حبس الأنفاس والقفز من القوارب.. كيف يجذب تيك توك الأشخاص للتحديات المميتة؟
على ما يبدو أن الانسياق وراء وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها بشكل سيء دون حسيب ولا رقيب أصبح يشكل أمرا كارثيا لا يقل عن الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية تحت مسمى "تحدي" لتطبيقات غزت عقول الصغار قبل الكبار.
وأحيانا ما تكون "تحديات" تيك توك بسيطة، من قبيل القيام بحركات رقص أو تجريب وصفة طهي جديدة أو أحدث الفلاتر المتاحة على تطبيقات التواصل الاجتماعي ولكن هناك بعض التحديات المميتة التي اكتسبت شعبية مؤخرا، وقد رُبط بينها وبين وفاة 20 طفلا خلال الأشهر الثمانية عشرة التي سبقت نوفمبر عام 2022، بقيام الشخص بالتحكم في أنفاسه أو حبسها حتى يغيب عن الوعي – الفكرة هي تصوير لحظة سريان هرمون الأدرنالين في الدم عندما يسترد الشخص وعيه وأخرى ظهرت مؤخرا بتحدي القفز من القوارب.
وبعض التحديات الأخرى المميتة بتعاطي جرعات زائدة من بعض أدوية البرد والحساسية لإحداث الهلوسة. وقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيرا من خطورة بعض المواد الفعالة في عقار diphenhydramine (ديفينهايدرامين)، قائلة إن تناول جرعة زائدة منه قد يتسبب في مشكلات في القلب وتشنجات وغيبوبة، بل وقد يؤدي إلى الوفاة.
سر الإقدام على التحديات المميتة
حد التفسيرات المحتملة هو ضغوط الأصدقاء التي يتعرض لها الأطفال، وشعورهم الملح بالرغبة في الاندماج في الدوائر الاجتماعية، حيث أوضحت بعض الأبحاث المتعلقة بعلم النفس أن تلجأ هذه الفئة المتحمسة لتنفيذ التحدي بسبب "إذا أعطيتهم تحديا يعود عليهم بالفائدة الاجتماعية، يشعرون بأنهم رائعون، بأنهم جزء من شيء أكبر يتيح لهم التواصل مع أشخاص آخرين" كما أن هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون مقاومة ذلك لأنهم لا يريدون أن يعتبرهم الآخرون جبناء أو غير أهل للمهمة...فهم لا يريدون التخلف عن الركب".
كما تشير أيضا إلى أن الأطفال يبحثون عن مكان لهم في الدوائر الاجتماعية، مضيفة أن هؤلاء الأطفال لا يمارسون "الكثير من التفكير النقدي قبل الإقدام على تلك التحديات".