القشرة الأرضية معرضة للتمزق..العلماء يحددون قوة زلزال الفناء وهذه قائمة أكثر الدول عرضة للهزات
تصدر الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب يوم السبت وتسبب في مقتل وإصابة المئات وخلف العديد من الأسر تحت الأنقاض، عناوين الأخبار المحلية والعالمية، فأثار هذا الحادث موجة من الذعر والخوف لدى الناس، مما دفع الجميع للتفكير في السيناريوهات المحتملة والتساؤل عن إمكانية حدوث زلزال يمكن أن يتسبب في دمار الأرض.
أثار الزلزال
الزلزال الذي ضرب المغرب كان عنيفًا بقوة 7 درجات على مقياس ريختر وأسفر عن انهيار العديد من البنايات في مناطق متعددة من البلاد، بما في ذلك الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت. وقد وصفت وسائل الإعلام المغربية هذا الزلزال بأنه الأقوى في تاريخ المملكة. وسادت حالة من الذعر بين السكان، وأطلقوا صرخات الاستغاثة تحت أنقاض المباني المنهارة.
وقد شهدت الكرة الأرضية بشكل عام رقما قياسيا من الزلازل والهزات الارتدادية منذ بداية العام.
تأثير الزلازل على البيئة
وبالإضافة إلى الأثار البشرية والمادية، تؤثر الزلازل أيضًا على البيئة. ويمكن أن تتسبب هذه الكوارث الطبيعية في تغيير مسارات الأنهار وتسبب في انهيار الجبال. وتؤثر على التربة والنباتات، مما يؤثر على النظام البيئي بشكل عام.
كيفية التصدي للزلازل
وتصدر الزلازل بالقرب من حدود صفائح الغلاف الصخري والصدوع النشطة، وهذا يجعل التنبؤ بها تحديًا. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية لتقليل خطر الأضرار. منها تعزيز تصميم المباني لتحمل الزلازل وتنفيذ تدابير السلامة العامة.
وتحدث الهزات الأرضية في كثير من الأحيان أكثر من تلك التي تصلنا أنباؤها، وتقدر بحوالي 100 ألف في العام! لكن بعضها يتحول إلى زلزال مدمر يشكّل تهديدا لحياة الإنسان والمباني، وهي التي جاءت على خلفية حركات كبيرة لقشرة الأرض على عمق ضحل فيما لا يتعدى عدد الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في العام.
وبحسب ما أوضحه سابقا البروفيسور نيكولاي شيستاكوف، أستاذ قسم مراقبة وتطوير الموارد الجغرافية بمعهد البوليتكنيك بـ"جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية" الروسية، حيث أبان كيفية حدوث الزلازل بطريقة مبسطة بقوله: "لنتخيل أن الأرض عبارة عن شطيرة تتكون من طبقات مختلفة. الجزء العلوي منها قشرة الأرض، لها سمك صغير حوالي 10 إلى 100 كيلومتر، وهو ضئيل بالنسبة لنصف قطر الأرض، أي ما يعادل 6371 كيلومترا. تنقسم قشرة الأرض إلى صفائح، وهذه الصفائح في حركة مستمرة بالنسبة لبعضها بعضا. وهناك عدة أنواع من تفاعل الصفائح. في مكان ما تتصادم وفي مناطق تصادم تلك، تميل الجبال إلى الارتفاع، والمثال الحي على ذلك، جبال الهيمالايا".
وبحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية، تابع الأكاديمي الروسي شارحا سلوك الزلازل بالقول: "في مكان ما تتباعد الصفائح.. وهناك مناطق اندساس، وفيها حين تصطدم الصفائح، تغوص إحداها تحت الأخرى، فتحدث الزلازل هناك طوال الوقت. وتتحرك بعض الصفائح بالتوازي مع بعضها بعضا. تحدث الزلازل على طول حدود الصفائح. بداخل الصفائح إذا حدثت الزلازل فهي غير مهمة ونادرة للغاية".
وأشار إلى أن أعمق زلزال في التاريخ حصل في "عام 2013 في بحر أوخوتسك، قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة كامتشاتكا، على بعد 560 كم غرب بتروبافلوفسك كامتشاتسكي. وكان مركزه على عمق أكثر من 600 كيلومتر".
إلا أن ما يبعث على التفاؤل، أن العلماء توصلوا إلى أن الزلازل الضخمة، وخاصة الزلازل العميقة، تطلق الطاقة بسبب احتكاك ألواح الغلاف الصخري. وتبعا لحسابات علمية دقيقة تبين أن مقدار الطاقة التي يمكن أن تتسبب في "تمزيق" الأرض، يمكن أن ينتج عن زلزال يكون أقوى 53 ألف مرة من أعنف زلزال سجلته البشرية في تاريخها. وهذا يعني أننا مازلنا بعيدين عن الزلزال الذي قد يتسبب بدمار الأرض.
أما عن أقوى 5 زلازل سجلتها البشرية حتى الآن فهي كما يلي:
*زلزال كامتشاتكا وكان بقوة 9.0 درجات، وكان ذلك في نوفمبر 1952. نتيجة لهذا الزلزال، الذي حدث عند الحدود المتقاربة لصفيحتين في المحيط الهادي، تشكل إثر الزلزال تسونامي ضخم، دمر العديد من المناطق في جزر الكوريل وكامتشاتكا.
*زلزال شرق اليابان بقوة 9.1 درجة، حدث في عام 2011 وتسبب في واحدة من أكثر موجات تسونامي تدميرا في تاريخ البشرية، وأودى بحياة 20 ألف شخص.
*زلزال في ألاسكا بلغت قوته 9.2 درجة، ووقع في ربيع عام 1964. ولم تحدث خسائر بشرية لأن المنطقة لم تكن مكتظة بالسكان.
*زلزال ضرب في المحيط الهندي في عام 2004 وبلغت قوته 9.3 درجة، وكان له تأثير مدمر على إندونيسيا. وتسبب التسونامي الناتج في وفاة ما يقرب من ربع مليون شخص.
*الزلزال التشيلي الكبير في عام 1960، وبلغت قوته 9.5 درجة، ولم يكن سببا لأقوى الهزات الارتدادية المدمرة فحسب، بل تسبب أيضا في حدوث تسونامي هائل اجتاح ساحل المحيط الهادي بأكمله تقريبا.
تجلب الزلازل معها تحديات كبيرة وأثارًا وخيمة على الناس والبيئة. يجب على الجميع أن يكونوا على استعداد لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة. يتطلب التصدي للزلازل جهدًا مشتركًا من قبل الحكومات والمجتمعات والعلماء لتقديم التحذيرات المبكرة وتنفيذ إجراءات السلامة اللازمة.
وسجلت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية زلزالًا بقوة 7.2 درجة في المغرب، فيما هز مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض شبه جزيرة ميناهاسا الإندونيسية بقوة 5.9 درجة. وتُظهر هذه الأحداث المدمرة الضرورة الملحة لفهم البلدان الأكثر تعرضًا للزلازل والكوارث الطبيعية.
والمغرب وإندونيسيا من أكثر الدول تعرضا للكوارث الطبيعية والزلازل.
وبحسب تقرير مؤشر المخاطر العالمي، فإن المغرب يحتل المركز الـ 7 في ترتيب أكثر الدول تعرضا للكوراث الطبيعية، بينما إندونيسيا فهي واحدة من أكثر البلدان عرضة للزلازل فى العالم، وفق تقارير غربية.
البلدان الأكثر تعرضًا للزلازل
1. اليابان
تعتبر اليابان واحدة من أكثر البلدان تعرضًا للزلازل في العالم. تقع اليابان على حلقة النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط تكتوني كبير. تاريخها مليء بالزلازل القوية، بما في ذلك زلزال عام 2011 الذي بلغت قوته 9 درجات وأسفر عن وفاة الآلاف.
2. إندونيسيا
إندونيسيا تتعرض للزلازل بمعدل نحو 6 درجات تقريبًا سنويًا، مما يجعلها واحدة من أكثر البلدان تعرضًا للزلازل عالميًا.
3. الصين
تاريخ الصين يشهد على الزلازل المدمرة التي أسفرت عن وفاة الآلاف. في عام 2008، ضرب زلزال بقوة 7.9 درجة مقاطعة سيتشوان وأسفر عن وفاة أكثر من 87،000 شخص.
4. الفلبين
تقع الفلبين أيضًا على طول حزام النار في المحيط الهادئ، مما يجعلها عرضة للزلازل بشكل منتظم. في عام 1990، وقع زلزال بقوة 7.7 درجة في شمال البلاد وأسفر عن وفاة الآلاف.
5. إيران
إيران واحدة من أكثر الدول تعرضًا للزلازل في العالم. في عام 1990، وقع زلزال بلغت قوته 7.7 درجة وأسفر عن وفاة أكثر من 40،000 شخص.
6. تركيا
تتعرض تركيا بشكل متكرر للزلازل بسبب موقعها القريب من خطوط الصدع الرئيسية. في فبراير 2023، وقع زلزال آخر أسفر عن وفاة العديد من الأشخاص.
7. بيرو
تعاني بيرو من زلازل متوسطة وكبيرة بشكل منتظم، مما يمكن أن يتسبب في أضرار كبيرة في المباني والبنية التحتية
8. الولايات المتحدة
الولايات المتحدة تعتبر واحدة من أكثر الدول العرضة للزلازل بسبب موقعها على طول العديد من خطوط الصدع الرئيسية.
9. إيطاليا
إيطاليا تقع على خطوط صدع متعددة وتعتبر واحدة من البلدان الأكثر نشاطًا زلزاليًا.
10. المكسيك
المكسيك تقع على طول حلقة المحيط الهادئ وتتعرض بشكل منتظم للنشاط الزلزالي.
البلدان العربية المعرضة للزلازل
من بين الدول العربية، تحتل سوريا المرتبة الأولى في التعرض للزلازل، تليها اليمن ومصر وليبيا وسوريا وجيبوتي. والسودان يأتي بعدها بالمرتبة الثامنة، ثم تونس.
وقال المؤشر إن سوريا هي أكثر دولة عربية معرضة للزلازل، التي تتعرض لخطر الهزات الأرضية بدرجة مرتفعة.
وعن سبب ارتفاع عدد الضحايا في زلزال المغرب، يقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، إن المنطقة التي شهدت وقوع الزلزال بالمغرب بها نشاط زلزالي بدرجات صغيرة، ويتوقع أنه كل مدة تتراوح ما بين 30 إلى 50 عاما حدوث زلزال كبير ضخم.
وأضاف، أن الزلزال هو الأكبر الذي تتعرض له المغرب خلال الخمسين عاما الأخيرة، كما أن منطقة مراكش وهي الأكثر تضررا فإن مبانيها القديمة، كما أن المباني معظمها من الطوب اللبن ساهم في عملية الانهيارات، مما فاقم الخسائر المادية والبشرية.
وتظهر هذه البيانات الصادمة حجم التحديات التي تواجهها هذه البلدان في مواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية. من المهم أن نكون مستعدين للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة للحد من الخسائر البشرية والمادية.