جـ ثـ ث تتطاير في الهواء.. أسرار وتفاصيل جديدة في مـ ذ بـ حـ ة أكتوبر
مذبحة أكتوبر ذاع صيتها وأضحت حديث الساعة عبر وسائل الإعلام ومن قبلها منصات التواصل الاجتماعي لتتكشف الحقائق تباعا تارة في محضر الشرطة وأخرى بين أروقة النيابة العامة وثالثة على لسان شهود عيان ستظل عالقة في أذهانهم.
مؤشرات ضبط الوقت كانت تقترب من السادسة مساء الأربعاء الماضي، اكتظ مطعم مشويات شهير برواده في مدينة 6 أكتوبر. جلسوا كل منهم على طاولته المفضلة لتناول وجبة العشاء لكن سيدة ساقها القدر للجلوس على واحدة غير التي اعتادت لتكون على موعد مع مذبحة أكتوبر.
العشاء الأخير
3 رجال يعلو الشيب رؤوسهم مع شاب ثلاثيني هم أبطال مذبحة أكتوبر. تناولوا العشاء وتعالت ضحكاتهم. من اليمين إلى اليسار، جلس عاطل بجوار أخيه الخمسيني "صاحب مدبغة جلد" وصديقهما المحاسب وابن الثاني يتبادلون الحديث حول معاملات تجارية.
على موسيقى ألبوم الهضبة الجديد، بدت الأجواء مألوفة داخل مطعم أكتوبر الشهير، الكل في حالة مزاجية رائعة مع ثالث أيام العام الجديد لكنها لحظات سبقت عاصفة من الرصاص وبحر من الدماء سطرت أحداث مذبحة أكتوبر.
بينما انهمكت سيدة في كتابتها ممسكة بقلمها تنامى إلى مسامعها صوت يشبه دوي انفجار لكنها لم تكترث وأكملت ما بدأته ظنًا أنها محض ألعاب نارية أو دُعابة "مقلب".
مذبحة أكتوبر تحت أزيز الرصاص
ثوان معدودة تكرر معها الصوت، ارتفع النسق وازدادت سرعة ضربات القلب لتتوقف عقارب الساعة معلنة وقوع مذبحة أكتوبر وحلقة جديدة من مسلسل "قابيل وهابيل".
طاولة أصحاب الضحكات العالية طارت في الهواء بما تحمله ومعها جثة صاحب المدبغة تسيل منه الدماء. أيقن حينها رواد المطعم أنهم شهود عيان لجريمة قتل بشعة نفذها عاطل في حق أخيه وابنه وصديقه.
هلع أصاب الجميع، هرب الزبائن ومعهم العمال -الذين ظنوا في البداية انفجار أسطوانة بوتاجاز- فالرصاص يحاصر الخطوات، وأطبق قبضته على المشهد مسجلا قتيل تلو آخر.
"إسعاف يا ناس.. أبويا بيموت" رغم إصابته بطلقة في ذراعه حاول الابن إنقاذ أبيه -أول ضحايا مذبحة أكتوبر- لكن دون جدوى. فارق الأخ وصديقه المحاسب الحياة متأثرين بطلقات رصاص اخترقت جسدهم.
بكاء ونحيب سيطر على مشهد عبثي، لا يفهم أحد شيئًا، الكل يبحث عن إجابات لما حدث للتو، لكن طلقة أخيرة مصدرها المطعم أعلنت المشهد الأخير من مذبحة أكتوبر، أنهى منفذها حياته بالرصاص ليلحق بأخيه وصديقهما.
ثكنة عسرية بمسرح مذبحة أكتوبر
دقائق معدودة تحول معها محيط المطعم بوصلة دهشور إلى ثكنة عسكرية، توافدت قيادات أمن الجيزة يتقدمهم اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية في حضور العميد محمد أمين والرائد محمد فودة وكيل فرقة أكتوبر في محاولة للسيطرة على الموقف وتهدئة روع الخائفين.
الشرطة بقيادة المقدم محمد مجدي رئيس مباحث قسم أول أكتوبر ومعاونه الرائد أحمد فايز فرضت حراسة مشددة على الابن المصاب -الناجي الوخيد- تمهيدًا لسماع أقواله في حضور النيابة العامة للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة.
ترى ما سبب مذبحة أكتوبر؟، خلاف مالي بين الشقيقين دخلا على إثره في مشادة حادة. ضرب أحدهم الآخر بالرصاص من طبنجته ثم قتل المحاسب وأخطأت طلقاته ابن شقيقه قبل أن ينتحر.