عايزك فى كلمتين على جنب.. شاب يُنهي حياة جاره فى أبو النمرس
وقف لدقائق أمام منزله يتحدث مع صديقه عقب عودته من العمل؛ يتبادلان أطراف الحديث، وإذا بصوت أحد الجيران ينادى عليه: «عايزك يا محمد فى كلمتين»، وبمجرد تلبية النداء؛ باغته بطعنة نافذة بالقلب، ليلقى مصرعه، بعدما سقط وسط بركة من الدماء أمام المارة بالشارع.
أحد الجيران فى منطقة أبو النمرس بالجيزة، حاول إنقاذ «محمد» ونقله إلى مستشفى قصر العينى؛ لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى فى مشهد أصاب أهالى المنطقة بحالة من الرعب والفزع.
«محمد سعد الدين»، 30 عامًا، يعيش بمنطقة أبو النمرس فى الجيزة، يعمل سائقا داخل مصنع بلاستيك، فى صباح كل يوم يتجه إلى عمله، يسعى وراء أكل عيشه لتوفير احتياجات أسرته التى تحمّل مسؤوليتها، بعدما بلغ والده سن الكبر، وعقب عودته من عمله، وجد صديقا له ينتظره أمام منزله من أجل أن يعزمه على فرحه، وأثناء تبادل الحديث، تفاجأ «محمد» بأحد الجيران ينادى عليه، وبعدما ذهب إليه، قال له: «إنت بتعاكس أختى ليه»، ليجيبه: «الكلام دا محصلش أنا لسه راجع من الشغل فى المصنع ومش بشوفها أصلا»، بعدها وجه الجار كلمات تهديد له قائلًا: «هى شغاله معاك فى نفس المصنع، لو اشتكت منك تانى هزعلك»، وقتها نشبت بينهما مشادة كلامية، وهنا تدخل بعض الأهالى ومنعوا حدوث أى مشادات بينهما.
استمرت الخلافات بينهما، طيلة 4 سنوات، وصل الأمر إلى تعدى كليهما على الآخر بالضرب، وتم تحرير محضر رسمى فى قسم شرطة أبو النمرس بالواقعة، وتم التصالح فى المحضر، وتدخل أهالى المنطقة لفض النزاع بعقد جلسة صلح بين الطرفين.
ظلت الأمور تسير بشكل طبيعى لفترة طويلة، وذات يوم وأثناء سير «محمد» فى مصنع البلاستيك، ادعت شقيقة الجار أنه عاكسها، كونها عاملة نظافة بنفس المصنع، وبعدها اتجه شقيقها إلى منزل «محمد» وهو يحمل سلاحا أبيض «مطواة»، وعندما وجده باغته وطعنه فى قلبه لينهى حياته قائلًا: «قلتلك هقتلك لو عاكستها تانى».
«سعد الدين»، والد المجنى عليه، يحكى اللحظات الأخيرة قبل وقوع الجريمة: «منذ 4 سنوات واحنا على خلاف مع أسرة المتهم، بسبب أنهم بيدعوا إن (محمد) ابنى بيعاكس بنتهم، كونها تعمل فى نفس المصنع الذى يعمل فيه سائقا خاصا لصاحب المصنع، ابنى كان يسعى وراء أكل عيشه، كان بيصرف علينا، ولم يكن له خلطة بأحد من الجيران، وبعدها تلقيت تهديدات من أسرة المتهم: (ابنك لو عاكس بنتنا تانى هنزعله)، وقتها حاولت أبعد عن الشر وطالبته بألا يتحدث مع الفتاة داخل المصنع مرة أخرى: (إبعد عن الشر وغنيله)».
والد المجنى عليه قال: «منذ فترة تشاجرت مع أسرة المتهم بسبب ادعاء ابنتهم أن ابنى يعاكسها، وبسؤال عمال المصنع رد أحدهم قائلًا: «بصراحة مشفناش من ابنك أى حاجة تثبت الكلام دا»، توجهت إلى منزل المتهم للحديث معهم ونقلت رسالة أحد العمال ولكن حدثت مشادة كلامية وتدخل أحد الجيران وذهب كل منا فى طريقه».
وتابع: «خطط المتهم لقتل ابنى، وظل ينتظره أمام المنزل عقب عودته من العمل، ونادى عليه وعندما اتجه إليه، سدد له طعنة فى القلب، وردد: «قولتلك هقتلك وهسيبك سايح فى دمك»، وبعدها حاول الأهالى نقله للمستشفى، لكنه توفى قبل وصوله.