12 يوما من الجحيم.. موجة حرارة غير مسبوقة ونصيحة لسكان هذه المحافظات
يعاني سكان العالم من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، حيث صدرت تحذيرات وتوصيات بالابتعاد عن حرارة الشمس المباشرة، ما عزز المخاوف بشأن قدرة الدول على التكيف مع التغير السريع في المناخ.
كما تشهد أوروبا والمنطقة العربية وأمريكا الشمالية حاليا أجواء شديدة الحرارة أدت إلى اندلاع حرائق في دول عدة.
موعد انتهاء موجة الحرارة
ومن المتوقع أن تشتد الموجة الحارة التي تجتاح أوروبا وأجزاء أخرى من العالم خلال اليومين المقبلين، مع بلوغ درجات الحرارة ذروتها يوم الأربعاء.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، من أن موجة الحر التي تؤثر على البحر الأبيض المتوسط ستشتد بحلول منتصف هذا الأسبوع، خاصة غدا، الأربعاء 19 يوليو، ومن المرجح أن تستمر حتى الشهر المقبل في بعض أجزاء أوروبا.
كما تشهد بلدان شمال أفريقيا درجات حرارة عالية، فيما سجلت الصين مؤقتا أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق يوم الأحد وهي 52.2 درجة مئوية في شينجيانج، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني.
وفي الوقت نفسه، يشهد عشرات الملايين من الناس في جنوب غرب الولايات المتحدة أيضا حرارة شديدة، حيث لاحظ الخبراء طول موجة الحر وكذلك شدتها.
كما تم تسجيل درجات حرارة عالية في مناطق شمال الكرة الأرضية، حيث حذر مسئولون من مخاطر البقاء في الظروف الحارة.
وشهد جنوب إسبانيا أعلى درجة حرارة في أوروبا أمس، الاثنين، حيث وصلت في أندوخار إلى 44.8 درجة مئوية.
أما صقلية، فلم تبتعد عنه بكثير مع وصول الحرارة فيها إلى 43.5 درجة مئوية، كما تجاوزت درجة الحرارة في دول مثل إيطاليا واليونان وتركيا الـ 40 درجة مئوية.
وفي اليونان، تم إجلاء 1200 طفل من مخيمات العطلات بسبب اندلاع حرائق الغابات، بينما أصدرت السلطات الإيطالية تحذيرات حمراء لـ 16 مدينة.
ارتفاع في درجات الحرارة
وأطلق الصليب الأحمر التشيكي حملة جديدة للسلامة العامة بهدف مواجهة عدد كبير من حالات الغرق، حيث يبحث الأشخاص في التشيك عن الترويح عن أنفسهم من حرارة الصيف المرتفعة.
وغرق خمسة أشخاص خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، والتي كانت أشد عطلة نهاية أسبوع حرارة خلال العام.
ووصلت درجات الحرارة إلى 38.6 درجة مئوية شمال براغ وفي مدينة بلزن الغربية يوم السبت، بينما تم تسجيل درجات حرارة قياسية في نحو 100 محطة من إجمالي 160 محطة رصد جوي في البلاد في ذلك اليوم.
والرقم القياسي لأعلى درجة حرارة سجلت في البلاد هو 40.4 درجة مئوية، وقد تم تسجيله في 20 أغسطس 2012.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، بدأت خدمة الإنقاذ المائي التابعة للصليب الأحمر في تركيب عدد من اللافتات الجديدة على البحيرات وأماكن السباحة الأكثر شهرة في البلاد، تحذر الأشخاص من السباحة بمفردهم، وضرورة ارتداء سترات النجاة دائما عند ركوب القوارب المائية، واتباع التعليمات.
كما اندلع عدد من حرائق الغابات في اليونان، حيث تم إجلاء الأطفال من المخيمات الصيفية وفرار سكان البلدات، وفي كندا، قالت السلطات إنه عام "غير مسبوق" من نواح كثيرة.
وتجاوزت مساحة الأراضي التي احترقت حتى الآن هذا العام في كندا 24 مليون فدان، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق في البلاد.
وتوجب إجلاء أكثر من 155 ألف شخص نتيجة للحرائق، وهو أكبر عدد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في العقود الأخيرة، كما نُشر 3200 رجل إطفاء دولي في كندا للمساعدة في إخماد الحرائق.
تسجيل أرقام كبيرة عالميا
وبحسب الصحافة الأمريكية، فقد شهدت مدينة فينيكس في ولاية أريزونا أسبوعا حارا تاريخيا.
وواصلت درجات الحرارة العالمية ضرب الأرقام القياسية، ويتوقع خبراء أن تتجاوز 50 درجة في منطقة البحر الأبيض المتوسط في المستقبل القريب.
ويقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن درجات الحرارة يمكن أن تتجاوز في وادي الموت في أمريكا، أعلى درجات حرارة للهواء مسجلة وبلغت 54،4 درجة مئوية في المكان نفسه في عامي 2020 و2021، وفقًا للعديد من الخبراء.
وكان يونيو الماضي الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة “كوبرنيكوس” الأوروبية ووكالة ناسا الأمريكية.
كما كان الأسبوع الأول بكامله من شهر يوليو الجاري، الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص.
وفي ورقة بحثية نُشرت في 26 مايو في مجلة المناخ وعلوم الغلاف الجوي، استخدم نيكولاوس كريستيديس، عالم المناخ في مركز هادلي، التابع لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، بيانات من عشرات المواقع في جميع أنحاء المنطقة، من تركيا وإسبانيا إلى مصر وقطر.
وأجرى الفريق محاكاة عالم ما قبل الصناعة، وفي تلك الحقبة لم يكن البشر قد أحدثوا تغييرات كبيرة في الغلاف الجوي، حسب مجلة "إيكونوميست" التي نشرت تفاصيل الدراسة.
تأثيرات التغيرات المناخية
ووجد الفريق أن الوصول إلى 50 درجة مئوية كان مستحيلا فعليا في تلك الفترة، وربما يحدث مرة واحدة فقط كل قرن أو نحو ذلك في شبه الجزيرة العربية والساحل التونسي.
ودرس الفريق الجهود للحد من تغير المناخ في المستقبل، وتوقع حدوث تغييرات طفيفة، مع انخفاض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء عند حوالي 600 جزء في المليون، من حوالي 420 جزءا في المليون، بحلول عام 2100.
وخلصت النتائج إلى أن احتمال تجاوز يوم واحد على الأقل كل عام 50 درجة مئوية زاد بسرعة بحلول منتصف القرن في جميع المواقع، باستثناء المناطق الباردة نسبيا حول البحر الأبيض المتوسط، مثل إسبانيا، وأنه من المحتمل حدوث ارتفاعات في درجات الحرارة لتتجاوز 45 درجة مئوية سنويا بحلول 2100، مما يعني حدوث المزيد من موجات الجفاف والحرائق في المستقبل.
ويقول التقرير إن دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط معتادة على الحرارة، لكن المستقبل سيكون مختلفا تماما عن الماضي، حيث أوضح الخبراء أن انبعاث الغازات الدفيئة يزيد من قوة ومدة ووتيرة تكرار موجات الحرارة حول العالم.
أما عن حالة الطقس في مصر، وجهت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن طقس اليوم الثلاثاء، مؤكدة أن درجات الحرارة ستتجاوز الـ 40 بالقاهرة الكبرى والـ 45 بجنوب الصعيد.
وقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للأرصاد الجوية، إن حالة الطقس الأحد شهدت أعلى درجات حرارة في الأسبوع الحالي، وسجلت 38 درجة على القاهرة الكبرى، والسبب تأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يعمل على زيادة فترات سطوع أشعة الشمس وبقاء كمية الرطوبة وجميع الملوثات قريبة من سطح الأرض وبالتالي زيادة الشعور بارتفاع درجات الحرارة.
وأضافت “غانم”، في تصريحات خاصة، أن منخفض الهند الموسمي يواصل التأثير وتصاحبه كتل هوائية شديدة الحرارة تمر على البحر المتوسط تحمل بكميات كبيرة من بخار المياه وتؤدي لارتفاع نسب الرطوبة، مع ارتفاع درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي بقيم من 2 إلى 3 درجات.
وأكدت أن درجات الحرارة العظمى هي المقاسة في الظل، لكن المحسوسة تكون أعلى بقيم من 2 إلى 3 درجات، كما يؤدي التعرض المباشر لأشعة الشمس لزيادة الإحساس بارتفاع درجات الحرارة.
الدكتورة منار غانم
الموجة حتى نهاية الأسبوع
وأوضحت أن ارتفاع درجات الحرارة مستمر حتى نهاية الأسبوع، ولكن ستنخفض درجات الحرارة بشكل طفيف خلال الأيام المقبلة وتصل لـ 36 مع نهايات الأسبوع، لكن ترتفع نسب الرطوبة، فيستمر الإحساس بارتفاع درجات الحرارة والأجواء شديدة الحرارة الرطبة، كما ستهدأ الرياح ولن يوجد لها نشاط بشكل كبير، ما يؤدي للإحساس بارتفاع الرطوبة والشعور بالاختناق وارتفاع درجات الحرارة نهارا وليلا.
ونصحت بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، وعدم البقاء لفترة طويلة تحت أشعة الشمس.
وتوقعت الأرصاد الجوية أن يسود طقس شديد الحرارة رطب نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب سيناء وجنوب البلاد، وحار رطب على السواحل الشمالية، ويكون الطقس ليلا معتدلا على جميع الأنحاء، فيما يزيد ارتفاع نسب الرطوبة نهارًا من الإحساس بحرارة الطقس، عن المتوقع في الظل بقيم من 2 إلى 3 درجة مئوية.
وأوضحت الأرصاد أنه تتكون شبورة مائية خفيفة في الصباح الباكر حتى الساعة السادسة صباحًا تقريبًا على الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء.
وعن درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 18 يوليو 2023، فسجلت التالي:
القاهرة العظمى 38 درجة والمحسوسة 41 الصغرى 27.
الإسكندرية العظمى 33 والصغرى 25 درجة.
مطروح العظمى 32 درجة والصغرى 25 درجة.
سوهاج العظمى 42 درجة والصغرى 27 درجة.
قنا العظمى 43 درجة الصغرى 28 درجة.
أسوان العظمى 44 درجة والمحسوسة 45 والصغرى 30.