الأمور تتصاعد.. مخاوف من تكرار سيناريو غزة في لبنان
شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل، مما أثار مخاوف دولية وزاد من حدة التوتر في المنطقة. يتطلب هذا الوضع فحصًا دقيقًا لفهم الأسباب والتأثيرات المحتملة.
وفي ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله وزيادة في إطلاق الصواريخ، أدى ذلك إلى تفاقم الوضع وتهديد باندلاع حرب. في هذا السياق، قررت الولايات المتحدة التدخل بهدف منع التصعيد والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
فمع تصاعد التوترات في المنطقة، تخوفت بعض التحليلات من انتقال الصراع من قطاع غزة إلى لبنان، مما يعني توسيع نطاق الصراع وزيادة في الاستقطاب الإقليمي.
وكانت المخاوف من تحويل الصراع من غزة إلى لبنان تزيد من التعقيدات الإقليمية ويهدد الاستقرار في المنطقة. يتطلب التصدي لهذه المخاوف تعاونا دوليا فعّالًا وجهودًا مستمرة لتجنب التصعيد وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ومع تزايد التوترات في المنطقة والتطورات الأخيرة، تردد أن إسرائيل تفكر في الدخول في حرب محتملة مع حزب الله في لبنان ردا على اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على المستوطنات الاسرائيلية.
وقد زادت المخاوف مؤخرا من اندلاع هذه الحرب خاصة بعدما تم تسريب معلومات مفادها ان الولايات المتحدة الامريكية تدخلت لدى الجانب الاسرائيلي لوقف حربه ضد لبنان وحزب الله لما لذلك من تأثيرات سيئة قد تلقي بظلالها على المنطقة بالتزامن مع حرب غزة ومأساة الشعب في القطاع المنكوب، التدخل الامريكي جاء حتى لا يتكرر سيناريو غزة في لبنان.
فما هي التأثيرات المحتملة حال اندلاع هذه الحرب؟
التأثيرات المحتملة:
1. آثار إنسانية:
يمكن أن تؤدي الحرب إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة المتأثرة وزيادة في عدد النازحين.
2. تأثير اقتصادي:
قد يعيق النزاع الاقتصاد في المنطقة المعنية ويؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي.
3. تداول الأسلحة:
قد يتسبب الصراع في تدفق المزيد من الأسلحة والتسليح عبر الحدود.
التدابير الممكنة:
1. الوساطة الدولية:
دعوة للوساطة الدولية لتجنب التصعيد وتحقيق هدنة.
2. الحوار الدبلوماسي:
تعزيز الحوار الدبلوماسي بين الأطراف المتنازعة.
3. التأكيد على وقف إطلاق النار:
التأكيد على وقف إطلاق النار وضرورة التزام جميع الأطراف به.
تعتبر هذه المخاوف من اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله سيناريوًا حساسًا يتطلب تصدي له بحذر لتجنب تداولات سلبية والتأثيرات الوخيمة على الأمان الإقليمي والاستقرار
واكد الخبراء انه يتطلب التصاعد الحالي في إطلاق الصواريخ تعاملًا دوليًا حاسمًا لمنع تفاقم الوضع وحماية الأمان الإقليمي. من المهم تحفيز الحوار وتوجيه الجهود نحو التهدئة لتجنب مزيد من التصعيد وحماية الحياة والأمان في المنطقة.
وكان قد حض الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التراجع عن "ضربة استباقية" ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية، بعد أيام من هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأنه حذره من أن هجومًا كهذا "قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية أوسع".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولين القول إن إسرائيل كان لديها معلومات استخباراتية اعتبرتها الولايات المتحدة "غير موثوقة"، تفيد بأن حزب الله كان يحضر لعبور الحدود كجزء من هجوم متعدد الجبهات، وهو ما دفع المسؤولين الإسرائيليين الأكثر تشددًا إلى القرار.
وذكر المسؤولون للصحيفة، أن المقاتلات الإسرائيلية كانت تحلق في الأجواء، حين تحدث بايدن مع نتنياهو في 11 أكتوبر، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي "بالتراجع والتفكير في عواقب خطوة كهذه"، وفق مصادر مطلعة على المكالمة.
وتراجعت إسرائيل عن الهجوم بعد المكالمة، وأشارت الصحيفة إلى أن محادثة بايدن مع نتنياهو ومجلس الحرب، والتي لم تكشف تفاصيلها من قبل، شكلت النمط الذي اتبعه البيت الأبيض في جهوده ضد أي تصعيد ينذر بتوسع النزاع، وقد يجر الولايات المتحدة إليه.
وقالت الصحيفة، إن أحد الأشياء التي ركزت عليها إدارة بايدن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان محاولة منع أي تصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية النار مع مقاتلي حزب الله بشكل يومي.
وذكرت الصحيفة، أن واشنطن تلقت أول إشارات على خطة إسرائيل المقترحة لشن ضربة وقائية في صباح يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، حوالي الساعة 6:30 صباحًا، حين أبلغ المسؤولون الإسرائيليون البيت الأبيض بشكل عاجل، بأن إسرائيل تعتقد بأن حزب الله يحضر لهجوم.
وأبلغت إسرائيل إدارة بايدن بأنها تريد إبعاد مقاتلي حزب الله لنحو 10 كيلومترات عن الحدود، كجزء من اتفاق دبلوماسي يهدف لـ"إنهاء التوترات" مع لبنان.
وقال المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، إن إسرائيل علمت أنها لا يمكنها القيام بالهجوم وحدها، وطلبت الدعم الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن كبار مسؤولي الاستخبارات والجيش مستشاري الأمن القومي بمن فيهم مدير الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومديرة الاستخبارات الوطنية آفريل هاينز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة تشارلز براون، اجتمعوا في وقت لاحق صباح ذلك اليوم، لمناقشة خطة إسرائيل، وقرروا أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية لا تتفق مع المعلومات الإسرائيلية.
وبعد إطلاع بايدن على الأمر، اتصل بايدن بنتنياهو وحكومة الحرب، وحض إسرائيل على التراجع.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن نتنياهو لم يكن مقتنعًا بالكامل، ولكن أعضاءً في حكومته، وبالتحديد وزير الدفاع يوآف غالانت، "أوضح أن حربًا أوسع، هي أمر محتوم، وأن إسرائيل أرادت المضي قدمًا في الهجوم".
ولفت المسؤولون إلى أن بايدن أعرب عن معارضته للهجوم، مصرًا على إمكانية تجنب حرب أوسع بالمنطقة.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إنه بعد 45 دقيقة من المناقشات، أنهى نتنياهو المكالمة بالقول إنه سيناقش الأمر مع حكومته.
وفي حدود التوقيت نفسه، دوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وتلقى الجنود الإسرائيليين أوامر عاجلة من قادتهم، بأن عليهم الاستعداد لقتال عناصر "حزب الله" الذين سيدخلون إلى إسرائيل عبر سيارات وطائرات شراعية، ووجهت إسرائيل إنذارًا لسكان شمال إسرائيل، وطلبت منهم التوجه فورًا إلى ملاجئ القنابل.
وقالت الصحيفة إن الإنذارات التي اتضح أنها كانت خاطئة، كانت جزءًا من الأمور التي أثارت مخاوف إسرائيل من هجوم جديد.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصدر أمني إقليمي، إن إسرائيل هاجمت مواقع للجيش اللبناني، أكثر من 34 مرة منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ولفت المسؤولون إلى أن الأمر استغرق نحو 6 ساعات من المكالمات والاجتماعات، قبل أن يوافق المسؤولين الإسرائيليين على التراجع، فيما أظهرت المعلومات الاستخباراتية الأمريكية أنه "لا يوجد خطر من هجوم وشيك لحزب الله".
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إنه بعد معارضة بايدن للهجوم، قرر نتنياهو وحكومته عدم المضي قدمًا في ضربة كبيرة.
وأرسلت الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، وغواصة نووية، لزيادة عامل الردع.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تشكيل قوة بحرية خاصة في البحر الأحمر، لمواجهة هجمات جماعة الحوثي التي استهدفت الملاحة في الممر المائي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك، فإن الدبلوماسية كانت في قلب الجهود الأمريكية للتعامل مع الأزمة، لافتة إلى آموس هوكستين المسؤول بالبيت الأبيض والمعني بمعالجة التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، والذي قام بزيارات متعددة بين واشنطن وبيروت والقدس، في محاولة لضمان "نهاية دبلوماسية" للقتال على الحدود مع لبنان.
ودفعت فرنسا لبنان أيضًا، إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي دعا إلى سحب قوات "حزب الله" من جنوب لبنان، والبقاء على بعد 18 ميلًا من الحدود على الأقل.