كانت رايحة تتوضأ.. حكاية مقتل أم أحمد على يد جارها الخائن في أوسيم

 صورة لايف

كعادتها كل صلاة، غادرت "أم أحمد" غرفتها البسيطة قاصدة دورة المياه للوضوء لكن ضيفًا ثقيلا تحركه شهوة المال دبر مخططًا شيطانيًا راحت ضحيته العجوز ذات السبعين عامًا.

في ليلة حالكة الظلام، جلس شاب ثلاثيني منزويًا في أحد أركان بيته بإحدى قرى مركز أوسيم شمال الجيزة يبحث السبيل للخروج من ضائقة مالية طاحنة فضلا عن متطلباته الشخصية من المخدرات بعدما بات أسيرها.
دقائق قليلة احتاجها صاحب السجل الإجرامي ليُزين له إبليس وشركاه خطة غير سوية ظن أن معها الخلاص من كل مشكلاته المادية التي تحاصره دون أن يدري بأنها بداية النهاية.

جولات مكوكية ينفذها العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الشمال متنقلا بين أقسام القطاع الستة يتفقد قضية هنا وأخرى هناك حتى اهتز جهاز اللاسلكي الذي لا يبرح كلتا يديه معلنا وقوع جريمة قتل بدائرة أوسيم.

توجيهات سريعة من اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية لضباط المباحث بفحص مسرح الجريمة ومعاينته بدقة وحذر تنسيقًا مع الأدلة الجنائية وقطاع الأمن العام.

منذ وصوله، عمد المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث أوسيم إلى مراجعة مداخل ومخارج المنزل لاسيما ملاحظته عدم وجود آثار كسر أو عنف بالأبواب والنوافذ ما يشير إلى أن الجاني ليس غريبًا عن ضحيته.

معاينة العقيد مجدي موسى مفتش فرقة الوراق وأوسيم للجثمان أثبتت أن "أم أحمد" تبلغ من العمر 70 سنة، ترتدي ملابسها فارقت الحياة مهشمة الرأس إثر تلقيها ضربات بقطعة خشبية ف طريقها لدورة المياه "الخارجية" مع اختفاء مشغولاتها الذهبية.

"الجاني دخل إزاي؟" سؤال عكف رئيس وحدة المباحث على فك طلاسمه -وكله يقين بأنه طرف الخيط لحل الجريمة اللغز- فجاءت الإجابة بإعادة معاينة مداخل المنزل محل الواقعة وصولا إلى أن المنازل المجاورة هي الطريق الوحيد للتسللل إلى مسرح الجريمة.

خطة بحث محكمة أشرف عليها اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة تركزت على حصر المشتبه بهم وتنشيط مصادر المعلومات ومراجعة كاميرات المراقبة لخطوط السير المحتملة بمسرح الجريمة.

في أقل من 6 ساعات، كُللت جهود رجال المباحث بالنجاح، تبين أن جار المجني عليه (شاب 35 سنة) سبق اتهامه في عدة قضايا وراء ارتكاب الواقعة، وأمكن ضبطه في أحد الأكمنة المعدة له.

أمام رجال التحقيق، شرح المتهم خطوات جريمته بدءًا من قفزه عبر السطح وانتظاره الضحية على درجات السُلم حتى تخرج للوضوء كونها تقيم بمفردها في غرفتين وحمام خارجي - مؤكدا "أول ما شوفتها ضربتها على دماغها بقطعة خشب" ثم استولى على مشغولاتها الذهبية (غوايش - خاتم) باع جزء منها لدى عميل سيء النية وتم إعادتها وضبطه.