احصائيات صادمة.. هل تتحمل حماس فاتورة دمار غزة؟
حذرت منظمة الصحة العالمية مجددا من تفاقم الأوضاع في غزة جراء الحرب الدائرة وقالت إن الوضع يستعصي على الوصف، وأشارت إلى الآثار والعواقب النفسية طويلة الأمد على الناجين والأسر.
فوفقا للتقارير الأولية هناك آلاف الشهداء ودمار شامل لقطاع غزة حصيلة الهجمات الاسرائيلية على القطاع ردا من الجانب الاسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023 والتي قامت فيها حركة حماس باختطاف رهائن اسرائيليين واحتجزتهم لديها.
المثير في الأمر أن العالم الغربي وبعض دول الشرق الأوسط تحمل حركة حماس المسؤولية المباشرة عن الدمار والخراب الذي حل بقطاع غزة، فهناك أصوات كثيرة ترى أن قادة حماس تهوروا حينما بدءوا عملية طوفان الأقصى والتي نتج عنها كل الدمار والخراب للقطاع، للدرجة التي دفعت أنصار الحركة أنفسهم وعلى رأسهم المعسكر الايراني الممثل في حزب الله وايران للتراجع عن الدعم المباشر للحكركة في حربها الحالية.
فحزب الله اللبناني اكتفى بالتصريحات الحنجورية دون تقديم يد العون لحماس في معركتها الحالية.
ايران كذلك فقد أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس حماس إسماعيل هنية في وقت سابق من هذا الشهر أنه نظرا لعدم إخطار طهران مسبقا بالهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، فإنها لن تنضم إلى الحرب ضد إسرائيل.
وقالت وكالة “رويترز، نقلا عن “ثلاثة مسؤولين كبار”، إن خامنئي أبلغ هنية أنه في حين أن إيران ستقدم الدعم السياسي لحماس، إلا أنها لن “تتدخل بشكل مباشر” في القتال.
وبحسب ما ورد، طلب الزعيم الإيراني من هنية “إسكات الأصوات” في حماس التي تدعو إيران ووكيلها حزب الله إلى الانضمام مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل “بكامل قوتها”.
وعلى مستوى الدمار الذي لحق بقطاع غزة أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن تحليلا محدثا لصور الأقمار الاصطناعية يظهر أنه خلال الشهر ونصف الشهر، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 8 أكتوبر، تعرض حوالي نصف المباني في شمال قطاع غزة لأضرار أو تم تدميرها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن نسبة دمار المنازل في غزة ارتفعت من نحو الثلث منذ أسبوعين فقط، مشيرة إلى أن "التدمير الكامل طال 56 ألف مبنى في قطاع غزة بأكمله أو ما تقدر نسبته بنحو 20 إلى 26% من جميع المباني".
وحدد تحليل الصحيفة آثار المباني الفردية التي من المرجح أن تكون قد تضررت، بناء على تحليل صور الأقمار الصناعية التي تم جمعها في 18 نوفمبر.
ووفقا للتحليل، فقد تضرر ما لا يقل عن 13200 مبنى في جنوب غزة، تحت خط الإخلاء الذي أقامته إسرائيل في 13 أكتوبر عندما أمرت جميع سكان شمال غزة بالانتقال إلى الجنوب، وفقا للتحليل.
وفي ذات السياق هناك ما يقارب 13 ألف شهيدا سقطوا في غزة نتيجة الضربات الاسرائيلية المتتالية على القطاع.
و ذكرت وزارة الصحة التابعة لحماس أنه جرى قتل أكثر من 4600 طفل، فيما أصيب قرابة 9 آلاف أخرين. ولم يتم التحقق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل.
ويبدو أن الأطفال ليسوا وحدهم من يتحملون العبء الأكبر من الصراع الدائر إذ إن الشباب يعانون أيضا الأمرين.
وقال مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني إن قرابة نصف سكان القطاع - البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة - تقل أعمارهم عن 18 عاما، فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن الحرب قد أدت إلى تشريد قرابة 1.5 مليون من سكان غزة، من بينهم ما لا يقل عن 700 ألف طفل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دق ناقوس الخطر إزاء مصير أطفال غزة قائلا: "غزة أصبحت مقبرة للأطفال. التقارير تتحدث عن أن المئات من الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم".
ومع دخول الحرب أسبوعها السابع، بات على سكان غزة تدبير أمورهم بأنفسهم في ظل نقص المساعدات، إذ مازالت إسرائيل تغلق معابرها الحدودية مع غزة منذ السابع من أكتوبر