت التقلبات الجوية في تراجع إنتاج المانجو هذا العام. وأمام التراجع كمًا بسقوط حبة المانجو وهي في حجم البيضة، وزمنًا بتأخر النضج على الشجر، ازدادت عمليات الكمر بهدف تسريع النضج، ما أفقد الثمرة الأكثر شعبية في الصيف مذاقها المميز.
وسيط حراري
تسوية المانجو بالكمر طريقة قديمة تعتمد على رفع درجة حرارة الوسط المحيط بالثمرة الصلبة بعد قطفها من الشجرة، لتتحول قشرتها من اللون الأخضر إلى الأصفر واللب من الأبيض المائل للصفرة إلى اللون الأصفر، لكن ذلك وأن أعطاها اللون لن يعطها الطعم.
وبسبب بعض الطرق غير الصحية للكمر انتشرت فيديوهات تحذر المواطنين من شراء وتناول المانجو في الوقت الحالي لأنها لم تنضج بطريقة طبيعية وتحمل أضرار أكثر من الفوائد، فضلا عن القدر الكبير من الأملاح.
" السقط ينزل من الشجر في نص شهر 7، لكن المعروض دلوقتي في السوق مستوي بالكمر" يتحدث المهندس الضو فكري رئيس جمعية قرية الرائد، حيث تغطي أشجار المانجو 770 فدانًا من إجمالي 1600 فدان بالقرية.
إنتاج قليل
يقول المهندس الضو فكري، إن استمرار انخفاض الحرارة ليلا حتى منتصف شهر مايو، أضرت بالأشجار وعناقيد الثمار، لا سيما أن المانجو فاكهة استوائية تحتاج إلى الحر، ودرجات الحرارة المنخفضة تؤخر نضجها، بينما أتت العواصف والرياح فأسقطت الحبات الصغيرة من الشجر قبل نضجها بشهرين.
أدى ذلك إلى تراجع إنتاج أشجار المانجو ليس فقط في السويس فقط، ولكن بشكل عام على مستوى الجمهورية خاصة في المحافظات التي تزرع الأنواع التي تظهر في أول الموسم، مثل السكري والبلدي والزبدة والصديقة.
يقول الضو إن إنتاج المانجو المنخفض للأسباب السابقة، أدى إلى ارتفاع سعرها بعد زيادة الطلب عليها من التجار، بهدف الربح السريع وبيعها في وقت يرتفع فيه ثمنها اشترى بعض التجار محصول المانجو من الجنائن الصغيرة بسعر 25 جنيها وهو أخضر على الشجر يضاف إليه تكاليف الجمع والنقل، وبدلا من استئجار غفير لرعاية المحصول، فضل أن يجمعها ويكمرها.
3 طرق للكمر
لم ينتظر بعض المزارعين، ومن قبلهم التجار نضج الفاكهة على الشجر فعجلوا بذلك عن الكمر، وهو ببساطة تسخين الوسط الحراري للمانجو لتنضج سريعا، وذلك بواسطة 3 طرق هي الكربون والأسريل، والثلاجات.
حرارة الكربون
"الكربون بيسخن مكان المانجو وبعد يوم ونصف بتستوي لكن من غير طعم" يقول المهندس الزراعي إن التاجر يجمع الفاكهة بالمزرعة ويضعها في "البرانيك" وهي الأقفاص المخصصة لها، ثم ينقلها على غرفة يوضح داخلها قطع الكربون الأسود وهو يشبه الفحم، ويوضع بين الثمار وحولها، وبعد مدة تتراوح بين 24 إلى 36 ساعة تنضج شكلا فقط، ويتحول لونها من الخارج إلى الأصفر.
رش الأسريل
يستخدم البعض طريقة أخرى وهي رش مبيد الأسريل، حيث تجمع المانجو وتفرد على الحصير أو في صناديق، وترش بالأسريل وهو مبيد مصرح به من وزارة الزراعة، ولكن لاستخدامات أخرى، ويؤدي الرش إلى ارتفاع حرارة الثمرة، فتنضج سريعا، ولكن يبقي طعمها مالح لأن الحرارة تغير اللون فقط وليس الطعم بسبب النضج غير الطبيعي.
ثلاجات الموز
البعض يختار طريقة أبطأ قليلا، وهي ثلاجات الموز، وثمار الموز تقطع خضراء من الشجر، ويتحول لونها للأصفر داخل الثلاجات بعد يومين فقط من التخزين، بينما تحتاج إلى نحو أسبوع لتنضج في الهواء وتخسر بعض وزنها، وتوضع المانجو الخضراء في الثلاجات وبعد يومين تتحول للون الأصفر.
نقطة العنب
يؤكد مهندس قرية الرائد، أن تناول أي فاكهة في غير موعدها قبل أوانها يفقدها الطعم، لذلك بالطرق الثلاثة تفقد المانجو ميزتها، ورائحتها تكون خفيفة وطعمها لاذع لا حلو ولا هي رطبة.
وأوضح الضو أن ثمار المانجو تبدأ عادة في النضج والسقوط من الشجر منتصف شهر يونيو، وبكمية قليلة للغاية ربما ثمرة واحدة من كل شجرة أشجار، ويعرف المزارعين تلك الفترة باسم " نقطة العنب" حيث تصبح ثمار العنب حلوة، وهو مقياس طبيعي يعرفه زارع المانجو، فالفاكهة الصيفية تنضج تباعا، تبدأ بالبطيخ ثم العنب ثم المانجو.
أضاف أن الكمية التي تنضج على الشجر من منتصف يونيو حتى نهاية الشهر قليلة، قليلة للغاية ولا تغطي 10% من الطلب عليها لذلك يكون سعرها مرتفع للغاية ويبدأ سعرها في بداية الموسم بـ 50 جنيها للأنواع العادية، بينما الكمر تكون أرخص سعرا.
مكسب سريع
في قرية يوسف السباعي المجاورة تغطي أشجار المانجو نحو 500 فدان تمثل نصف مساحة القرية، ويقول أبو بكر حمدان رئيس جمعية القرية، إن الكمر يخفض من حجم المحصول، إذ يصل متوسط إنتاج فدان المانجو 5 أطنان في حالة نضجها على الشجر وجمعها بعد النضج، بينما ينخفض إلى 3.5 طنا فقط عند جمعها خضراء وكمرها، لان نسبة السوائل تكون أقل في الثمرة، كما أنها لم تصل إلى الحجم الطبيعي.
ويضيف أن بعض التجار يلجأ إلى الكمر، في المزارع منخفضة الإنتاج، فيجمع المحصول مرة واحدة، بدلا من انتظار نضج المحصول وجمعه والذي سيكلفه أكثر، لأن المانجو لا تنضج في وقت واحد، فيضطر إلى جمع ما طاب ونضج فقط بشكل يومي، سواء من على الشجر مباشرة، أو بعد سقوطها.
وتابع أبو بكر حمدان أن التاجر يتعجل الجمع والكمر، ليعرض بضاعته في السوق في بداية الموسم بسعر مرتفع، قبل وفرة المانجو بعد نضجها منتصف الموسم، فالمكسب هنا في البيع بسعر مرتفع مع قلة المعروض.
هذه المانجو مكمورة
عدة علامات يمكن من خلالها معرفة طريقة نضج المانجو، يخبرنا حمدان أولها وهو أن يكون لون رأس البذرة أسود، نتيجة تعرضها للحرارة، وتابع " لو هزيت المانجه في ايديك تلق وتعمل صوت" وفسر ذلك ان الثمرة قطعت وهي لم تنضج لذلك البذرة لم تكبر للحجم الطبيعي الذي يملأ الفراغ بينها وبين اللحاء الفاصل بينها وبين لحم المانجو.
أما العلامة الثالثة فهي تجاعيد وخطوط قشرة المانجو، " الثمرة كأنها كشت" وبعض الثمار تظهر عليها نقاط العسل بجوار البذرة سوداء اللون، بينما المانجو السقط تكون بلون العسل شفافة.
السقط أفضل
تتميز تلك الثمرة التي نضجت بشكل طبيعي، برائحتها ولون قشرتها الأصفر الفاقع، ولونها من الداخل أصفر يميل للبرتقالي وتكون طرية، كما أن رأس البذرة لا تكون سوداء، وإفراز العسل يكون خفيف وشفاف، ليس أسود مثل المكمورة.
الكمر القديم
لا تخلو معصرة قصب من عصير المانجو، فهو المشروب الأكثر ربحا في فصل الصيف، ويحرص أصحاب المعاصر على شراء المانجو ذات الطعم الحلو وإعداد عصير من عدة انواع، حتى لا يضطر إلى وضع كمية كبيرة من السكر تفقدها طعمها الأصلي.
يقول محمد عبد اللطيف، صاحب معصرة قصب في السويس، إن الطرق القديمة في الكمر لا تستخدم فيها أي مواد كيميائية سواء كربون او اسريل او ثلاجات، وإنما تعتمد على حفظ المانجو خضراء في صناديق خشبية محاطة بالورق، سواء أوراق شكاير اسمنت، أو ورق مخلفات مطابع الكتب، وتوضع في مكان جيد التهوية وبعيدا عن الشمس.
ويضيف أن ثمار المانجو الخضراء في بداية الموسم يكون سعرها أقل، كما أنها متوفرة مقارنة بالسقط، وتستغرق المانجو الخضراء من أسبوع إلى أسبوعين لتنضج في الأقفاص الخشبية.
وعلق أنها لا تصبح في نفس حلاوة السقط، ولكن الأقرب طعما لها، والأفضل صحيا من التي تعرضت للتسوية في وسط حراري وتحولت من الأخضر إلى الأصفر في يوم فقط.
ونصح الأسر بشراء المانجو الخضراء وتكون قاسية مثل حبة البطاطس، وكمرها في المنزل في بالطريقة السابقة دون تعريضها للشمس أو حرارة المطبخ، وتناولها بعد عدة أيام، وهي البديل الأفضل حتى تتوافر المانجو السقط في الأسواق