لماذا تراجع حزب الله وإيران عن المواجهة مع إسرائيل؟
خطابات رنانة وجمل حنجورية هي أدق تلخيص لتصريحات حسن نصر الله منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، فعلى الرغم من أن المناصرين للأمين العام لحزب الله كانوا ينتظرون بفارغ الصبر مواقف جدية على الأرص لنصرة أهل غزة اكتفى نصرالله بالتاكيد على أن حزب الله كان مشاركا في عملية طوفان الأقصى منذ البداية؟!.
تصريحات نصرالله التي جاءت مخيبة لآمال أنصاره لم تأت من فراغ، فهناك حالة شديدة من الترقب والتوتر على الصعيدين العربي والعالمي من أي تحرك من جانب حزب الله لأنه وفقا لمحللين فان هذا التحرك يعني جر العديد من الأطراف للحرب وعلى رأسهم أمريكا التي توعدت مرارا وتكرارا أي طرف يدخل في الحرب الجارية بين اسرائيل وحماس، والمقصود بالطبع حزب الله وايران.
الكاتب اللبناني ميشال نصر لخص الوضع بأكمله في مقال له عن أسباب أجبرت حزب الله على عدم دخول هذه الحرب وأكد فيه أن تحذيرات امين عام الامم المتحدة من “المصير الاسود” الذي ينتظر لبنان، في حال دخل الحرب ضد “اسرائيل”، لم يمر مرور الكرام، اذ ادار المعنيون محركاتهم للوقوف على حقيقة تلك المواقف، ومدى دقتها واستنادها الى معلومات ومعطيات دقيقة، خصوصا ان المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين اللبنانيين، كانت تسير في اتجاه معاكس.
وأكد أن قرار نص الله والحزب بعدم دخول الحرب جاء بسبب ادراك قيادة الحزب ان الظروف الراهنة مختلفة كليا عن تلك التي سادت في 2006 اقليميا ودوليا والاهم محليا، ذلك ان ما بعد “ثورة 17 تشرين” 2019 مختلف كليا لجهة “الحشرة” التي يمر بها، في ظل الحملة التي نجحت في تحريض الجهات اللبنانية ضده، بالاضافة الى الضائقة الاقتصادية والأزمة الحادة التي يمر فيها لبنان.
اضافة كذلك الى ان اي دمار قد يلحق بلبنان وببنيته التحتية، لن يكون بالامكان تأمين الاموال اللازمة لاعادة اعماره، ذلك ان الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان غير قابل للكسر راهنا، وما حصل ابان كورونا وبعد تفجير مرفأ بيروت خير دليل على ذلك.
المثير في الامر وفقا للمصادر أن حزب الله يخشى الدخول في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل في الوقت الحالي خاصة وسط تواجد عسكري أمريكي مكثف بالمنطقة تحسبا لأي تحرك ضد اسرائيل.
حزب الله ليس وحده من قرر عدم الدخول في حب مع اسرائيل لكن ايرات كذلك فقد أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس حماس إسماعيل هنية في وقت سابق من هذا الشهر أنه نظرا لعدم إخطار طهران مسبقا بالهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، فإنها لن تنضم إلى الحرب ضد إسرائيل.
وقالت وكالة “رويترز” في تقرير صدر الأربعاء، نقلا عن “ثلاثة مسؤولين كبار”، إن خامنئي أبلغ هنية أنه في حين أن إيران ستقدم الدعم السياسي لحماس، إلا أنها لن “تتدخل بشكل مباشر” في القتال.
وبحسب ما ورد، طلب الزعيم الإيراني من هنية “إسكات الأصوات” في حماس التي تدعو إيران ووكيلها حزب الله إلى الانضمام مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل “بكامل قوتها”.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الشهر الماضي، خضع مئات المسلحين الفلسطينيين “لتدريب قتالي متخصص” في إيران قبل أسابيع من الهجوم القاتل الذي شنته الجماعة.
ومع ذلك، قال البيت الأبيض إنه لم يعثر بعد على أي دليل يربط بشكل مباشر الجمهورية الإسلامية بالهجوم. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه غير واثق من تورط طهران.
ودعت حماس حلفاءها عدة مرات للانضمام إلى الحرب ومهاجمة إسرائيل.
وفي يوم الهجوم المدمر، دعا القائد العسكري لحماس محمد الضيف “المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا ولبنان” – وهي بلدان فيها حركات مدعومة عسكريًا من إيران – إلى “دمج مقاومتها مع مقاومة الفلسطينيين اليوم”، و”بدء السير نحو فلسطين الآن”.
وأصدر صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس والذي يعتبر زعيمها في الضفة الغربية، بيانا مماثلا دعا فيه الأمة العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى المعركة.
ووفقا للاحصائيات فإنه منذ بدء التصعيد قتل 88 شخصًا في لبنان بينهم 65 مقاتلًا من حزب الله و11 مدنيا ونعى حزب الله كذلك سبعة من مقاتليه قتلوا بضربة إسرائيلية في سوريا.
وفي خضم هذا التصعيد المتبادل من الجانبين حزب الله وإسرائيل وتوجيه حزب الله لاتهامات مباشرة لأمريكا تتزايد المخاوف في المنطقة خاصة مع تواجد حاملات طائرات وقاذفات استراتيجية أمريكية في الخليج استعداد لحرب مرتقبة مع ايران.
ومن جانبها نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرا عن استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية للحرب مع إيران حيث قامت بنشر العشرات من الطائرات المقاتلة ومئات من صواريخ كروز وقاذفتين ثقيلتين أسرع من الصوت بحيث تستطيع أمريكا ضرب أي هدف في إيران في وقت قصير.
وبحسب هآرتس أكملت الولايات المتحدة هذا الأسبوع نشرًا ضخمًا لقواتها الهجومية حول إيران وحزب الله في محاولة لردعهما عن توسيع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى جبهة ثانية في لبنان أو حتى في سوريا والعراق وقد وصلت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات دوايت د. أيزنهاور والتي تم إرسالها إلى الشرق الأوسط قبل ثلاثة أسابيع وتوقفت للتدريب مع مجموعة جيرالد ر. فورد الضاربة في البحر الأبيض المتوسط إلى بحر العرب هذا الأسبوع وتبعد الآن حوالي 300 كيلومتر فقط عن الساحل الإيراني.