كورونا يضرب مرة أخرى.. متحور جديد يهدد العالم وتعليق عاجل من مصر
عادت كورونا للظهور مجددا وزاد القلق والخوف بعد الكشف عن متحور فرعي من المتحور الأصلي أوميكرون لكورونا يعد أكثر انتشارا وأخطر أيضا في حدة الحالات.
ظهور المتحور في 51 دولة
صنفت منظمة الصحة العالمية سلالة جديدة من كورونا سريعة الانتشار على أنها "متحور مثير للاهتمام".
هذه السلالة تحمل اسم EG.5، وهي من متغيرات أوميكرون لفيروس كورونا، ويزداد انتشاره على مستوى العالم، خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة والصين.
هذه السلالة تم اكتشافها في 51 دولة أبرزها كوريا الجنوبية واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.
تشير أحدث البيانات إلى أن هذا المتحور يمثل الآن 17.4% من حالات كورونا، أو واحدة من كل ست إصابات، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "ارتفاع ملحوظ".
ومع ذلك، فقد تم الحكم على مخاطر الصحة العامة التي تشكلها EG.5 بأنها منخفضة، وقالت ماريا فان كيركوف، المديرة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن COVID-19:
EG.5 لديه قابلية متزايدة للانتقال، ولكنه ليس أكثر حدة من متحورات أوميكرون الأخرى.
بشكل جماعي، لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن EG.5 لديه مخاطر صحية عامة إضافية مقارنة بالسلالات المنحدرة الأخرى المنتشرة حاليا من أوميكرون.
بينما أظهر EG.5 زيادة في الانتشار وميزة النمو وخصائص الهروب المناعي، لم يتم الإبلاغ عن أي تغييرات في شدة المرض حتى الآن.
وظهر متحور EG.5 في 51 دولة حتى الآن، وهو ما نبه منظمة الصحة للخطر القادم.
المتغير المهيمن على العالم
وقال خبير بجامعة بازل في سويسرا إن متحور فيروس كورونا الجديد "إي جي 5 " (EG.5) الذي يُطلق عليه علماء اسم "إيريس" ينتشر في أنحاء العالم، لكنه ليس شديد الخطورة.
وأضاف ريتشارد نيهر - رئيس مجموعة بحثية تدرس تطور الفيروسات والبكتيريا: "في تقديري لا يشكل إي جي 5 خطرًا على وجه التحديد".
وأوضح أن المتحور يحتوي بالفعل على طفرة قد تجعله يفلت من الجهاز المناعي بسهولة أكبر نوعًا ما، وقال "لكن الطفرة نفسها توجد أيضًا في متحورات أخرى".
وأضاف "لا يعد إي جي 5 مختلفًا بشكل أساسي عن متحورات أخرى، ولكنه يظهر تطورا تدريجيا سريعا، مثلما رأينا مع سارس لبعض الوقت".
وكتبت منظمة الصحة العالمية قبل أيام قليلة أن الخطر الذي يشكله متحور "إي جي 5" على الصحة العامة منخفض، حسب المعلومات المتاحة حاليًا.
وقالت إنه مماثل للخطر الذي شكله فيروس "إكس بي بي 1. 16" وبعض المتغيرات الأخرى المنتشرة حاليا.
وينتشر فيروس "إي جي 5" بسرعة ملحوظة، ويمكن أن يفلت من الجهاز المناعي بسهولة، غير أن حدة المرض ثابتة مقارنة بالمتغيرات الأخرى الحالية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية زيادة انتشار "إي جي 5" عالميًا، من 7.6% من حالات كوفيد-19 المسجلة إلى 17.4% خلال فترة الأسابيع الأربعة منذ منتصف يونيو الماضي، ويمكن أن يصبح "إي جي 5" قريبًا المتغير المهيمن في بعض الدول، أو حتى على مستوى العالم.
وجرى تسجيل فيروس "إي جي 5" أول مرة في ألمانيا نهاية مارس الماضي، وفقًا لمعهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض، ولا يزال ينتشر هناك ويتوافق المعهد مع منظمة الصحة العالمية في تقديراتها بشأن مدى قوة السلالة.
وعدلت منظمة الصحة العالمية -الأربعاء الماضي- فيروس "إي جي 5" إلى فئة "متحورات مثيرة للاهتمام"، وهناك أيضًا ثلاثة متحورات أخرى الآن في هذه الفئة؛ تشمل: "إكس بي بي 1. 5″ و"إكس بي بي 1. 16".
وفي فرنسا ودول أخرى يعود الحديث عن وباء كوفيد-19 في خضم الصيف، مع تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات يستدعي اليقظة، رغم عدم بلوغه مستويات عالية، وأُبلغ كذلك عن انتشار الوباء مجددًا في الولايات المتحدة وبريطانيا والهند واليابان.
وازدادت الزيارات إلى اقسام الطوارئ بفرنسا للاشتباه بالإصابة بكوفيد-19 في الأسبوع الممتد من 31 يوليو الماضي إلى 6 أغسطس الحالي، بنسبة 31% مقارنة بالأسبوع السابق، مع تسجيل 920 حالة، وفقًا لبيانات رسمية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أول أمس، إن عدد الحالات التي رُصدت على مستوى العالم ارتفع بنسبة 80% خلال شهر، مع مليون ونصف مليون إصابة إضافية من العاشر من يوليو/تموز الماضي، حتى السادس من أغسطس الجاري.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء الماضي- خلال مؤتمر صحفي أنه رغم أن المنظمة لم تعد تُعد الوباء حالة طوارئ صحية عالمية منذ بداية مايو فإن "الفيروس مستمر في الانتشار في كل البلدان، ويستمر بالقتل والتبدل".
المتحور الجديد من كورونا
وتعد المتحورة "إي جي 5" الأكثر رصدًا حاليًا لأنها قد تكون وراء عودة انتشار الوباء ويرى خبراء أن التجمعات الصيفية، وتراجع مستوى المناعة عوامل قد تؤدي دورا في عودة الوباء كذلك.
وتبدو هذه المتحورة المتفرعة من "أوميكرون" أكثر قابلية للانتشار من غيرها، ربما بسبب تأثير طفرات جينية جديدة، وقد تكون أكثر قدرة على تخطّي الدفاعات المناعية.
وفي هذه المرحلة لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن إي جي 5 تشكل مخاطر إضافية على الصحة العامة، مقارنة بمتحورات أخرى منتشرة من سلالة أوميكرون"، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
لكن تيدروس ذكر أن تهديد ظهور متحورة أكثر خطورة يظل قائمًا، ما سيؤدي إلى زيادة مفاجئة في الإصابات والوفيات".
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أنها تتخذ جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية لمرض كورونا «كوفيد 19» بصفة عامة باعتباره أحد الأمراض التنفسية الحادة مثل الإنفلونزا الموسمية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه فيما يخص الموقف الوبائي في مصر، فإنه بداية من شهر أبريل وحتى الآن، بدأت حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 تتناقص بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى أقل المعدلات مقارنة بالسنوات السابقة، كما أنه لا توجد حالات وفاة منذ آخر حالة تم تسجيلها في 16 مارس 2023 حتى الآن، وجميع المتحورات المنتشرة حاليًا تنتمي إلى المتحور أوميكرون ولا تتسبب في حدوث حالات مرضية شديدة.
وتابع عبدالغفار، إن الوزارة تتابع الموقف الوبائى للفيروسات التنفسية، بما فيها كوفيد-19، من خلال منظومة ترصد قوية تشمل الترصد الروتينى للأمراض التنفسية الحادة للحالات المترددة على العيادات الخارجية أو المحجوزة فى المستشفيات، ومن خلال المواقع المختارة لترصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا، ويتم فحص التسلسل الجيني للعينات المؤكدة معمليًا لمرض كوفيد -19 بمعامل الصحة العامة المركزية بشكل مستمر، لمتابعة ظهور المتحورات الجديدة داخل جمهورية مصر العربية.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت انتهاء حالة الطوارئ الصحية لمرض كوفيد-19 على مستوى العالم، في 5 مايو 2023، ومنذ ذلك التاريخ، أصبح فيروس كوفيد-19 متوطنًا بجميع دول العالم ويتم التعامل معه كباقي الأمراض التنفسية الحادة الأخرى، مضيفا أن المتحور السائد حاليًا في العالم هو المتحور أوميكرون وهو سريع الانتشار ولكنه أقل حدة وأقل خطورة من المتحورات الأخرى، ومازالت تظهر متحورات فرعية جديدة من المتحور أوميكرون وجميعها تتسبب في حدوث حالات بسيطة ولم تظهر أي دلائل على زيادة في شدة المراضة أو الخطورة.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تراقب حاليًا العديد من متحورات فيروس كوفيد-19، منها 3 متحورات مصنفة على أنها مثيرة للاهتمام وهي (XBB.1.16، XBB.1.5، EG.5)، وستة متحورات أخرى مصنفة أنها تحت المراقبة، مضيفا أنه على المستوى العالمي، لايزال XBB.1.16 هو المتحور الأعلى انتشارًا، حيث تم الإبلاغ عنه من إجمالي 101 دولة منذ ظهوره، وتمثل نسبة انتشاره 25،2% من بين جميع المتحورات الأخرى خلال الأسبوع الوبائي 29 في الفترة من 17 إلى 23 يوليو 2023، أما المتحور XBB.1.5، فتم الإبلاغ عنه من 121 دولة على مستوى العالم، وتمثل نسبة انتشاره 12،7% خلال نفس الفترة الزمنية.
وعن المتحور (EG.5، ) قال عبدالغفار، انه أحد السلالات الفرعية من المتحور XBB 1.9.2 (خليط من سلالات فرعية للمتحور أوميكرون)، تم الإبلاغ عنه لأول مرة في 17 فبراير 2023، وتم تصنيفه على أنه متحور تحت المراقبة في 19 يوليو 2023، ثم تم بعدها تصنيفه كمتحور مثير للاهتمام، حيث أنه يحتوي على سمات وراثية مشابهة للمتحور XBB.1.5 مع وجود طفرات إضافية، مشيرا إلى أنه حتى 7 أغسطس 2023، تم الإبلاغ عن 7354 عينة للمتحور EG.5 من 51 دولة، وبلغت نسبة انتشاره على مستوى العالم 17،4% من بين جميع المتحورات الأخرى خلال الأسبوع الوبائي 29 في الفترة من 17 إلى 23 يوليو 2023.
وكشف أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معظم العينات المبلغة من الصين (30.6٪، 2247 عينة)، أما الدول الأخرى التي تحتوي على 100 عينة على الأقل هي الولايات المتحدة الأمريكية (18.4٪، 1356 عينة)، جمهورية كوريا (14.1٪، 1040 عينة)، اليابان (11.1٪، 814 عينة)، كندا (5.3٪، 392 عينة)، أستراليا (2.1٪، 158 عينة)، سنغافورة (2.1٪، 154 عينة)، المملكة المتحدة (2.0٪، 150 عينة)، فرنسا (1.6٪، 119 عينة)، البرتغال (1.6٪، 115 عينة)، وأسبانيا (1.5٪، 107 عينة).
وأكد أن منظمة الصحة العالمية، أفادت بأن تقييم المخاطر العالمي لـلمتحور EG.5 في الوقت الحالي ما زال منخفضًا مثل XBB.1.16 والمتحورات الأخرى المصنفة على أنها مثيرة للاهتمام، وذلك طبقًا للأدلة المتاحة، وعلى الرغم من سرعة انتشاره وقدرته على الهروب المناعي، لم يتم الإبلاغ عن أي تغييرات في شدة المراضة أو الخطورة.
لا خطر محلي ولا عالمي
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إنه حتى الآن لا يوجد خطر من متحور فيروس كورونا الجديد، الذي انتشر بدول كثيرة من العالم لا يمثل خطرا على مستوى العالم أو المستوى المحلي.
وأوضح أن فيروس كورونا يذكرنا وينبهنا أنه لم ينتهي ولن ينتهي وأحدث نسخة منه سريعة جدا بالانتشار وهي المتحور الجديد إي جي 5، وهو يثبت أن متحور أوميكرون مازال موجودا والذي أحدث لنا 600 متحور فرعي.
وأضاف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن متحور كورونا أصاب 37 فردا كل دقيقة طوال الشهر الماضي، وكان يتسبب بوفاة 89 شخصا كل يوم، وهذا يعني أن الجهل بطرق الوقاية من كوفيد 19 ومتحوراته مازال متواجدا بكل دول العالم، موضحا أن فيروس كورونا أحدث الدراسات أثبتت أنه قتل 20 مليون شخص حول العالم.
وتابع وضع مصر الصحي جيد جدا، وخبرات مصر السابقة بموجات كورونا السابقة جعلت من العدوى السابقة للفيروس والتي أصابت 88.909 إنسان بفيروس كورونا، بكل 100 ألف شخص، كان لدينا بمصر 4861 مصاب بكل 100 ألف شخص، مشددا على ضرورة التطعيمات وجرعاتها المختلفة والحرص على ارتداء الكمامات وغسيل الأيدي والتباعد الاجتماعي.
ماذا عن المتحور الجديد؟
ونقدم لكم بعض المعلومات عن المتحور الجديد من كورونا
جرى تحديد هذا المتحور لأول مرة في الصين في فبراير الماضي، إلا أن اكتشافه لأول مرة في الولايات المتحدة كان في أبريل.
يعد سلالة من متحور "أوميكرون البديل" المعروف باسم (XBB.1.9.2)، لكن يمتاز بطفرة ملحوظة تساعده على الهروب من الأجسام المضادة التي طورها الجهاز المناعي استجابة للمتحورات واللقاحات السابقة.
أصبحت هذه السلالة الجديدة مهيمنة في أنحاء العالم، وسببا رئيسيا للارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
في 19 يوليو الماضي، أضافت منظمة الصحة العالمية متحور "EG.5" إلى قائمتها للسلالات المتداولة حاليا الخاضعة لمراقبتها.
طبقا لبيانات المنظمة، فإن اللقاحات التي ثبت فعاليتها في الحماية من سلالة "أوميكرون"، من المتوقع أن تقدم درجة عالية من الحماية من المتغير الفرعي الجديد.
ورغم انكسار الجائحة بشكل عملي، ستبقى هناك جيوب وبائية تظهر بظهور هذه المتحورات، إذ أن من طبيعة عائلة فيروس كورونا التحور المستمر.
المتحور الجديد الذي يعرف باسم "إيريس" من نسل "أوميكرون"، لكن به بعض الطفرات التي تجعل تأثيره على الخلايا يفوق ما يفعله "أوميكرون"، وهو أكثر انتشارا حاليا لكن لم يثبت بالدلائل العلمية أو السريرية أن أعراضه أكثر شدة من ذي قبل.
الأعراض الأكثر شيوعا لـ"كوفيد 19" حاليا، تشمل الزكام وآلام الحلق وسيلان الأنف والصداع، أما الحمى وفقدان حاستي التذوق والشم فلم تعد شائعة كما في المتحورات "دلتا" السابقة.
المتحور الجديد ساهم في زيادة عدد المرضى بالمستشفيات وغرف الطوارئ، لكن لم يثبت قدرته على إدخال المصابين لغرف العناية المركزة، أو إحداث مضاعفات تؤدي إلى الوفاة.
لانتشار السريع للمتحور يجعلنا ندق الأجراس للفئات ذات الخطورة المرتفعة، وهم: كبار السن والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة غير المستقرة ومن يعانون ضعف المناعة، وعلى هذه الفئات أن تتخذ المزيد من الإجراءات الوقائية الاحترازية، مع تلقي جرعة معززة من اللقاح قبل حلول فصل الشتاء.د
والجدير بالذكر، مع مواصلة فيروس كورونا الانتشار عالميا إذ تم الإبلاغ عن أكثر من مليون إصابة جديدة وما لا يقل عن 3100 وفاة خلال الشهر الماضي، كان لبريطانيا والولايات المتحدة نصيب الأكبر من تلك الحالات.