السم في الآيس كريم.. كيف قتلت الأم أطفالها الثلاثة في فسحة الموت بسوهاج؟
منذ حوالي 10 سنوات ارتبط "حمادة" ابن قرية الأحايوة غرب بالمنشأة جنوبي محافظة سوهاج بـ"شريهان" الموظفة بالوحدة المحلية للمركز، وفي أقل من عام تزوج الشاب والفتاة، لينجبا طفلتهما الأولى "ريم" بعد حوالي عام من الزواج، عمت الفرحة منزل الأسرة، وبعد عام تقريبًا استقبلت الأسرة نبأ حمل الزوجة في مولود آخر.
مرت الأيام والشهور بل والسنين على الأسرة المتوسطة الحال بين الاستقرار الأسري وبين المشاكل والخلافات الزوجية، ليستقبل الزوجين مولودتهما الثانية "بسمة"، وبعد حوالي عامًا تقريبًا من عمر الطفلة الثانية استقبلت الأسرة نبأ حمل الزوجة في مولودها الثالث "أمين" لتعم الفرحة أرجاء المنزل خاصة أن القادم ولد- كعادة أهل الصعيد-.
لم تدم الفرحة طويلًا داخل المنزل الريفي؛ بسبب المشاكل الأسرية بين الزوجين، خاصة بسبب تعاطي الزوج المخدرات، بدأ والد الأطفال الثلاثة يتراجع عن تلبية متطلبات أسرته، بل وساء حاله لإدمان تعاطي المخدرات، بل وتطورت مشاكلهما الزوجية لتعديه بالضرب على زوجته، حتى تدخل أهل الزوجين للإصلاح بينهما ومحاولة تقويم سلوك الزوج، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل.
رأت الزوجة أن حلها الوحيد لدى محكمة الأسرة، فخلعت زوجها، وأخذت أطفالها الثلاثة في حضانتها، لم تنتهي الخلافات الأسرية بينهما عند هذا الحد، حتى أخذ الزوج التضييق على زوجته ليأخذ الأطفال في حضانته، رغم تعديه بالضرب عليهم قبل انفصال الأسرة.
دخلت الزوجة في حالة نفسية سيئة من كثرة الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية وأخذت تتردد على بعض الأطباء النفسيين، تستقر حالتها النفسية أيامًا قليلة، وتتدهور وتسوء أيامًا كثيرة، تتابع الزوجة التي خانها اختيارها في شريك حياتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتجد السعادة منشورة ومتداولة بين الأزواج على صفحات الفيس بوك.
عن هذا الحد من المشاكل والخلافات الأسرية لم تستطع الزوجة الاستمرار على هذا النحو، فقررت إنهاء حياة صغارها، فاستقرت لفكرة وضع مادة سامة "حبوب حفظ الغلال" لهم في الطعام والشراب؛ لتستريح من كابوسها، اصطحبت الزوجة أطفالها إلى مدينة سوهاج بحجة تفسيحهم، وجهزت وأعدت خطتها التي عزمت عليها، وجلس الأربعة في أحد المطاعم دائرة قسم شرطة ثان سوهاج لتناول بعض الأطعمة والاستراحة من حرارة الشمس.
وضعت الأم ما أعدته من طعام وعصير مسموم لأطفالها على ترابيزة المطعم ليتناول الصغار طعامهم ما بين الأكل البيتي وما بين أكل المطعم، ليصابوا بإعياء وقيئ، فتنقلهم إلى مستشفى سوهاج الجامعي لتلقي العلاج، معللة إصابتهم في أقوالها لأطباء الاستقبال والطوارئ بأنه أثناء خروجهم للتنزه وتناول أبنائها بعض الأطعمة بكثرة "حلوى آيس كريم"، رغم إصابتهن بمرض السكري، شعروا بإعياء فنقلتهم للمستشفى وتوفيت البنتان، وأصيب الابن، ليلفُظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته بعد ساعات قليلة من تلقيه العلاج.
لتكشف تحريات الأجهزة الأمنية بسوهاج كذب أقوال والدة الأطفال الثلاثة، وتؤكد وجود شبهة جنائية في الواقعة، وأن الأم هي المتهمة، ليتم إلقاء القبض عليها، وتحرير محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات.
تعود أحداث وتفاصيل الواقعة، عندما تلقى مأمور مركز شرطة المنشاة إشارة من مستشفى سوهاج الجامعي بوصول كل من الطفلة "ريم. ح" 8 أعوام، الطفلة "بسمة. ح" 7 أعوام، الطفل "أمين. ح" 6 أعوام "شقيقي الأولى" ويقيمون دائرة المركز مصابين بإعياء وتوفيت الأولى والثانية أثناء تقديم الإسعافات اللازمة لهم، وفي وقت لاحق لفظ الطفل الثالث أنفاسه الأخيرة أثناء تلقيه العلاج اللازم بالمستشفى.
وأفادت والدتهن "شريهان. ف" 37 عامًا موظفة بأنه أثناء خروجهم للتنزه وتناول أبنائها بعض الأطعمة بكثرة "حلوى، آيس كريم"، رغم إصابتهن بمرض السكري، شعروا بإعياء فنقلتهم للمستشفى وتوفيت الأولى والثانية عقب ذلك.
وكشفت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج حقيقة الواقعة، إذ تبين أن والدتهم المذكورة وضعت لهم مادة سامة في الطعام؛ لإنهاء حياتهم؛ لانفصالها عن زوجها، ووجود خلافات بينهما حول حضانة الأطفال.
حرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.