أعراض متحور كورونا الجديد.. كيف تفاعل مصريون مع تحذير الصحة العالمية؟
«محل اهتمام وتحت المراقبة» بهذه الجملة أثارت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، قلقا من متحور جديد لفيروس كورونا، وصف بسريع الانتشار، وهو وإذ كانت أعراضه لا تختلف عن أعراض متحورات سابقة، إلا أنه أكثر انتقالا بين البشر. ورغم حديث الصحة العالمية، حول المتحور الذي بات معروفا بـ«إي جي 5» إلا أنه لم يحدث جلبة كبيرة، على عكس متحورات سابقة.
كان مصطفى يحيى، أحد أكثر المتمسكين بإرشادات الصحة العالمية، بشأن الوقاية من فيروس كورونا، منذ ظهور أول حالة مسجلة في مصر، منتصف فبراير 2020. كان يضع الكحول في حقيبته للتعقيم، ومعه أكثر من قناع طبي يغيرها على مدار اليوم، ولا يختلط بغيره في نطاق ضيق، ولا يجلس في أماكن تغيب عنها التهوية، لكنه ينظر إلى ذلك الفعل الذي مضى عليه شهور على أنه ماضيا ولى ولن يعود، مع حصوله على اللقاحات، وقلة أعداد الإصابات.
«خلال الفترة الماضية ظهر أكثر من متحور، لكن يمكن القول إن الفيروس لم يعد بنفس القوة التي كان عليها، لقد تغيرت أشياء كثيرة» يحكي الشاب مقارنا بين قلقه حين ظهور متحور «أوميكرون» والهلع الذي أصابه جراء ظهور ذلك المتحور، وشدة حرصه على الالتزام بتعليمات الوقاية، وبين ردة فعله الآن مع المتحور الجديد «لقد صار شيئا مثل نزلات البرد، اعتدنا على سماع الإصابات، لا يمكن مقارنة الأمر الآن بما كان في الماضي».
الفيروس الذي سجل ظهوره في نهاية 2019 في الصين، سجل أكثر من 7 ملايين حالة وفاة منذ ظهوره وحتى الآن، ورغم متحورات ظهرت منذ ذلك الحين، إلا أن المتحور الجديد بات يشكل مصدر قلق، كونه سلالة سائدة في دول منها أمريكا وبريطانيا، كما أنخ ظهر في دول منها فرنسا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وكندا وإيرلندا وغيرها، وهو متحور ينتمي لسلالة «إكس بي بي» المنحدرة من متحور «أوميكرون» الذي ما يزال في صدارة السلاسلات الأكثر انتشارا حول العالم.
في الخامس من مايو الماضي، قالت الصحة العالمية، إن فيروس كورونا، لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، منهية حالة الطوارئ الصحية العالمة، والتي استمرت لأكثر من 3 سنوات، وحينها قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن إنهاء حالة الطوارئ لا يعني انتهاء التهديد الذي يمثله «كوفيد - 19» على الصحة العالمية. وفي البيان الجديد الذي تناول المتحور الجديد عادت الصحة العالمية للقول بأن كورونا ما يزال يمثل تهديدا كبيرا. وخلال 28 يوما ماضية، جرى الإبلاغ عن أكثر من مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا، ووفاة 3100 شخص بسبب الفيروس.
المتحدث باسم الصحة المصرية، الدكتور حسام عبد الغفار، قال إنه لم يرصد أي ظهور لذلك المتحور في مصر، وذلك في مداخلة متلفزة الخميس الماضي، لافتا إلى أن الوزارة تتابع بشكل دوري كافة التقارير الخاصة بذلك المتحور، ومشيرا إلى أنه ليس شرسا لكنه أكثر انتشارا، مشددا على التوصيات الصحية المتعلقة بتلقي التطعيمات والتطهير المستمر والتباعد وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة.
وأعراض متحور كورونا الجديد، تتشابه مع أعراض فيروس كورونا بشكل عام، وتتراوح بين الخفيفة إلى شديدة الخطورة، وقد تشمل السعال والحمى والقشعريرة وضيق التنفس، وفقدان الشم والتذوق، والصداع، وآلام العضلات.
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه نظرا لوجود تجارب سابقة مع الفيروس، بالنسبة للكثرين، وإصابات قديمة بكورونا، فإن ذلك يجعل الخوف والقلق أقل من قبل، مفرقا بين ظهور الفيروس في بدايته ومواجهة المجهول، مع وباء لم تكن المعلومات عنه متوافرة، وبين الآن، وهو ما يجعل الخوف أقل، والقدرة على التعامل معه أفضل، لكنه يحذر من أن التهاون مع الاحترازات بشأن الفيروس قد تكون خطيرة ولها مضاعفات.
على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن ثمة حديث كبير حول المتحور الجديد، فلم يظهر في قوائم الأكثر رواجا، أو حتى بحثا، لكن موقع البحث الأشهر، سجل خلال الأيام الماضية، بحثا حول أعراض المتحور الجديد، في ثلاثة أشكال مختلفة ما بين «أعراض كورونا، وكورونا الجديد، ومتحور كورونا الجديد».