الهدنة الانسانية في غزة – لصالح من؟
ما إن مرت دقائق معدودة على دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في غزة حتى امتلأت شوارعها بالسكان الذين توجهوا عائدين الى منازلهم بعد خمسني يوم من الحرب.
تصرف إنساني طبيعي من كل شخص يريد أن يعود إلى معقله.
ولكن مشاهد الخراب والدمار التي يشاهدها العائدون الى بيوتهم تفوق كل وصف.
لا شك في أن من دفع بهم للعودة الى البيوت لم يدرك هول الفاجعة فوق الأرض وهو يختبئ ويأتمن تحت الأرض طيلة أيام الحرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هدنة لصالح من وإنسانية لمن؟ هل تأتت حقا لصالح الانسان الغزي الذي فقد بل ضحى بالغالي والنفيس
أم لخدمة مصالح المتحكمين بالقطاع ليعيدوا ترتيب أوضاعهم عسكريا
كي يتمكنوا من الاستمرار في الحرب التي تخدم في المرتبة الأولى
مصالح اسيادهم في ايران.
هؤلاء المنافقون تفننوا في زج سكان غزة بمعارك الموت مرة تلو الأخرى
على مر السنين وهذه المرة كرروا جرائمهم بإقدامهم على مغامرتهم المدروسة وتركهم سكان غزة عرضة للقنابل وهم يتسترون في الملاجئ ودفعهم لملاقاة ويلات الحرب عند دخول الهدنة.
الم يكتف هؤلاء الأشرار بسلسلة الانتصارات التي يدعونها حتى الان في الحرب منها الانتصار بتشريد أكثر من مليون شخص من شمال غزة والانتصار باستشهاد خمسة عشر الفا من الفلسطينيين وانتصار جرح أكثر من ثلاثين الفا منهم فضلا عن اكثر من ثلاثة الاف من المفقودين.
كل هذا لا يشفي غليل ابطال الخنادق واشاوس الفنادق من حركة حماس وهم يتشوقون الجلب المزيد من الدمار والخراب والقتل على غزة
التي تئن تحت بطشهم وتقول بصوت واحد: كفى متاجرة بالدماء والبشر، كفى متاجرة بالقضية، كفى متاجرة بالدين، كفى متاجرة بالأقصى. كفى متاجرة بالمقاومة أو باختصار كفاكم يا حماس!
الم ترتو ارض غزة بدماء كافية والجميع يعلم أن الدماء لن تنبت شجرة ابدا؟