هل هم الحل للأزمة؟.. أين قيادات فتح في غزة من الأحداث الأخيرة؟
ندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأربعاء، باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد أهالي غزة لليوم الـ 90 على التوالي، قائلًا، إن القطاع يشهد حالة جوع وتجويع في مشاهد صادمة لنا وللعالم.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، عن اشتية قوله، في مستهل جلسة الحكومة، إن أطفال رضع من دون حليب، وبعضهم استشهدت أمهاتهم، وأطفال يبحثون عن لقمة عيش في طوابير طويلة ولا يصلهم الدور، مضيفًا أن حتى حسابات السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان لقوت يومه ضربتها إسرائيل بمدفع الإجرام.
وأضاف: "المجاعة في غزة سببها منع إيصال الطعام، ومنع الوصول له، فالاحتلال الإسرائيلي مجرم، بتهمة التجويع، ومجرم بتهمة القتل جوعا، ومجرم بمنع وصول الطعام، وعلى العالم إسقاط الطعام بالمظلات".
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، إلى الضغط على إسرائيل لفتح المعابر لإدخال الطعام، مشيرًا إلى أن ما يدخل إلى غزة لا يتعدى 8% من احتياجات المواطنين.
وفي الوقت الذي خرج فيه اشتية بهذه التصريحات تساءل المتابعون للأزمة عن دور حركة فتح وقياداتها في الحرب الدائرة حاليا في غزة وما اذا كان من الممكن ان يساهموا في وقف معاناة اهالي غزة؟
هذه الاشكالية كشفت عنها أيضا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي قالت، إن زعماء حركة حماس يجرون منذ عدة أيام "محادثات سرية" مع حركة فتح، بشأن حكم غزة بعد نهاية الحرب مع إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المحادثات تمثل "أوضح علامة على أن الفصيل السياسي لحماس بدأ التخطيط لما سيأتي بعد نهاية الصراع".
وذكر حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس لـ"وول ستريت جورنال": "نحن لا نقاتل فقط لأننا نريد القتال".
وأضاف: "نحن لسنا من أنصار لعبة محصلتها صفر.. نريد أن تنتهي الحرب.. نريد إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس".
وكشفت الصحيفة الأميركية، نقلا عن أشخاص مطلعين على المناقشات ومسؤول إسرائيلي، أن محادثات القيادة السياسية لحماس مع فتح، الفصيل المهيمن في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، خلقت توترات مع زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار.
وتابعت أن السنوار " يريد أن تستمر حماس في حكم غزة"، ويعتبر أنه "من السابق لأوانه التوصل إلى تسوية".
وذكر الأشخاص المطلعون على المحادثات أن "كبار القادة السياسيين في حماس، بمن فيهم إسماعيل هنية وخالد مشعل، شاركوا بشكل مباشر في تلك المناقشات، والتي تضم من جانب فتح حسين الشيخ، الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية".
وتأتي هذه المحادثات فيما تضغط الولايات المتحدة على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لبدء التفكير فيما سيحدث بعد انتهاء الصراع في غزة.
ومن بين الخيارات التي تجري دراستها تشكيل قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، وهو ما ترفضه حماس والسلطة الفلسطينية. والخيار الآخر، حسب "وول ستريت جورنال"، هو "إعادة تنشيط" السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية الخاصة.
ووسط تأكيدات من المتابعين من ان الحل الامثل يبرز في تولي فتح ادارة قطاع غزة وابعاد حماس من المشهد، يبرز التساؤل عن أسماء القادة التابعون لفتح القادرون على ادارة القطاع في هذه الظروف بالغة التعقيد.
أحمد حلس
مؤخرا برز اسم القيادي الفلسطيني أحمد حلس رئيس حركة فتح في قطاع غزة كحل توافقي لادارة قطاع غزة في حال ابعاد حماس.
وولد أحمد حلس بقطاع غزة في فلسطين عام 1951 وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإسكندرية بمصر، وينتمي حلس إلى عائلة عريقة في مدينة غزة بحي الشجاعية أقدم أحياء غزة وهي من كبرى العائلات هناك، ويعرف عن أسرته المحافظة والالتزام الديني.
إنتمى أحمد حلس لحركة فتح في أوائل السبعينيات وبقي داخل القطاع ولم يغادره مثلما فعل أغلب القادة الفتحاويين في ذلك الحين. وكان قد اعتقل عدة مرات في سجون الإحتلال وكان عضو مجوعة عسكرية واحدة مع أحمد الجعبري الذي يترأس قيادة الجهاز العسكري لحركة حماس - كتائب القسام حاليا- وتم اعتقال المجموعة في أواخر السبعينيات.
وفي السجن ترك الجعبري حركة فتح وانتمى للتيار الإسلامي قبل تأسيس حركة حماس فيما بقي حلس على انتمائه لفتح، إلا أن علاقة الرجلين ظلت بعد أن خرج الجعبري من السجن وترأس جهاز حماس العسكري.
ويمتاز حلس بتصريحاته التي تلقى اجماعا من اهالي غزة.
دحلان والشيخ
وهناك أيضا محمد دحلان الذى أخرجه محمود عباس من صفوف «فتح»، بالإضافة إلى حسين الشيخ الذى يُعتبر الرجل الثانى فى منظمة التحرير.
ويتمتع دحلان بالقوة، وبعلاقات جيدة وهو مؤثّر بشكل خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر وسيطا إقليميا رئيسيا، وهذا يجعله مستساغا أكثر بالنسبة لإسرائيل، وكذلك دوره في اتفاق أوسلو للسلام.
يشار إلى أنه في مقابلة نادرة مع مجلة "إيكونوميست" أواخر أكتوبر، نفى دحلان الشائعات التي تفيد بأنه تم ترشيحه ليكون الرئيس التالي للسلطة الفلسطينية.
سلام فياض
كما يشاع أن سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، هو المفضل لدى بعض المسؤولين المصريين والأمريكيين لقيادة حكومة جديدة في غزة.
ورفض أحد كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين الكشف عن بدائل محتملة لعباس، مشيرا إلى الحساسيات التي ينطوي عليها الأمر.
وشددوا على أنهم لا يريدون الإشارة إلى أن "الولايات المتحدة ستختار هذا الزعيم".