فخ الموت.. هل تقضي اسرائيل على قادة حماس داخل أنفاق غزة؟
حالة من القلق انتابت حركة حماس مؤخرا بعدما أعلنت إسرائيل،عن سعيها إلى غمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة بمياه البحر لدفع مقاتلي الحركة للخروج منها، ففي منتصف نوفمبر الماضي، أكمل الجيش الإسرائيلي تركيب 5 مضخات على بُعد أكثر من كيلومتر شمال مخيم الشاطئ للاجئين، بغية نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع، وفق ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وبحسب تقرير للصحيفة، تبدو الأنفاق الهدف الرئيسَ لإسرائيل بعد مرحلة الهدنة، لأنها تُعد وسيلة صمود لقادة حماس الذين يختبؤون في دهاليزها.
وتمثل العلاقات بين إسرائيل وقطاع غزة إحدى أكثر النقاط توترًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تقود حركة حماس الحكم في غزة، وهو الأمر الذي أثار الكثير من التوترات والصراعات.
تجد إسرائيل نفسها في سياق إستراتيجي حيث تواجه تحديات أمنية خاصة، وتعتبر أن الأنفاق في غزة تشكل تهديدًا كبيرًا لأمنها. يتعامل الجيش الإسرائيلي مع هذا التحدي من خلال تطوير استراتيجيات لمكافحة الأنفاق والتصدي لتهديداتها.
ترد تقارير ومزاعم حول قيام إسرائيل بسحب المياه إلى الأنفاق في غزة بهدف غمرها. يُزعم أن هذا الإجراء هو جزء من استراتيجية للقضاء على الأنفاق وضرب قدرات حماس.
وإذا تم تنفيذ خطة لاغراق الأنفاق، فإن ذلك قد يسفر عن تأثيرات كبيرة على السكان المدنيين في غزة. قد يتعرضون لنقص في المياه وتدهور في الظروف المعيشية، مما يعزز الحاجة الملحة للمجتمع الدولي للتدخل لتوفير المساعدة الإنسانية.
ويعيش قطاع غزة حالة من التحديات الهائلة التي تتنوع بين الاقتصاد والبيئة والصحة، وتزداد تلك التحديات تعقيدًا نتيجة للاستخدام العسكري للأنفاق. ومن بين الجوانب المثيرة للجدل في هذا السياق، يبرز اختباء قادة حركة حماس في هذه الأنفاق كمكون رئيسي يلقي بظلاله على حياة السكان.
تعد الأنفاق واحدة من الوسائل التكتيكية المستخدمة في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتستخدم بشكل رئيسي لتهريب السلع والأفراد وكذلك لتنفيذ عمليات عسكرية. ومع تعدد الأغراض، أصبحت هذه الأنفاق تحتل مكانة حيوية في السياق الاستراتيجي.
التحول الذي يظهر هنا هو انتقال من معركة تكتيكية إلى سياسية، حيث تستخدم حركة حماس هذه الأنفاق لأغراض سياسية تتعلق بإخفاء وحماية قادتها في ظل الظروف الصعبة. يرفع هذا التحول تساؤلات حول التضحيات التي يتحملها الشعب بشكل عام، والتأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الاستخدام
في تطور مثير للقلق، بدأت تقارير تشير إلى استخدام المياه بشكل استراتيجي لاغراق الأنفاق في قطاع غزة. يُعَدُّ هذا الإجراء جزءًا من التصعيد في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يستخدم الجانبان أدوات مختلفة لتحقيق أهدافهما.
اغراق الأنفاق بالمياه يسفر عن تداول غير مسؤول للموارد المائية وتلوث محيطي، مما يؤدي إلى أثر كبير على البيئة المحيطة. تزيد هذه الطريقة من الضغط على نظام المياه في المنطقة، مما يزيد من الاعتماد على المياه الجوفية ويهدد بتدهور الجودة البيئية للمياه.
يُعَدُّ اغراق الأنفاق بالمياه أيضًا من التكتيكات الاقتصادية المستخدمة لفرض ضغوط اقتصادية على المنطقة. تؤدي قلة المياه إلى تأثير سلبي على الزراعة والصناعة، مما يؤدي إلى فقدان فرص العمل وتدهور الأوضاع المعيشية.
تزيد نقص المياه من العبء على حياة السكان اليومية، حيث يصبح من الصعب الوصول إلى مياه الشرب والاستخدامات الأساسية الأخرى. يعيش السكان تحت ظروف قاسية، مع تأثيرات ملموسة على الصحة والعافية العامة..
يعيش السكان العاديون في غزة تحت وطأة التحديات المتزايدة، حيث يتأثرون بشكل كبير بالتداول العسكري واستخدام الأنفاق. يتكبد الشعب تبعاتٍ مباشرة لاستخدام هذه الهياكل التحتية لأغراض عسكرية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحاجة الملحة للموارد الأساسية مثل المياه والغذاء.
مع تزايد الضغوط العسكرية، بدأت حركة حماس في اللجوء إلى الأنفاق كمأوى لقادتها. يثير هذا الاستخدام الفعلي للأنفاق تساؤلات حول التفاوت بين مصالح القيادة ومصالح الشعب، حيث يتعين على الأخير تحمل عبء العواقب المحتملة.
يترتب على استخدام الأنفاق لأغراض عسكرية زيادة مخاطر التلوث البيئي وتدهور الصحة العامة. يصبح من الصعب على السكان الوصول إلى الموارد الأساسية بسبب استخدام الأنفاق، مما يفاقم الضغوط الحالية على المياه والغذاء.
في ظل هذا السياق المعقد، يظهر بوجوب ضرورة التفاكر الجادة حول كيف يمكن معالجة هذا الوضع بشكل فعّال. يتطلب ذلك إيجاد توازن بين الأمان وحقوق الإنسان، وضمان تحقيق المصالح العسكرية بدون تحميل الشعب تكاليف غير مبررة.
في ظل تلك التحديات، يتعين على المجتمع الدولي النظر بجدية إلى الأوضاع في غزة واتخاذ خطوات فعّالة للتخفيف من الأعباء التي يتحملها السكان. يجب أن تتضمن هذه الجهود دعمًا لتوفير المساعدات الإنسانية وضمان حقوق الإنسان والتركيز على إيجاد حلول سياسية تعزز الاستقرار في المنطقة.
التفاوض والحوار يمكن أن يكونا وسيلتين فعّالتين لحل النزاعات. يتعين على الأطراف المعنية أن تبحث عن سبل للخروج من هذا الوضع المتوتر من خلال مفاوضات تشمل كافة الأطراف المعنية، مع التركيز على تحقيق التسوية الدائمة والعادلة.
يتعين على المجتمع الدولي أيضًا دعم الاستثمار في مستقبل غزة. من خلال توفير الدعم للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، يمكن تعزيز فرص العيش وتحسين ظروف الحياة في المنطقة.
ورغم أنها لم تغب لحظة فإن أنفاق حركة حماس في غزة عادت إلى الواجهة بشكل لافت خلال الأيام الماضية بعدما أظهرت إسرائيل نية لإغراقها.
فقد أظهرت صور على ما يبدو القوات الإسرائيلية وهي تستعد لإغراق متاهة الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر، الأربعاء.
وقيل إن إسرائيل أكملت تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد نحو ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين، والتي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة الأنفاق التي يبلغ طولها 300 ميل في غضون أسابيع، في خطة غايتها طرد مقاتلي حماس من الأنفاق وجعلها غير صالحة للعمل عن طريق إغراق النظام بمياه البحر الأبيض المتوسط، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".
يشار إلى أن مقاتلي حركة حماس يعملون في شبكة معقدة من الأنفاق المعززة، بعضها مدفون على عمق 40 قدمًا تحت الأرض، وكلها يمكن أن تخفي كمينًا، أو تكون مفخخة أو مملوءة بالمتفجرات ومعدة للانهيار.
وهذا يعني أن إسرائيل تستطيع قصف غزة كيفما تشاء وإطلاق ذخائر خارقة للتحصينات لتطهير بعض الأنفاق، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيظل بحاجة إلى نشر آلاف القوات لاجتياح "مترو غزة" لتحييد كل مقاتل من حماس، وهذه ليست مهمة سهلة، وفق تأكيد تل أبيب.
كما من المعروف أن القتال تحت الأرض عمل مميت، خاصة عندما يقاتل الجنود الإسرائيليون ضد مقاتلي حماس المدججين بالسلاح الذين يعرفون كل مكان للاختباء ولديهم إمكانية الوصول إلى مخزون من الصواريخ والقنابل اليدوية والبنادق.