أطلقوا صواريخ دون علم حزب الله ودعوا لحركة مسلحة.. غضب في لبنان من حماس
حالة من القلق أثيرت مؤخرا بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه عدد من المواقع الإسرائيلية، وهو القلق الناتج عن كون حزب الله لم يطلق هذه الصواريخ، فقد أكدت مصادر لبنانية أن هناك صواريخ أطلقها بعض عناصر حماس استهدفت عدة مواقع اسرائيلية.
المصادر أشارت الى وجود حالة من الغضب المكتوم لدى قادة حزب الله نظرا إلى أن حماس لم تنسق مع حزب الله في عملية اطلاق الصواريخ.
واكدت المصادر ان حدة الغضب تزايدت مع حشد حركة “حماس” الشباب الفلسطيني في لبنان وتدعوهم عبر بيان نُشر ووزع على مواقع التواصل الاجتماعي الى الالتحاق بصفوفها في خضم الحرب الدائرة مع إسرائيل. وتؤكد أن “هذه الخطوة تأتي تأكيدًا على دور الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة واستكمالًا لما حققته عملية طوفان الأقصى، وسعيًا نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والافادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”، داعية “أبناء الشعب الفلسطيني للانضمام إلى طلائع القاومين والمشاركة في صناعة مستقبل القضية الفلسطينية وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
اعلان “حماس” كان مثار تعليقات عن تخوف من أي عمل مقاوم سيبدأ من لبنان، ولاقى ردود فعل عدد من السياسيين في لبنان رفضوه بالمطلق باعتبار أنه “إعلان لأعمال مسلحة من لبنان ما سيهدد أمن البلاد ويعتبر اعتداء على السيادة الوطنية”.
وأكدت مصادر مقربة من “حزب الله” أن “التنسيق مع حركة حماس لم يحصل في هذه الخطوة، وهو قرار منفرد للحركة، وأساسًا داخل المخيمات الفلسطينية هناك أعمال عسكرية لا تخفى على أحد، وحزب الله لا شأن له بهذا الاعلان لا من قريب ولا من بعيد”.
من جانبه شدد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان على أن “إعلان حماس لطلائع طوفان الأقصى في لبنان غير مقبول من أي ناحية، ويعتبر استباحة علنية لسيادة لبنان، وهذا ما يدل بصورة مباشرة على أن حزب الله يحاول بشتى الطرق إدخال لبنان في متاهات بغنى عنها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، وكأنه أصبح صاحب القرار في الحرب والسلم”.
ويقول الكاتب أسعد بشارة إن تاسيس هذا الكيان هو الخطأ الفادح الذي ارتكبته حركة حماس بحق الوجود الفلسطيني في لبنان، وهو يؤسس لعودة العلاقات اللبنانية الفلسطينية إلى مستوى الصفر، ذلك بعد الجهد الكبير الذي بذلته حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، لتطبيع هذه العلاقات ولنزع ملف الوجود الفلسطيني من أي صراع داخلي، ولمنع استعمال هذا الوجود، في أي حسابات أقليمية، وخصوصًا حسابات إيران في لبنان، ولهذا فإن فتح على مستوى السفارة في بيروت وعلى مستوى القيادات التي تتواصل مع الجهات اللبنانية، ستقوم بسلسلة اتصالات لتطويق هذا البيان، ولمنع اعتباره وكأنه يمثل الفلسطينيين.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رفض هذه الخطوة، قائلًا: «هذا الأمر مرفوض نهائيًا ولن نقبل به»، مشيرًا في الوقت عينه إلى أن المعنيين عادوا وأوضحوا مقصدهم.
وشدد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على رفض العمل المسلح الفلسطيني من لبنان، ومع تأكيده على وقوف الشعب اللبناني إلى جانب الشعب الفلسطيني، قال: «أي تفكير بعودة الإخوة الفلسطينيين إلى العمل المسلح انطلاقًا من لبنان هو مسألة غير مقبولة ومرفوضة».
وأضاف:. «الشعب اللبناني أقر اتفاق الطائف، وهو الاتفاق الذي نص على حل جميع الميليشيات المسلحة، وأكد على تثبيت سلطة الدولة اللبنانية الحصرية على كامل أرضها وترابها الوطني. كما أكد على التزام لبنان الكامل بقرارات الشرعيتين العربية والدولية، لا سيما القرار 1701».
وكان رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل قد رفض العودة إلى زمن ولّى، وكتب على حسابه على منصة «إكس» قائلًا: «(طلائع الأقصى) في فلسطين وليس في لبنان ولا من لبنان. لن نعود إلى زمن ولى».
بدوره، رفض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إقامة «حماس لاند» في لبنان. وكتب عبر منصة «إكس»: «نرفض بالمطلق إعلان حركة (حماس) في لبنان تأسيس (طلائع طوفان الأقصى)، ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها؛ كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقًا من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية». وذكّر باسيل «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ عام 1990 في اتفاق الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقًا من لبنان».
من جهته، عدَّ النائب أشرف ريفي إنشاء «طلائع طوفان الأقصى» خطأ جسيمًا، مطالبًا بـ«العودة عنه، لأنه يعيد ذاكرة لا يجب أن تُستعاد، وهو يضر بالقضية الفلسطينية لمصلحة محور الممانعة الذي يتاجر بها».
الموقف نفسه عبّر عنه قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون قائلًا في بيان له: «نرفض أن يكون لبنان (حماس لاند)، كما نرفض أن يتحول إلى ساحة صراع يتم تدميره من أجل بعض العملاء في الداخل لديهم أجندات خارجية، وذلك تحت أعين بعض الذين يدعون الغيارة على سيادة لبنان وتطاولهم على رأس المؤسسة العسكرية».