8 ساعات تحت الأنقاض.. ماذا حدث لعبدالحميد وأولاده أسفل عقار بورسعيد المنهار؟
صوت ارتطام قوي، في تمام الساعة السادسة مساء أمس الأحد، هز أرجاء حي الشرق بمحافظة بورسعيد، وأثار الفزع في قلوب سكان محيط منطقة البازار بالقرب من حديقة فريال التاريخية.
ترك المواطنون مقاعدهم على المقاهي وفي منازلهم، وتوجهت الأنظار صوب مصدر هذا الارتطام القوي، ومع سماع صوت صرخات واستغاثات التفتت الأنظار نحو أنقاض عقار قديم.
صوت سيدة تصرخ من نافذة منزل مقابل للعقار القديم وهي تقول: "في ناس تحت الأنقاض.. أنا شفتهم كانوا بيحاولوا الخروج ومعرفوش"، سارع المواطنون لإزالة الأنقاض بأيديهم بحثا عن ناجين والجميع ينادي ربما يسمعهم أحد الأحياء أسفل العقار.
لحظات مرت سريعا على الجميع قبل أن يصل رجال الشرطة والحماية المدنية وجهاز الإنقاذ والطوارئ بمحافظة بورسعيد، إلى موقع انهيار العقار، وفرضت قوات الأمن كردونًا أمنيًا بمحيطه، وكثفت جهودها للعثور على الضحايا أسفل الأنقاض.
وصلت النيابة العامة، موقع حادث انهيار العقار، واستمع رجال النيابة العامة، لشهود العيان حول تفاصيل الواقعة، كما وصل اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، واللواء مازن صبري، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد، إلى مكان الواقعة.
وأسفرت الجهود بعد لحظات من بدء أعمال البحث عن إنقاذ اثنين من المصابين وهما: محمد عبد الحميد 40 عامًا، مصابًا بكسر في الساعد الأيمن، وسليمان حسبو السيد 40 عامًا مصابًا بنزيف في المخ، ونقلهما إلى مستشفى السلام بورسعيد.
كما نجح رجال الإنقاذ في انتشال جثة أول الضحايا من وسط أنقاض العقار المنهار وهو: عيد حماد التوني شحاتة 26 عامًا، وسط صرخات وبكاء أفراد أسرته وزملائه، وصياح وانهيار أفراد أسرة 3 ضحايا آخرين مازالوا تحت الأنقاض وهم شقيقين والدهما.
وقبل مرور 8 ساعات تحت الأنقاض تمكن رجال الإنقاذ من انتشال جثث الـ 3 ضحايا تباعًا وهم: ياسين عبدالحميد ياسين، 21 عامًا، وشقيقه "عبدالرحمن" 24 عامًا، ووالدهما "عبدالحميد"، وسط بكاء وانهيار أفراد أسرتهم وزملائهم الذين أصيب عددهم منهم بحالة إغماء بعدما فقدت الأسرة 3 من أبنائهم في أقل من 8 ساعات.
جرى نقل الجثث من موقع الحادث من خلال سيارات إسعاف إلى مستشفى النصر لوضعها بالمشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
ومازالت جهات التحقيق تواصل جهودها للكشف عن ملابسات هذا الحادث الأليم الذي أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة اثنين آخرين.