جثة وسط بركة دماء.. حكاية جريمة العجوز والجار الخائن في شقة الطالبية
جار خائن غض الطرف عن حقوق الجيرة ومن قبلها حُرمة الدماء وراح ينهي حياة مسن يفصله عام عن عامه السبعون مسددًا له طعنات نافذة خارت معها قوى الستيني ولاذ المتهم بالفرار ظنًا أنه ارتبك جريمة كاملة لكن دهاء وحنكة مباحث الطالبية كان لها رأي مغاير زج بالجاني خلف القضبان.
هدوء يطبق على أروقة قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم غرب الجيزة سرعان ما تبدل لدى ورود بلاغ إلى العقيد سامح بدوي مفتش المباحث باختفاء مسن عن الظهور والاشتباه في تغيبه جنائيًا.
داخل مكتبه بالطابق العلوي، تلقى الرائد أحمد فاروق رئيس مباحث الطالبية الإشارة الواردة للتو عبر غرفة عمليات إدارة شرطة النجدة فأسرع يلملم متعلقاته قاصدًا وجهته وحسه الأمني يخبره بأنه سيكون أمام أولى حلقات سلسال الدم بحي الطالبية -بعد توليه المسؤولية في حركة التنقلات الأخيرة-.
باستصدار إذن من النيابة العامة والدلوف إلى داخل الشقة، أطبقت رائحة الموت على المكان وعثر على جثة صاحبها "مجدي.م." 69 سنة، مسجى على الأرض وسط بركة دماء ما تزال آثارها تلطخ الجدران مع رصد بعثرة في محتويات المسكن في إشارة إلى القتل بدافع السرقة.
فريق بحث شكله اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، ترأسه العميد علي عبد الرحمن رئيس مباحث قطاع الغرب تركزت جهوده على فحص آخر المرتددين على مسرح الجريمة وتفريغ كاميرات المراقبة المطلة على مدخل العقار لتحديد وضبط الجاني.
جهود البحث والتحري لضباط وحدة مباحث الطالبية تنسيقًا مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء محمود أبو عمرة توصلت إلى أن جار المجني عليه "صاحب ورشة نجارة" وراء ارتكاب الواقعة ووجود مشاهدة له لدى مغادرته شقة الضحية.
آثار مقاومة تركت علامة مميزة بجسد المشتبه به الرئيسي أسدلت الستار عن القضية. فشل المتهم في مماطلة ومراوغة رجال المباحث وأقر بجريمته "ماكنش قصدي أقتله كنت عايز أسرقه وامشي" شارحا أنه تسلل إلى الشقة لكن الضحية شعر به ودار بينهما شجارًا "اضطريت أدافع عن نفسي فجبت سكينة وقتلته".
استولى المتهم على مبلغ مالي وهاتف المجني عليه وأغلق الباب ولاذ بالهرب، وتم بإرشاده إعادتها، وأودعت الشرطة جثة القتيل ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة للتصريح بالدفن بعد التشريح