دمار ومجاعة وشيكة.. اتهامات لحماس بالتسبب في مأساة جديدة بقطاع غزة
"لا مكان لهم بالمستشفيات؛ لذا يفضلون الموت مباشرة على الإصابة"، هكذا يصف أطباء حالة بعض السكان في جنوب قطاع غزة بعد استئناف الحرب، وتوالي سقوط القتلى والجرحى من جديد بأعداد كبيرة.
الوضع في غزة يتجه للأسوأ بعد اسنئناف اسرائيل العملية العسكرية في القطاع، فالعدد الكبير من المصابين، وعدم قدرة المستشفيات على استيعابهم دفعت بعض السكان، إلى أن "يفضلون الموت داخل بيوتهم ؛ لأن المستشفيات مكتظة، ولا يتوفر بها العناية للجميع، ولو تم تخييرهم بين الإصابة والموت المباشر فإنهم يفضلون الموت".
وتبادلت إسرائيل و»حماس» الاتهامات باستئناف الأعمال الحربية. وتوعّد المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الحركة بـ»ضربة قاضية»، متّهمًا «حماس» بعدم تسليم لائحة رهائن تعتزم إطلاق سراحهم لقاء معتقلين فلسطينيين في حال تمديد الهدنة عملًا بالاتفاق الذي كان ساريًا، وبإطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية قبل انتهاء الهدنة، بينما حمّلت الحركة الدولة العبرية مسؤولية تفجّر الأوضاع، مؤكدةً أنها لم تستجب لعروض للإفراج عن المزيد من الرهائن خلال الليل.
ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة لما أسماها «مناطق الإخلاء» في القطاع التي يُفترض بالغزّاويين إخلاؤها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنّب قتل المدنيين. وتُقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية القطاع إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وزعم الجيش أن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محدّدة حفاظًا على سلامتهم إذا لزم الأمر». وأُرسلت تحذيرات عبر رسائل نصّية قصيرة إلى سكان في مناطق متعدّدة من القطاع، تُحذّر من أن الجيش سيبدأ «هجومًا عسكريًّا ساحقًا على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة «حماس» الإرهابية».
وحضّت الرسالة الناس على التحرّك الفوري، وجاء فيها: «من أجل سلامتك... تحرّك بشكل فوري إلى المآوي المعروفة. ابتعد عن كلّ نشاط عسكري من أيّ نوع. لا تنتظر... وتحرّك فورًا حتّى لا يكون الوقت متأخّرًا أو مستحيلًا! أعذر من أنذر!».
وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها من الأماكن، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تأكد من وفاة 5 من الرهائن الذين كانوا محتجزين في غزة، وأبلغ عائلاتهم، وأن الدولة العبرية استعادت جثة أحدهم.
ديبلوماسيًّا، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تركيز واشنطن «لا يزال منصبًا» على إطلاق سراح الرهائن، رغم انتهاء مفاعيل الهدنة واستئناف القتال. وبعد لقائه عددًا من نظرائه العرب في دبي على هامش مؤتمر المناخ «كوب28»، قال بلينكن: «نحن مصمّمون على بذل كلّ ما في وسعنا لإعادة الجميع إلى عائلاتهم، بما في ذلك مواصلة العملية التي استمرّت 7 أيام»، مؤكدًا أن العمل مستمرّ «على مدار الساعة تقريبًا».
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنّ «استمرار الحرب التي تشنّها واشنطن وتل أبيب، يعني إبادة جماعية جديدة في غزة والضفة الغربية»، مضيفًا: «يبدو أنهم لا يُفكّرون في العواقب الوخيمة للعودة إلى الحرب». كما حذّر من أنّه «أبلغنا قادة المقاومة الفلسطينية سابقًا أن ردّ المقاومة سيكون ساحقًا إذا استؤنفت الحرب».
وسط كل هذه المأساة طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة،الدول العربية والإسلامية بإدخال مستشفيات ميدانية مجهزة لإنقاذ الجرحى، الذين أُصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وفي ظل الأوضاع والظروف القاسية التي تعيشها كل القطاعات في غزة، طالب المكتب الإعلامي أيضًا بإدخال مئات المعدات والآليات لجهاز الدفاع المدني من أجل انتشال جثامين الشهداء.
وقال المكتب الإعلامي في غزة: “نطالب الأونروا باستئناف العمل في محافظتي غزة والشمال”، مؤكدًا أن المساعدات، التي دخلت قطاع غزة خلال التهدئة، لا تتجاوز 1% من حاجته.
وقال المكتب الحكومي إن القطاع يحتاج إلى إدخال ألف شاحنة من المساعدات، ومليون لتر من الوقود، يوميًا.
وجاءت هذه المطالب رغم الاتهامات التي وجهت لحركة حماس مؤخرا بالاستيلاء على المساعدات الانسانية التي دخلت غزة أثناء أيام الهدنة الانسانية.
فقد اشتكى سكان قطاع غزة من عدم وصول المساعدات الانسانية اليهم رغم دخولها من معبر رفح وهو الأمر الذي تكرر في معظم مناطق القطاع.
مأساة قطاع غزة تفاقمت فهناك لا أكل ولا شرب ولا عمل أيضا اضافة الى الضربات العسكرية الاسرائيلية التي دمرت القطاع.
المثير في الأمر أن بعض سكان غزة بدؤوا في توجيه أصابع الاتهام لحماس عما وصل اليه حال القطاع، ومنهم من رأى أن حماس لا يهمها سكان القطاع.
وتزايدت حدة الاتهامات باستيلاء حركة حماس على هذه المساعدات وعدم توزيعها على أهالي غزة بشكل عادل، خاصة أن الحركة هي المسيطرة على القطاع بشكل كامل منذ سنوات.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية،في وقت سابق أنها تراقب توزيع المساعدات داخل قطاع غزة، بعد الاتفاق على عبور عدد من شاحنات الإمدادات الطبية والغذائية يوميا إلى القطاع عبر معبر رفح البري.
وقال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ، إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة.
وشدد وربيرغ على مراقبة توزيع تلك المساعدات داخل القطاع، قائلا: "لابد أن نقوم بالمراقبة، خاصة إذ قامت حركة حماس بتحويل أو الاستيلاء على هذه المساعدات الإنسانية".
وحذر المتحدث من أن إقدام حركة حماس على الحصول على تلك المساعدات "سيهدد دخول أي مساعدات أخرى من المجتمع الدولي، ولذلك سنقوم بالمراقبة".