انتقام بدم بارد.. قصة مجلس القتل في جريمة أبو العيال بكرداسة
كعادته كل يوم استعد "عمرو جميل" وابن عمه للخروج في رحلة جديدة بحثًا عن رزق حلال يعينهما على متطلبات الحياة لاسيما الأول الذي رزق بـ"وعد 4 سنوات" و"محمد عمره سنتان" لكن الغضب الأعمى حرمه فرحة العودة إلى مسكنه "سالما غانمًا" كما تدعو له زوجته فماذا حدث؟.
على بعد خطوات من باب منزله بقرية ناهيا مركز كرداسة شمال قطاع أكتوبر، همَّ الشاب صاحب الوجه البشوش لوضع الخضروات على تلك العربة تمهيدًا للتنقل بين شوارع منطقة حلوان جنوب العاصمة.
لاحظ "عمرو" وقوف مجموعة من الشباب عمدوا إلى بيع المخدرات أمام المنزل فاقترب منهم وعاتبهم بدماثة خلقه المعروفة عنه "مينفعش كده علشان في حريم رايحة جاية هنا" فجاء الرد قاسيًا "احنا نقف في أي حتة ومحدش يقدر يمشينا".
انتصف مشادة كلامية نشبت بين الطرفين سرعان ما انتهت بتدخل ابن العم وغادر بعدها هؤلاء الصبية. عاد "عمرو" وابن عمه لإنجاز ما بدأه الاثنان وانصرفا دون أن يدري بخلد أحدهما ما ينتظرهما على ناصية الشارع.
استوقف الشباب سيارة الخضروات -كما لو أنهم أعدوا كمينًا- مدججين بأسلحة الخرطوش وكلاب بوليسية. أجبر الشباب "عمرو" على النزول وعنفوه "لينا حق عندك".
كانت العبارة إيذانا بتنفيذ ما اتفق عليه عناصر مجلس الدم إذ اطلقوا النار صوبه تحديدا بالبطن ولاذوا بالفرار تاركين "أبو العيال" ينزف دمًا حتى فارق الحياة لدى نقله للمستشفى.
جهود رجال المباحث الجنائية بقيادة اللواء هاني شعراوي كُللت بضبط متهمين اثنين مه هروب اثنين آخرين بينهما المتهم الرئيس "سعد خردة" الذي بلغ الأمر بأسرة المجني عليه رصد مكافأة 50 ألف جنيه لمن يدلي بأي معلومات عنه بعد فشل ضباط وحدة مباحث كرداسة في الإيقاع به.
توجيهات اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة جاءت واضحة بتكثيف الكمائن الثابتة والمتحركة وتنشيط مصادر المعلومات السرية لإحكام القبضة الأمنية على "خردة" الذي اضطر لتسليم نفسه إلى النيابة العامة في انتظار إحالته للمحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد.