رئة الأرض تختنق.. هل هناك تهديد وجودي كما قال الرئيس الأمريكي؟
يتمتع كوكب الأرض بمساحات خضراء شاسعة، من شأنها أن تحافظ على التوازن البيئي وتجديد الهواء والحياة لكل البشر، وتعد غابات الأمازون التي تعرف بـ "رئة الأرض" من أشهر وأكبر المسطحات الخضراء الغنية بالتنوع البيولوجي ومصادر المياه.
الأمازون غابة استوائية مطيرة، يقع الجزء الأكبر منها في البرازيل الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، يغطي هذا الحوض مساحة 7 ملايين كيلومتر مربع، منها 5 ملايين كيلومتر مربع تغطيها الغابات المطيرة.
وسميت بغابات الأمازون نظرًا لمساحتها الكبيرة، وصفها العلماء بأنها «الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها»، وذلك بسبب عملية البناء الضوئي التي ينتج عنها الأكسجين، حيث إنها تعتبر أكبر غابة على سطح الأرض.
انقذوا رئة الأرض
وفي محاولة لدعم جهود البرازيل وخططها الهادفة لإنعاش منطقة الأمازون، أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن سعيها لتوسيع نطاق الشراكة والتعاون مع البرازيل، لمراقبة غابات الأمازون المطيرة وحمايتها.
وقال مدير "ناسا" بيل نيلسون عقب لقاء جمعه بالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في برازيليا، الإثنين: "ترسل أقمارنا الاصطناعية بالفعل كثيرا من الصور والمعلومات للعلماء هنا في البرازيل لتتبع تدمير الغابات".
وكشف عن أنه "ستقوم 3 أقمار اصطناعية إضافية مستقبلا بتحسين قدرتنا على اكتشاف أعمال إزالة الغابات ومنعها".
وكانت معدلات إزالة الغابات وحرقها قد زادت بشكل حاد خلال فترة حكم الرئيس البرازيلي اليمييني السابق جايير بولسونارو.
وتراجعت معدلات إزالة غابات الأمازون إلى حد كبير، منذ تولي خليفته لولا دا سيلفا منصب الرئاسة في البرازيل، حيث أطلق في وقت سابق خطة لحماية غابات الأمازون لوقف قطع الأشجار تماما بحلول عام 2030، في 9 ولايات، بمساحة تبلغ 5 ملايين كيلومتر مربع.
تضافر الخبرات الدولية
ويحذر خبراء البيئة من أن غابات الأمازون التي تقع 60 بالمئة منها في الأراضي البرازيلية، مهددة بخطر الاندثار خلال عقود، في حال عدم تدارك ما يحل بها من تدمير واستنزاف عبر الصيد الجائر وقطع واستنزاف أشجارها ونباتاتها واستثمارها بطرق مضرة بالبيئة، وبسبب الجفاف والحرائق بفعل الاحتباس الحراري.
وأشاد الخبراء بالتعاون بين "ناسا" وبرازيليا، الذي يقدم نموذجا لتبادل الخبرات وتضافر الإمكانيات الدولية والعلمية، في سياق مكافحة تغيرات المناخ التي تهدد الجميع.
تهديد وجودي
وفي غضون ما يشهده العالم من تغييرات جذرية في المناخ، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الخميس، أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج من التغير المناخي هو "تهديد وجودي".
وقال بايدن في البيت الابيض "لا اعتقد أن احدا يستطيع أن ينكر بعد اليوم تأثير التغير المناخي"، كاشفا اتخاذ اجراءات لضمان سلامة الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق في شكل أكبر مع زيادة تمويل خدمات الأرصاد الجوية.
يشار إلى أن غابات الأمازون المطيرة تمثل وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة. وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.