بعد تخلي إيران والغضب الدولي.. هل بقي يحيى السنوار وحيدا في حرب غزة؟
أكثر من 40 يوما مرت على عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على أهداف اسرائيلية واحتجزت فيها رهائن اسرائيليين، وما بين المهلل والرافض لهذه العملية تساقط أطفال غزة وشبابها ونسائها وكهولها شهداء وتهدمت منازل أهالي غزة وصارت حطاما بعد القصف الاسرائيلي المكثف على القطاع.
40 يوما بطعم المر والدمار عاشها أهالي غزة أو بمعنى أدق من تبقى منهم، فالخسائر في القطاع طالت جميع الأسر.
بالتزامن مع الأوضاع المأساوية في قطاع غزة أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنه عثر على فتحة نفق لـ«حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» ومركبة فيها أسلحة في «مجمع الشفاء الطبي» في غزة.
وأضاف الجيش: «في مستشفى (الشفاء) عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على فتحة نفق ومركبة بها عدد كبير من الأسلحة».
ونشر الجيش مقاطع مصورة وصورًا لفتحة النفق والأسلحة.
وهي المقاطع التي أثارت غضب دولي واسع وزادت من حالة الغضب المتنامي ضد حركة حماس ويحيى السنوار زعيمها في غزة.
الكاتبة الشهيرة سحر الجعارة كتبت مقالا مطولا حمل عنوان " غزة التي كانت محررة" عددت فيه خسائر القطاع والقضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، اذ قالت فيه: اكتشف الشارع العربى فجأة أن أهالينا فى غزة هم مجرد «أيتام حماس»، هم وقود نيران الحرب التى تلتهمهم بحثًا عن ملثم واحد «يُدعى قائد».. بينما قادة حماس «إسماعيل هنية وخالد مشعل» يتنقلان أحرارًا بين الدول العربية والأوروبية، و«يحيى السنوار» لم يثبت حتى الآن إن كان مختبئًا فى خنادق غزة أم حرًا خارجها!
إذن مليون طفل فلسطينى ومليون و300 ألف من الشباب والشيوخ من أهلنا فى غزة يواجهون آلة الحرب الجهنمية تسديدًا لفاتورة قرار كتائب «عز الدين القسام»، وصيحات «أبوعبيدة» العنترية!شهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى حربًا إسرائيلية عنيفة أودت بحياة أكثر من 11 ألف فلسطينى.
وبحسب التقديرات كان 70% منهم من الأطفال والنساء، كما أصيب أكثر من 27 ألف مواطن آخر.
وفي ذات السياق تزايدت حالة الغضب والاستياء لدى اهالي غزة من يحيى السنوار واتهموه بعدم الرغبة في تحرير الاسرى الاسرائيليين لوقف الحرب على غزة ووقف حالة الدمار التي وصل اليها القطاع.
وأكدت مصادر وثيقة الصلة بالشأن الفلسطيني أن حماس تواجه مأزق جديد تمثل في غضب مكتوم لدى عناصر الحركة المتواجدين في الميدان بغزة الذين باتوا يشعرون أنهم لوحدهم في المعركة وأن القادة متواجدين بالانفاق خوفا من الضربات الاسرائيلية المتلاحقة.
واشارت المصادر الى ان غضب عناصر الميدان طال يحيى السنوار المتواجد تحت الارض في حين انهم يواجهون اسرائيل بعتادها العسكري على ارض غزة.
يبدو أن يحيى السنوار زعيم حماس في غزة بقي وحيدا في المعركة خاصة مع تزايد الغضب الدولي بشأن ما أسماه الغرب بتباطؤ حماس في عملية اطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين رغم كل الوساطات الدولية والعربية الرامية لوقف اطلاق النار في غزة.
وعلى ما يبدو ان الغضب من حمس والسنوار ليس من العالم الغربي فقط بل امتد ليشمل ايران الداعم الرئيسي لحركة جماس، فقد أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس حماس إسماعيل هنية في وقت سابق من هذا الشهر أنه نظرا لعدم إخطار طهران مسبقا بالهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، فإنها لن تنضم إلى الحرب ضد إسرائيل.
وقالت وكالة “رويترز” في تقرير، نقلا عن “ثلاثة مسؤولين كبار”، إن خامنئي أبلغ هنية أنه في حين أن إيران ستقدم الدعم السياسي لحماس، إلا أنها لن “تتدخل بشكل مباشر” في القتال.
وبحسب ما ورد، طلب الزعيم الإيراني من هنية “إسكات الأصوات” في حماس التي تدعو إيران ووكيلها حزب الله إلى الانضمام مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل “بكامل قوتها”.
ووفقا لمصادر وثيقة الصلة بحماس فان الرد الايراني جاء مخيبا لآمال حركة حماس وزعيمها في غزة يحيى السنوار الذي بات وحيدا في هذه المعركة معزولا عن عناصر الميدان الحمساوية.
المصادر أكدت ان الاتهامات الاسرائيلية لحماس والسنوار باستخدام المدارس والمستشفيات لتنفيذ عمليات الحركة ضد اسرائيل أغضبت العالم العربي كما أنها بدأت تزعج أهالي غزة الذين يرون أنهم يدفعون وحدهم ثمن قرار السنوار وحماس ببدء عملية طوفان الاقصى.