القذافي قتل أبوه.. ليلة الرعب في جريمة الحي الشعبي
رجل كهل قارب على الثمانين من عمره، جُل ذنبه في الدنيا ابن عاق سلك طريق الشيطان عبر قنطرة رفقاء السوء فتحول من شاب مفتول العضلات يعج بالحيوية والنشاط إلى آخر ضعيف لا يقوى على شئ حتى اضطر ذات ليلة لقتل أبيه.
داخل شقة بالطابق العلوي لعقار قديم بحي عين شمس شرق العاصمة، استقر "عم كمال" -كما يندايه الجيران- وزوجته ورُزقا بطفل "أحمد" منحاه كل الاهتمام ليكون شاب يافع يفيد المجتمع لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفنُ.
بمرور الأيام والسنون، حاد الشاب عن طريقه المستقيم وسقط في براثن الكيف ومتعاطي سموم تدمر العقول قبل الجسد حتى أضحت أسيرها ولا يقوى على العيش دون لحظات سعادة واهية.
هذا ليس كل شئ، أنفق الشاب حصيلة عمله اليومي على شراء المخدرات قبل أن يضطر للحصول على أموال من والديه غير عابئ بأعباء الحياة التي تكالبت على تلك الطبقة لتدب روح الشجار بينه وبين أبويه كبداية لنهاية مأساوية صارت حديث الحي الشعبي.
في اليوم المشؤوم، طلب الابن -شهرته "القذافي"- من والده "كمال.ا.ع." 75 سنة، منحه حفنة من الجنيهات "عايز اشتري حاجة ضروري" لكن المسن فطن إلى مقصد فلذة كبده الخفي "مش هديلك فلوس تشتري بيها مخدرات".
متقمصًا شخصية "سفاح الجيزة" ويدعى قذافي فراج عبد العاطي عبد الغني، دخل الابن في مشادة حادة مع أبيه حتى وصل به الحال إلى لكمه "بوكس" في وجهه ليسقط الرجل مغشيًا عليه ويسرع الجيران والأهالي بنقله إلى المستشفى العام على أمل إنقاذه لكنه ساعات معدودات انتهت معها حياة "عم كمال".
مأمور قسم شرطة عين شمس بمديرية أمن القاهرة تلقى إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بوفاة مسن بعد صراع مع إصابته جراء مشاجرة ليوجه رئيس مباحث القطاع بفحص الواقعة.
جهود البحث والتحري التي أشرف عليها مدير المباحث الجنائية بالقاهرة توصلت إلى أن مشادة كلامية نشبت بين الضحية وابنه تطورت إلى مشاجرة "الواد ضربه أبوه بالبوكس موته" بسبب إدمان الابن تعاطي مخدر الإستروكس ورفض الضحية منحه أي أموال.
بتقنين الإجراءات، تمكن ضباط مباحث قسم شرطة عين شمس من ضبط المتهم الذي أقر بارتكاب الواقعة، لتصطحبه مأمورية لتمثيل جريمته وسط سخط الجيران "قتلت أبوك علشان الإستروكس.. منك لله" وسط حالة من الحزن بدت ملامحه جلية على وجوه قاطني الشارع.